شهد العالم العربي خلال السنوات الأخيرة موجه من الألعاب الإلكترونية التي تحث على العنف، وتنمي الكراهية داخل الاطفال والمراهقين، مما يدفعهم لتنفيذ خطواتها على أرض الواقع، فهي تجعلهم يعتقدون أن الجميع أعداء لهم. وقد قام طالب في السادسة عشر من عمره بقتل مُعلمته، وتمزيق جسدها، بمنطقة المنتزه، بالإسكندرية، وعثر رجال الشرطة على جثة المجني وبها عدة طعنات بأنحاء متفرقة من جسدها، والعثور على حقيبة مدرسية بداخلها سكين كبير بداخل كيس بلاستيك وورقة مدون بها عبارات تحث على القتل، وذلك بدافع لعبة pubg. ومن جانبه، قال الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن الاستخدام المفرط والسلبي للتكنولوجيا له جوانب سيئة كثيرة، ومن الخطورة ترك الأسر لأبناءهم يلعبون بالألعاب الإلكترونية التي تنمي العنف بداخلهم ويتأثرون بها. وأضاف هاني في تصريحه ل"بوابة الوفد"، أن الألعاب الإلكترونية تدفع مستخدميها للتعايش معها والدخول في عزلة واكتئاب، ويبدأ في سلكه لتصرفات غير سوية وينفذ العنف في العالم الخارجي، نتيجة شغل وقته بها وتعلم السلبيات منها، بسبب عدم تغيب رقابة ودور الأسرة. وأكد أن الطفل يكون أداة قابلة للتشكيل، واللعبة تتملكه وتسيطر على وجدانه، لذا يقوم بتقليدها مما يسبب مشكلة كبيرة، مضيفًا أنه يجب وضع رقابة على الطفل في استخدام التكنولوجيا لأنها ستحوله لشخص عدواني. وأوضح أن إختيار الطالب أن يقتل مُدرسته ليس بدافع الكرهه، بل هو أختار الشخصية التي تتماشى مع اللعبة، وتنفيذه للقتل أحد سلبيات الاستخدام المفرط السلبي للتكنولوجيا. فيما أكدت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، أن الدافع الرئيسي لقتل الطالب صاحب السادسة عشر عامًا لمُدرسته هو علاقته السيئة بها من الأساس، بينما شكلت لعبة PUBG عامل مساعد، حيث حثته على العنف مؤكدة له أن العالم بأكمله يحاربه، لذا أرجعت جريمة القتل لسوء العلاقات الإنسانية في الأساس. قالت زكريا، إن العالم الإلكتروني أصبح يحل تدريجيًا محل العالم الواقعي، وبات الجميع مشغولين بإدارة حياتهم اليومية في العالم الافتراضي، ويكاد ينعدم التواصل الحقيقي بين الناس. وأضافت أن الأجيال الأكثر تأثرًا هم الذين وجدوا انفسهم وسط العالم الإفتراضي منذ ولادتهم، فكل وسائل التكنولوجيا متاحة لهم، لافتة إلى الشباب الأمريكي الذي لا يكترث للعالم الألكتروني على عكس المصريين الذين يعانون من فراغ نفسي وعاطفي وأخلاقي. وقالت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، إن الألعاب الإلكترونية العنيفة تؤثر على نفسية روادها، ولا سيما الأطفال لإنعدام الرقابة الأسرية. وأضافت عز الدين، إن الطالب الذي قام بإرتكاب جريمة القتل تجاه مُعلمه، قد اتخذ اللعبة حُجة لتنفيذ جريمته، لأنه يعد ناضجًا وغير فاقد للأهلية. وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أن السبب الرئيسي في ارتكاب هذه الجرائم يعود إلى ظروف بيئية وسيكولوجية خاصة، وابعاد اجتماعية مختلفة، تقع تحت مسمى القهر والظلم، وتناول المخدرات، ولكن لا تأثير للألعاب الإلكترونية بمثل تلك الأفعال المشينة، قائلة:"أن طبيعة الإنسان المقهور تجعله يسعى لقهر الأخرون".