مساحات خضراء واسعه مرصعه بأشجار الياسمين التي يتدلي من اغصانها زهره بيضاء تفوح منها رائحة عطريه جميله تجذبك إليها من على بعد أميال، يقطفها رجل ستيني يكسوا وجهه ملامح الفرحه حاله كحال باقي سكان القريه الذين خرجوا من منازلهم لجمع الياسمين. هنا "شبرا بلوله" التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، والتي اشتهرت ب"قلعة إنتاج العطور في مصر" ما جعلها أكثر القرى إنتاجا للعطور على مستوى البلاد، بل أنها تقوم بتصديرها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، ما جعل القرية تعيش حياة من الرفاهية بسبب الرزق والخير الوفير الذى يحققة إنتاج الياسمين لهم. "الياسمين" أسهل المحاصيل الزراعيه التى يمكن الاعتماد عليها من قبل الفلاحين، لكونها لا تحتاج إلى تكلفه باهظه لانتاجها على عكس المحاصيل الأخري، وبعد ان تنضج ثمارها يقوم المزارعين بجمعها ومن ثم توريدها الي مصانع القرية لاستخلاص عجينه الياسمين التي تدخل في صناعة الكثير من انواع العطور. لم يعد الياسمين بالنسبة للأهالى مجرد محصول زراعى يوفر قوت يومهم بل حول حياتهم إلى مصدر يستمدون منه السعادة التى تطفوا على وجوهم أثناء حديثهم ل"بوابة الوفد"، وهذا ما ظهر على ملامح محمد خيري أحد المزارعين بالقرية. قال خيري :"نحن ورثنا قرية شبرا بلوله عن اجدادنا، ما جعلها تحتكر صناعه العطور فى مصر، كما أن زراعة الياسمين وحصاده غير مكلف ماديًا ولكنه يحتاج إلى الكثير من الأيدي العامله التي لديها الخبره للتعامل مع زخرة الياسمين وذلك لأنها تذبل سريعًا". وبنبرة تدل على سعادتة وأمله فى الحياة تحدث حسن فكري الرجل السبعيني، عن عملية جنى الأزهار، مؤكدًا أنها تبدأ منذ الساعه الثالثه فجرًا حتى الظهر، وتوضع في أوعيه بلاستيكيه او اقفاص خشبيه ومن ثم يتم وزنها عند وسيط صاحب مصنع العطور، ونتقاضي 20 جنيه عن كيلو الياسمين الواحد. واستلم منهم طرف الحديث مبروك اسماعيل صاحب مصنع منوهًا إلى أن شبرا بلوله تقوم بانتاج 5 طن شهريا من الياسمين، لافتًا إلى أن بعض المزارعين يقومون بعملية غش تجارى عن طريق القيام بوضع المياه علي الياسمين لزيادة حجمه وهو ما ياثر علي جودة المنتج".