انتشرت ظاهرة شيوخ الأرصفة، وبيع مواد العطارة والأعشاب، على أنها أدوية تعالج المرضى، وإصابة عشرات المرضي بأمراض مختلفة بسبب تناولهم لمواد مجهولة المصدر، خاض محرر الوفد مغامرة صحفية للتعرف على عالم "صيدليات الشوارع"، وإليكم التفاصيل التالية. بالقرب من إحدى المستشفيات الحكومية الشهيرة بمنطقة شبرا الخيمة يقف (س.ع) 40 عامًا، مُلتحي ويرتدي ثياب بيضاء ويضع وشاح أبيض فوق رأسه إلي جوار بضاعته علي الرصيف، تبرز من صناديق وعبوات البضاعة لافتات صغيرة تحمل عناوين مثل "علاج الأرق " علاج الكلي" "لعلاج تساقط الشعر "، وغيرها من خلطات أعشاب وزيوت قام بتركيبها بنفسه، وأيا كان مرضك فدواؤك موجود بالتأكيد وسط بضاعه (س) محرر "الوفد" أقترب من (س) متسائلًا عن بضاعته العجيبة، وحاول التقاط بعض الصور فاعترض قائلًا "متصورش ومتسجليش صوتي واسألنى وأنا هجاوبك" وإليكم الحوار . اللافتات الصغيرة الموجودة علي بضاعتك تقول أنها تعالج الكثير من الأمراض فهل هذا صحيح؟ بإبتسامة ساخرة أجاب: وهل تنتظر مني أن أقول غير صحيح ؟ نعم ما أبيعه قادر بإذن الله علي علاج الكثير من الأمراض، وبدون آثار جانبية كالعقاقير والعلاجات الطبية والكيماوية التي يقدمها الأطباء لمرضاهم فى أنحاء العالم. هل درست تركيب الأعشاب والزيوت وخواصها تحت إشراف وزارة الصحة؟ بنفس الابتسامة السابقة تابع: ليست كل المعلومات موجودة في الكتب أو تحصلين عليها بالدراسة، وخاصة علم الأعشاب المليء بالأسرار التي لا يعرفها الكثيرين، وهذا إرث لدى عائلتي أبًا عن جد نتوارثه دون غيرنا، وهى أسرار لايعرفها الكثيرين. هل لديك تصريح بإنتاج وبيع تلك الأعشاب للمرضي؟ بعصبية يجيب أنا لست صاحب شركة أو مصنع، بل المصطلح الأقرب للصواب هو "عَطَار" نعم أنا عطار أقوم بخلط الأعشاب ومزج الزيوت بطرق محددة ونسب معينة لعلاج أمراض معينة وأعتقد انه لا يوجد مايسمي بتصريح للعطارين لمزاولة مهنتهم. هل وقوفك علي الرصيف لبيع منتجك قانوني ؟ كلنا نتشابه عند رجال الأمن سواء كنت عطار أو بائع فاكهة أو حتي بائع "ذرة" فكلنا باعة جائلون، وكثيرًا مايصادرون بضاعتي وبضاعة الآخرين ، وأحيانا نقوم بإعطاءهم بعض المال "كغرامة" ليتركونا وشأننا لنبيع مالدينا من بضاعة. هل سبق أن اشتكي "زبون" من وصفة اعشاب او خلطة زيوت اشتراها منك؟ نعم حدث هذا من قبل، وليس بسبب الخلطة او التركيبة، بل السبب هو أن الزبون استعمل جرعة زائدة من الخلطة ومثلها مثل الأدوية الجرعة الزائدة قد تسبب أحيانا مشاكل لمن يستعملها او يتناولها. لماذا لاتتخذ مقرًا ثابتًا بدلًا من الرصيف ومضايقات الأمن لك؟ لي بالفعل "محل" ثابت يعمل به إبني الصغير ، أما أنا فأنطلق للشوارع والميادين بحثًا عن عملاء جدد ومن أجل الترويج لمنتجاتي، وبيع منتجاتي لعملاء يصعب عليهم الوصول لمحلى "والرزق يحب الخفية" . وفي ذات السياق ولعرض وجهات نظر المتخصصين في مجال الأعشاب أجرينا الحديث التالي مع خبراء الأعشاب في مصر . يقول الدكتورمحمد شرف مستشار العلاج الطبيعى إن الأعشاب الطبية جزءًا أساسيًا من صناعة الدواء والعلاج فى العالم وعلى مر التاريخ ولاتحظى باهتمام كبير فى دول العالم وخاصة ألمانياوالنمساوحالياًالولايات المتحدةالأمريكية وبالطبع لاننسى العلاج العشبى فى الدول أسيا فالدواء بصفةعامة دواءمخلق من تركيبات كيميائية كالذى نجده فى الصيدليات أو دواءمثلى و هو الدواء المكون من عناصركيميائية أساسية دون براءة إختراع لدواء معين وبالتالى يكون أرخص بكثير وللعلاج العشبى والأعشاب الطبية تاثيرات ضارة وأحياناًسامة وقاتلة مضيفًا أن أقوى السموم فى الدنياعشبية،فاذافتحت علبةالدواءتجد بداخلها المحاذير التى يجب مراعاتهاعنداستعمال هذاالدواء وكذلك المضاعفات التى قد تنشأعن استعمالها والأدويةالأخرى التى يجب ان لاتستعمل معه،أمافى حالةكيس العشب الذى نشتريه فإننالانجدشيئاًمن هذاالدواءيصفها الطبيب بعدأن يصل الى تشخيص حالةالمريض،أماالأعشاب فيصفهاالبائع الذى يستمع إلى شكواناوهنا تكون الخطورةفي أن بائع الأعشاب قديكون جاهلاً أومستجداًعلى هذه الحرفةوليس لديه الخبرة الكافيةفي الأعشاب والوصفات الشعبية فمن الممكن أن يذهب إليه من يشكو الصداع ويعطيه عشبه عاديةبينما يكون السبب هو ارتفاع ضغط الدم فينتهى الأمربالمريض إلى الشلل أو الوفاة. ويضيف أن العشابين القدامى من ذوى الخبرة والحنكة الذين توارثوا هذاالعلم جيلًابعدجيل قد اختفوا وحل محلهم أبنائهم الذين ورثوا محلاتهم ولميرثواعلمهم فيسهمون فى تسبب الكوارث والأزمات ولعل أشهرهابنت العشبى الشهير التى ضُبطت تعالج السمنةوهى خريجةتجارةمتوسطةلأنهاورثت عن أبيها أكبرمحل أعشاب فى مصر مما تسبب فى بعض الوفيات من حالات كانت تعالجهم بأعشاب تسبب الإسهال الشديد فيشعرالمريض بانه قد نقص وزنه والحقيقة انه قد فقد جزءً كبيراًمن الماءفى جسمه فيصاب بجفاف شديد قديؤدى إلى الوفاة. وفي سياق متصلن يقول الدكتور محمودخيال، أستاذ علم الأدوية بطب الأزهر، لايوجد مايسمى أعشاب وربنا لايخلق أعشابًاونباتات مخصوصة للعلاج ، ولكن فى كل النباتات موادمفيدةللصحةوالواجب التعرف على المواد واستخلاصهاودراستها بمعنى دراسة تأثيرهاعلى جسم الإنسان ودراسةاحتمال وجود آثار جانبيةعلى الصحة أو احتمال تفاعلهامع أدوية أخرى. وقديصادف أن المريض يأخذالاثنين معاًفالنباتات الطبيعية يختلف تركيز المادةالفعالةعلى حسب الجزء المعين من النبات الذى يستعمل فمث لاقديختلف التركيزفى الأوراق الصغيرةعن الأوراق الأكبرسناًوقديختلف على حسب مكان ومناخ زراعة النبات وبالتالى لايمكن تقنين الجرعةوتحديدهاباستعمال النبات ككل. ويضيف أنه لايجب يعمل التجار باحثين عن الربح فقط دون الاهتمام بصحة المرضي، مع عدم معرفتهم القواعد والأسس الطبية السليمة ويلاحظ وجود بعض المستحضرات النباتيةفى الصيدليات ومدون على العبوات أنها حاصلة على موافقة وزارة الصحةوهنايستدعى الأمرلافت الانتباه الى أن هذه المستحضرات تسجل تحت مسمى مكمل غذائى ولاتعتبر أدويةبالمفهوم السليم ، مضيفًا يستحسن أن يبين ذلك بوضوح على تلك العبوات لحماية المواطن فقد تنشاعادةهذه الأعشاب من الخلطات الموجودةعلى الرصيف حيث لايعلم أحدعلى وجه التحديدتركيبها ومكوناتهاولارقابة على أسلوب التخزين المتبع معها فنجد هذه المستحضرات قدتصل أضرارها إلى الإصابة بالصرع وذلك لعدم وجود من يتابع تأثير هذه الأدوية وآثارهاالجانبية الناتجة عنها وقدظهرفى مصر بعض الدجالين من المنتمين الى جهات علميةمعترف بهاوممن يدعون كذباًبفائدةبعض المستحضرات دون وجود دليل علمى واحدعن صدق مزاعمهم وهؤلاءيجب تقديمهم الى المحاكم العلنية. ويقول الدكتورعبدالباسط سيدالخبير بالمركز القومى للبحوث، أنه من المفترض وجودصيدلية عشبيةفى مصرمثل فرنسا وباريس وانجلترا،حيث المؤمن استعمالهاعالمياًالأعشاب المفردةوليست المخاليط فحوالى 750 عشب أمانة تستخدم بمفردها وتوجدفى العلبةنشرة داخلية توضح استعمالهاومحاذيرهاوتاريخ الانتاج والصلاحية مشيرًا إلى أن ذلك سيكون بمثابة العودةالى الطبيعة فى العلاج وأن هناك 20 % من الأعشاب تم تقنينهاعلمياًولذل ك بدأت بوجودهابصورةأدويةتحت مسمي مكملات غذائية قد تفيد فى مرض البروستاتا وجميع أدوية الكبد بهامكملات غذائية ففى مصر تركنا هذه الأمورلمهن العطارين،فالعطارلايعرف مدةتخزين الأعشاب حيث أن بعضها ليس لها رائحة عطرية وتنمو عليها فطريات من الرطوبة تسبب مرض السرطان،فمن المهم جداً وسيلة التخزين ومدةالصلاحيةوعمليةالعرض فى الشوال يعرضها للرطوبةوالأتربةالتى بهاعناصر سامةمثل الرصاص بالاضافة الى بيع أعشاب مخلوطة لاتمر على اشراف علمى وقياسات علميةفمن الممكن أن يكون بهابعض الأدويةالمطحونة،في نصح بمنع التداول من خلال العطارين وأن كل عطار يجب ان يستعين بصيدلى اويجعل ابنه صيدلى ويستفيد بعلمه وتكون مايسمى صيدلة عشبيةوتحويل محل العطارةالى صيدليةعشبيةيشرف عليهاصيدلى . ويقول الدكتور الحسينى الجندى أستاذالعقاقيرأنه ضدفكرةالعلاج العشوائى بالأعشاب ولابدمن نظام صيدلى متبع مع الأخذ فى الاعتبارالدراسات العلمية فى هذا المجال وهة هامة جدًا اومن يدعى انه يعالج بالأعشاب فكلهابها ايجابيات وسلبيات وأيضا ًلابد وأن يكون على علم ودراية ولايُعالج بالأعشاب إلابعدالرجوع الى الطبيب فممكن أن يكون بهاآثارجانبية والأعشاب والأغذيةوأدويةمضادةفهويشجع العشابين المتخصصين والشركات المتخصصةعلى فوضى الأعشاب على الرصيف وتحت السلم التى تحت سموم فطريةتؤدى الى فشل كلوى اوأمراض سرطانيةوأيضاًالوفاةخاصةوأن المريض فى حاجةللبحث عن العلاج بأي وسيلةونجد هنا أمية ثقافيةوقد ساعدتهم القنوات الفضائيةغير المتخصصةوالتي تبحث عن الكسب من الاتصالات. ويضيف أنه منضمن الفوضى ولايوجدرقابةعليها،بعض الوافدين ببعض الدهانات التى تؤدى الى أمراض سرطانيةمشيراًالى ان 95%من الأفراد يقبلون على أعشاب التخسيس وبعض الأمراض الجنسية إلى جانب أن الإعلانات التليفزيونية تذكر اسم بعض الأعشاب فى الإعلان ممايترتب عليه الاسراع فى شراء تلك المنتجات دون معرفة فعاليتها رغم ارتفاع أسعارهاوأضرارها الكثيرة والتى قد تؤدي إلى الوفاة.