استعرض الكاتب جون كاسيدي في مقال له في مجلة نيويوركر مجموعة من تصريحات الرئيس دونالد ترامب المثيرة للجدل، والذي انتقد فيها قضاة أمريكيين بعد إصدارهم أحكام تتعارض مع سياساته. وكان ترامب قد وصف في تصريحاته الأخيرة القاضي الذي أصدر حكماً ضد سياسته التي تحرم مهاجرين معينين من اللجوء للولايات المتحدة بأنه "قاض من قضاة أوباما". ويرى الكاتب أن رئيس المحكمة العليا الأمريكية جون روبرتس لم يعلق بشكل علني على إدعاءات ترامب بأن قاضي محكمة المقاطعة الأمريكية "جونزالو بي كورييل"، الذي كان يشرف على دعوى قضائية ضد جامعة ترامب، متحيز ضده بسبب أصول كوريل المكسيكية، كما لم يعلق روبرتس أيضاً عندما قام ترامب في العام الماضي بمهاجمة جيمس ل.روبارت، وهو قاض اتحادي في سياتل كان قد أصدر حكماً أوقف فيه قرار ترامب بحظر سفر المسلمين. ويضيف الكاتب أن روبرتس التزم الصمت مرة أخرى عندما انتقد ترامب قضاة في هاواي وكاليفورنيا كانوا قد أصدروا قرارات مماثلة، كما إنتقد أيضاً قاض آخر في كاليفورنيا، وهو عضو في الدائرة التاسعة ، بسبب عرقلة أمر تنفيذي أصدره ترامب حيث حظر على وزارة العدل الأميركية وقف تقديم إعانات للمدن التي تحد من التعاون مع حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب على الهجرة غير الشرعية وهي تسمى مدن الملاذ الآمن، بل وصرح في مقابلة له أنه فكر في تفكيك الدائرة التاسعة. ويفترض الكاتب أن روبرتس رئيس المحكمة العليا الأمريكية وهو أعلى قاض في البلاد منذ عام 2005، لم يعد يتقبل مثل هذه التعليقات الغير لائقة من ترامب، فهو في نهاية المطاف قاض محافظ يؤمن بإستقالال القضاء الفدرالي عن الحكومة. يقول كاتب المقال أن ترامب قطع شوطاً أخر ضد السلطة القضائية في تصريحاته يوم الثلاثاء الماضي، وكانت المشكلة هذه المرة تتعلق بأمر تقيدي مؤقت والذي أصدرته محكمة الإستئناف في المقاطعة التاسعة، مما تسبب في تعطيل سياسة جديدة من سياسات ترامب المثيرة للجدل، والتي تتمثل في حرمان المهاجرين الذين يعبرون الحدود بين موانئ الدخول المعترف بها من حق الاستئناف للحصول على اللجوء. ويشير الكاتب إلى أن روبرتس لم يتفاعل مع تصريحات ترامب السابقة، وكان من الممكن أن يتجنب التعليق على تصريحات ترامب هذه المرة أيضاً، ولكن روبرتس أصدر بياناً عاماً يوم الأربعاء، رداً على إستفسار من وكالة أسوشيتد برس، قال فيه: "ليس لدينا قضاة أوباما أو قضاة ترامب أو قضاة بوش أو قضاة كلينتون، ما لدينا هو مجموعة استثنائية من القضاة المتفانين يبذلون أقصى ما في وسعهم للقيام بحق متساوٍ للذين يظهرون أمامهم، هذا القضاء المستقل هو شيء يجب أن نكون شاكرين له ". لم يذكر روبرتس في البيان ترامب بشكل صريح ولكن الهدف المقصود من البيان كان واضحًا للجميع، بما في ذلك الرئيس الذي رد بسرعة على تويتر: "آسف رئيس القضاة جون روبرتس ، ولكن لديك بالفعل" قضاة أوباما "، ولديهم وجهة نظر مختلفة كثيرًا عن الأشخاص المكلفين بسلامة بلادنا ".