قال الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن قضية تلوث البيئة عامة والتربة خاصة من أهم المشاكل التي ترتبط ارتباطا وثيقا برفاهية واقتصاديات الدول، سواء المتقدمة أو النامية، حيث أدرك العالم بأهمية التخطيط للتنمية المستدامة للحفاظ على الحاضر والمستقبل بل وعلاج مشاكل الماضي لإعادة الاتزان إلى البيئة ومنظومتها حتى يتعايش معها الإنسان في سلام. وأضاف أبو ستيت، خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور نعيم مصيلحي، رئيس مركز بحوث الصحراء، خلال احتفالية الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة باليوم العالمي للتربة تحت عنوان "اوقفوا تلوث البيئة"، أنه: "في نظرة سريعة على واقع تدهور الأراضي في منطقتنا العربية نجد أن أراضينا تتصف بظروف مناخية صعبة وموارد مائية محدودة، وقلة الغطاء النباتى وتربة ذات قدرة إنتاجية هامشية مما يسهم فى تسارع تدهور التربة والغطاء النباتى الطبيعى والتنوع الحيوى، الذى يؤدى إلى انخفاض إنتاجية الأراضى مهددا حياة الإنسان كمحصلة نهائية لهذا الوضع". وقال وزير الزراعة، إن تلوث التربة الناجم عن الأنشطة بشرية المنشأ أصبح مشكلة واسعة الانتشار ذات تأثير مباشر على جودة الأغذية وسلامتها. ووفقاً لتقرير حالة موارد التربة في العالم الصادر عام 2015 والمبادئ التوجيهية الطوعية بشأن الإدارة المستدامة للتربة التي أقرتها منظمة الأغذية والزراعة في ديسمبر 2016، فإن تلوث التربة يمثل أحد التهديدات الرئيسية العشرة التي تواجه الأراضى على مستوى العالم. وتابع: كما أن القطاع الزراعي وإدارة التربة والمياه، هما مساهمين في تلوث التربة في العالم، حيث ينشأ تلوث التربة من وجود مادة كيميائية غير مرغوب فيها أو موجودة عند تركيزات أعلى من المعتاد والتي لها تأثيرات ضارة على أي كائن غير مستهدف، ويمكن للملوثات أن تدخل التربة من مجموعة واسعة من المصادر منها على سبيل المثال المدخلات الزراعية ومياه الري والانسكاب العارضة والتخلص من النفايات الصلبة والسائلة الخطرة والنشاطات الصناعية. لذلك يعد تلوث التربة خطرا لأنه لا يمكن ملاحظته بشكل مباشر في الحقل، وفي كثير من الحالات لا يمكن اكتشافه وتقييمه في الوقت المناسب، قد تتضمن العواقب السلبية حدوث سمية للنباتات، وبالتالى تدهور الإنتاجية، وتلوث المياه، وزيادة المخاطر على صحة الإنسان والحيوان بسبب تراكم الملوثات في السلسلة الغذائية. وقال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إنه بوجه عام فى مصر تعرضت الموارد الأرضية للاستنفاذ والتدهور كما ونوعا على مدى العقود الأخيرة، وذلك بسبب العوامل الطبيعية والأنشطة البشرية، وعلى ذلك فإن برنامج العمل الوطنى لمكافحة التصحر وتحييد تدهور الأراضى والتأقلم مع تغير المناخ فى مصر من 2014 إلى 2024 وكذا رؤية مصر حتى عام 2030 يسيران فى اتجاه واحد مع عملية تحييد تدهور الأراضي، وأن أى تدابير يتم اتخاذها فى هذا الشأن تقوم على أساس التنمية المستدامة للأرض والتى تدعم تحقيق المكاسب المرجوة. وأضاف أنه يمكننا رؤية العديد من التغييرات التي أجريناها على كوكبنا، إلا أن بعض آثارنا السلبية تكون غير مرئية عمليًا، ويعد تلوث التربة مثالًا جيدًا لذلك فالتربة هي موطن متنامي أكثر تعقيدا لايزال منتجا فقط عندما يتم رعايتها والاعتناء بها، وعلى ذلك يجب مكافحة تلوث التربة وعلاجها وتقييم وتقليل الأخطار على الأمن الغذائي والصحة البشرية والبيئة، كما يجب إطلاق وتنفيذ الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية من أجل مكافحة والحد من تلوث التربة ومعالجة المواقع الملوثة.