قال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور عز الدين أبو ستيت، إن الأرض هي مصدر العطاء الدائم للمخلوقات كافة التي تعيش عليها، وهذا ما أكدته الأممالمتحدة من خلال أهداف التنمية المستدامة العالمية لعام 2030 من وجوب العناية بموارد الأرض وصيانتها. وأضاف "أبوستيت" في كلمته باحتفالية "الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، بعنوان "أقفوا تلوث البيئة"، التي ألقاها، نيابة عنه، الدكتور نعيم مصليحي، رئيس مركز بحوث الصحراء، أن تبنى مؤتمر الأطراف ال12 و13 لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر مصطلح تحييد تدهور الأراضى الذى جاء لتحقيق الهدف رقم 15 من أهداف التنمية المستدامة، وشجع الدول والمنظمات العالمية والإقليمية والوطنية على تطبيق مفهوم تحييد تدهور الأراضى حفاظًا على الأرض والنظم البيئية وإعادة تأهيل المتدهور منها لتبقى مصدر خير وعطاء للجيل الحالى وزخرًا للأجيال المقبلة. وقال أبوستيت أن قضية تلوث البيئه عامة والتربه خاصة من أهم المشاكل التى ترتبط إرتباطا وثيقا برفاهية وإقتصاديات الدول سواء المتقدمة أو النامية. حيث أدرك العالم بأهمية التخطيط للتنميه المستدامة للحفاظ على الحاضر والمستقبل بل وعلاج مشاكل الماضى لإعادة الإتزان إلى البيئة ومنظومتها حتى يتعايش معها الإنسان فى سلام. وفى نظرة سريعة على واقع تدهور الأراضى فى منطقتنا العربية نجد أن أراضينا تتصف بظروف مناخية صعبة وموارد مائية محدودة ، وقلة الغطاء النباتى وتربة ذات قدرة إنتاجية هامشية مما يسهم فى تسارع تدهور التربة والغطاء النباتى الطبيعى والتنوع الحيوى ، الذى يؤدى إلى انخفاض إنتاجية الأراضى مهددا حياه الإنسان كمحصلة نهائية لهذا الوضع. واضاف وزير الزراعة خلال كلمته التي ألقاها رئيس مركز بحوث الصحراء ان تلوث التربة الناجم عن الأنشطة بشرية المنشأ اصبح مشكلة واسعة الإنتشار ذات تأثير مباشر على جودة الأغذية وسلامتها. ووفقاً لتقرير حالة موارد التربة في العالم الصادر عام 2015 والمبادئ التوجيهية الطوعية بشأن الإدارة المستدامة للتربة التي أقرتها منظمة الأغذية والزراعة في ديسمبر 2016 ، فإن تلوث التربة يمثل أحد التهديدات الرئيسية العشرة التي تواجه الأراضى على مستوى العالم. كما أن القطاع الزراعي وإدارة التربة والمياه ، هما مساهمين في تلوث التربة في العالم. حيث ينشأ تلوث التربة من وجود مادة كيميائية غير مرغوب فيها أو موجودة عند تركيزات أعلى من المعتاد والتي لها تأثيرات ضارة على أي كائن غير مستهدف. ويمكن للملوثات أن تدخل التربة من مجموعة واسعة من المصادر منها على سبيل المثال المدخلات الزراعية ومياه الري والانسكابات العارضه والتخلص من النفايات الصلبة والسائلة الخطرة والنشاطات الصناعية. لذلك يعد تلوث التربة خطرا لأنه لا يمكن ملاحظته بشكل مباشر في الحقل ، وفي كثير من الحالات لا يمكن إكتشافه وتقييمه في الوقت المناسب. قد تتضمن العواقب السلبية حدوث سمية للنباتات وبالتالى تدهور الإنتاجية ، وتلوث المياه ، وزيادة المخاطر على صحة الإنسان والحيوان بسبب تراكم الملوثات في السلسلة الغذائية. وقال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي انه بوجه عام فى مصر تعرضت الموارد الأرضية للإستنفاذ والتدهور كما ونوعا على مدى العقود الأخيرة وذلك بسبب العوامل الطبيعية والأنشطة البشرية. وعلى ذلك فإن برنامج العمل الوطنى لمكافحة التصحر وتحييد تدهور الأراضى والتأقلم مع تغير المناخ فى مصر من 2014 إلى 2024 وكذا رؤية مصر حتى عام 2030 يسيران فى إتجاه واحد مع عملية تحييد تدهور الأراضى ، وأن أى تدابير يتم إتخاذها فى هذا الشأن تقوم على أساس التنمية المستدامة للأرض والتى تدعم تحقيق المكاسب المرجوة. وأضاف أنه يمكننا رؤية العديد من التغييرات التي أجريناها على كوكبنا ، إلا أن بعض آثارنا السلبية تكون غير مرئية عمليًا ، ويعد تلوث التربة مثالًا جيدًا لذلك. فالتربة هي موطن متنامي أكثر تعقيدا لا يزال منتجا فقط عندما يتم رعايتها والإعتناء بها. وعلى ذلك يجب مكافحة تلوث التربة وعلاجها وتقييم وتقليل الأخطار على الأمن الغذائي والصحة البشرية والبيئة. كما يجب إطلاق وتنفيذ الأنشطة الثقافية والإجتماعية والإقتصادية من أجل مكافحة والحد من تلوث التربة ومعالجة المواقع الملوثة. ولقد آن الآوان علينا كمسئولين أن نوجه إعلامنا العربى والأفريقى والعالمى إلى دعوة الشعوب ليكونوا الحل لتلوث التربه.