سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، الضوء على إعلان الجيش الأمريكي عزمه إرسال 5200 جندي إلى الحدود الجنوبية الغربية؛ ردًا على قضية قافلة المهاجرين من أمريكا الوسطى، والتي استغلها الرئيس دونالد ترامب لتكون موضوعه الرئيسي في انتخابات التجديد النصفى المقررة في 6 نوفمبر. وقالت الصحيفة -في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- إن هذه الحركة هي أكبر عملية نشر سريعة للقوات الأمريكية العاملة في الخدمة الفعلية منذ الاستجابة لزلزال عام 2010 في هايتي، عندما وصل الآلاف في غضون أيام، حسبما قال مسئولون سابقون. ووصفت الصحيفة هذا الأمر بال"التصعيد الكبير" في الرد الأمريكي على ما يحدث عبر الحدود الجنوبية، فمع نشر ما يقرب من 800 جندي إضافي عبر الحدود بجانب 2000 عضو من الحرس الوطني متواجدين هناك بالفعل، سوف يتجاوز هذا العدد تعداد القوات الأمريكية المتواجدة في العراق وسوريا معًا. وتعليقًا على ذلك، نقلت الصحيفة عن نقاد قولهم إن استغلال القوات العاملة ما هو إلا مناورة سياسية، وأن الانتشار المحلي سيقلل من الاستعداد العسكري للدفاع في الخارج. وقال المحلل السياسي ويل فيشر:" إنه عندما ينشر دونالد ترامب قوات لمجابهة تهديد غير موجود، فإن ذلك يعني أن القوات العسكرية لا تتدرب أو تستعد للمعارك التي يمكن أن تلوح في الأفق، لمواجهة تهديدات مشروعة". مع ذلك، قال ترامب إن نشر القوات لم يكن مرتبطًا بالانتخابات، وكرّر تأكيده السابق على أن أعضاء العصابات والمجرمين كانوا مختبئين بين المهاجرين، بينما لم يقدم البيت الأبيض أي دليل على وجود هؤلاء الأشخاص في القافلة، لكن مسؤولين آخرين في الولاياتالمتحدة استشهدوا باعتقالات سابقة لمجرمين مزعومين تم توقيفهم على الحدود. وقال العديد من الأشخاص في القافلة إنهم يهربون من العنف والفقر وعدم الاستقرار السياسي في بلادهم، بينما نمت أعدادهم بسرعة بعد أن لفتت وسائل الإعلام المحلية والنشطاء الاجتماعيون وسياسيو المعارضة اليسارية الانتباه إلى القافلة. وأبرزت الصحيفة أيضًا أن ما يصل مجموعه إلى أكثر من 4000 مهاجر أصبحوا على بعد 900 ميل من الولاياتالمتحدة في الحدود الجنوبية القريبة من المكسيك، في حين أن مجموعة أخرى من حوالي 3000 لا تزال على الحدود بين جواتيمالا والمكسيك، وتأمل في الانضمام إلى المجموعة الرائدة، وذلك وفقا لتصريحات مفوض الجمارك وحماية الحدود كيفن مكاليانان. وفي يوم أمس الأول، لقي رجل هندوراسي يبلغ من العمر 26 عاما حتفه في اشتباكات عنيفة مع السلطات المكسيكية والجواتيمالية بالتزامن مع سعي المجموعة التالية من المهاجرين إلى عبور تلك الحدود.