تتمتع قرية غرب سهيل بمحافظة أسوان بمقومات الجذب السياحي، ولاسيما أن من أهم هذه المقومات انتشار الحرف اليدوية النوبية داخل القرية، حيث تحرص جميع المنازل على تقديم المشغولات اليدوية ذات الطابع النوبي الأصيل، مثل الحلى والزي النوبي الرسمي كالجرجار والعراقي وأدوات المنزل النوبي القديم. ووسط منازل وشوارع قرية "غرب سهيل" التي تتمتع بالألوان المبهجة والنفوس والوجوه الطيبة والبسمة النابعة من جمال الطبيعة الخلابة، قامت "بوابة الوفد" بجولة داخل القرية التي تُعد من أبرز المزارات السياحية لرصد أهم المشغولات اليدوية التي تتحدث عن التراث النوبي. الخوص داخل جميع منزل في النوبة تجد أطباق الخوص الذي يصنع من سعف النخيل ويتم تلوينها بالألوان المختلفة المبهجة لتزيين جدران المنزل وتقديم الفشار والمأكولات المختلفة وتغطية الأوانى. وفي هذا الصدد أكد عماد البالغ من العمر 30 عامًا من أبناء القرية، أن صناعة الأطباق الخوص هي مهنة نوبية قديمة ويتم فيها الاعتماد على الطبيعة حيث يتم تقطيع سعف النخيل بشكل وطريقة معينة لصناعة الأطباق ومنتجات النخيل . وأوضح أن النوبة تشتهر أيضًا بصناعة الأوعية الخوصية بالأحجام المختلفة وتستخدم في الحفاظ على الحبوب و البلح والدقيق وغيرها من الاستخدمات المنزلية، بالإضافة إلى صناعة السجاد والحلى والفخار،لافتًا إلى أن هناك العديد من الحرف اليدوية النوبية التي تتميز بها قرية غرب سهيل مثل الأحزمة والإكسسوارات وأغطية الرأس، والسجاد والكليم، والتحف المصنوعة من الفخار. النول ووسط منزله الذي يطل على نهر النيل بقرية غرب سهيل يجلس الحاج "رشاد عبدالله"، على جهاز "النول" بين منتجاته التي صنعها بيده على مدار أربعين عامًا ليتباهى بها أمام العالم، ويؤكد أن هذه الصناعة مصرية 100% . وأكد العم "رشاد" الذي يبلغ من العمر 60 عامًا، أنه ورث مهنة الحياكة أبًا عن جد ، مشيرًا إلى أنه يستخدم آلة النول لصنع الشال والقماش والملابس النوبية. وأضاف أن المِنسج أوالنول هو آلة تدار يدويًا وهي من الآلات التي استخدمها قدماء المصريين ويعتمد على تحريك الخيوط إلى الأعلى والبعض إلى الأسفل مما يشكل زاوية بين الطبقتين تسمى بزاوية "النفس"، وهي الزاوية الأساسية في النول والمميزة. وتابع قائلًا:" أعمل على النول منذ أربعين عامًا وهو يحتاج إلى فن وفكر لأنه يعتمد على العمل بنظام الفتلة الوحدة، والحمد الله جميع المنتجات تنال إعجاب السائحين بشكل كبير خاصة الشال المصري". المراكب النوبية "نعيش في قرية غرب سهيل على ضفاف النيل والمركب هي وسيلة الانتقال الأساسية لنا جميعًا داخل القرية" بهذه الكلمات أكد مصطفى النوبي صاحب ال45 عامًا على أهمية المراكب النيلية داخل القرية والتي اعتمد عليها أهل النوبة منذ آلاف السنين في التنقل من وإلى القرية. وأضاف "النوبي" أنه حرص على صناعة المراكب النوبية بشكل مصغر للحفاظ على التراث النوبي القديم، مشيرًا إلى أن هناك عدد كبير من أنواع المراكب النوبية، فمنها "النقورة والقياسة والفلوكة والمراكب الشراعية"، وغيرها وجميعها تستخدم كوسائل انتقال أو لنقل البضائع . وأوضح أنه يقوم بصناعة المراكب النوبية بشكل مصغر مستخدم بعض الأدوات مثل الخشب والحبال والورق المقوى الملون والسادة، مشيرًا إلى أن صنع المركب الوحدة يحتاج لجهد وتركيز كبير من أجل وضع أدق التفاصيل بالمركب وذلك لصغر حجمها.