مال السكن والستر أصبح سيرة، بين الجبال مأوى فقير الحال عزم الزمن على هدمه، وشرد شتات العيلة فلا راعى صاحب منصب رعيته، ولا يرى الفقراء إلا كمالة عدد. وقف فى مدخل بيت طفل برىء يختبئ من حبات المطر، وشابة فى العشرين يؤويها جدار متهالك عفت عليه السنون.. صابرة لأجل الظروف.. وضيق الحال شقق الكفوف فى أدنى الجبل.. عايشين على حافة الانهيار فى انتظار الموت، هكذا هو حال أهالى الدويقة. فى مدخل أحد البيوت بمنطقة الدويقة، وقف طفل يختبئ من حبات المطر، وبجواره شابة فى العشرين يؤويها جدار متهالك عفا عليه الزمن.. صابرة لأجل الظروف وضيق الحال، شأنهما فى ذلك شأن بقية أهالى هذه المنطقة العشوائية. داخل ممرات حوارى عزبة العرب بالدويقة، يقطن 6 أسر لعائلة الشحات جمعة ميزار، الرجل الستينى، تعرضت منازلهم الثلاثة إلى تصدعات أوشكت على الانهيار، نتيجة الهدم العشوائى لبعض المنازل المجاورة آيلة للسقوط. وبمرور الوقت أصبح الأمر فى غاية الخطورة، التى تهدد أكثر من 40 فردا من أطفال ونساء وشباب، الأمر الذى جعل الأسرة تقوم بإبلاغ حى منشأة ناصر، لوضع حلول تحد من الخطورة قبل وقوع الكارثة لكن دون جدوى أو استجابة من رئيس الحى أو المسئولين. ويقول الشحات جمعة ميزار: "أعيش هنا منذ 50 سنة أنا وأولادى، فى منزل لا نملك سواه وأخذ كل ما لدينا من أموال، لكن منذ شهور بدأت أشعر بتصدعات كبيرة فى المنزل حتى اقترب البيت من الالتصاق بالمنزل المقابل، وأبلغنا الحى دون استجابة". يتحدث الرجل ودموعه تنهال على جبينه، قائلًا: طالبت بترميم البيت أو هدم دور علشان نقدر نعيش، لكن رئيس الحى قالى اخلى البيت علشان هنزيل، قلت له هنقعد فين إحنا على باب الله لا أملك فى الحياة غير البيت معنديش مكان تانى وعندنا أطفال، لو هدموا البيوت هنام جنبها". وتابع قائلًا: "كل يوم بنتشاهد على نفسنا قبل ما ننام بسبب الخوف والرعب من أن ينهار علينا المنزل وندفن أحياء، أنا مش عارف هى الحكومة مستنية إيه لما نموت ونتدفن تحت البيت". "حسبى الله ونعم الوكيل" بهذه العبارة بدأت زوجة الشحات حديثها تعبيرًا عن الوضع المؤلم الذى يواجه زوجها وأبناءها من خطورة من العيش فى المنزل دون موافقة الحى على أعمال الترميم أو توفير مأوى لهم ولأطفالهم. وبنبرة غضب، قالت السيدة: مفيش حد بيحس بينا ولا عنده ضمير علشان يقرروا هدم البيت دون توفير مأوى للأطفال والنساء، مش عارفين هنعيش فين". وأكدت السيدة أن مسئولى الحى قاموا بفصل المياه والكهرباء عن المنازل دون مراعاة للحقوق المشروعة التى يجب أن يحصل الإنسان عليها فى مصر، مشيرة إلى أنه لا يوجد اهتمام بحياة المواطنين فى البلاد، مطالبة بضرورة توفير مكان أو سكن يؤوى الأطفال والنساء قبل الشروع فى هدم المنازل.