اشتهرت قرية نقادة في جنوب صعيد مصر بصناعة الفركة منذ قديم الزمن وظلت هذه القرية تتميز بهذه الصناعة منذ آلاف السنين صناعة يتوارثها الاحفاد عن الاجداد وتمثل هذه الصناعة مصدر الرزق مع حرف اخري مثل صناعة الفخار والحصر والجريد من سعف النخيل وكانت توفر اكثر من30الف فرصة عمل وظلت قرية نقادة حتي وقت قريب تتوارث حضارة فنية أقدم صناعة للنسيج في التاريخ وهي اشتهرت بصناعة الفركة وهي نوع من النسيج اليدوي يعتمد علي خيوط مصنوعة من الحرير تصنع منه اشكال مختلفة اشهرها الشال السياحي والملايا والمفروشات وأثواب من القطن والصوف والكتان. ويقول عبد المنعم عبد العظيم مدير مركز دراسات الصعيد الأعلي: إن قرية نقادة تميزت من قديم الزمن بصناعات حرفية قديمة ومنها الفركة التي تعتمد علي خيوط النول بألوان مختلفة وجمعها علي دواليب يدوية صغيرة وصفها علي النول اليدوي بطريقة هندسية متوارثة عن الاجداد وهي صناعة فرعونية قديمة ويجلس النوال يمد قدميه اسفل حفرة النول ويحرك الجزء الأسفل من النول ويستخدم يديه في عملية شد المضرب من أعلي لضم الخيوط المصفوفة بعضها لبعض وعندما ينتهي يكون قد انتهي من تصنيع الشال. ويقول انها صناعة عائلية تمارسها الأسرة بجميع افرادها وتعرضت هذه الصناعة الي الاندثار ومنافسة شرسة من الصناعات الصينية والهندية والتي تلعب علي وتر السعر ولكنها ليست بجودة الصناعة المصرية وكان لابد من عمل يحافظ علي تراث الفركة ويمنعه من الاندثار وكان من المهمومين بهذه الصناعة في قرية نقادة شمروخ مقار عبد الشهيد والذي توارث هذه الحرفة عن اجداده ولقد قابل في الاقصر جين شيروك نيوزلندية مهتمة بالتراث والحرف اليدوية. وعرضت عليه فكرة تطوير صناعتهم وفتح اسواق جديدة واستخدام فن الادوات والخامات فبدت فكرة تصنيع الشال السياحي والملايات والمفارش واثواب من القطن والصوف والكتان والحرير واقامت لهم معارض في نيوزلندا وفرنسا واسواق اوروبا وباتت نقادة تزدهر من جديد وغزت منتجاتها اسواق الاقصر والغردقة وخان الخليلي واسوان وتفوقت مشروعات التنمية في قرية نقادة واصبحت تجربة رائدة ونموذجا يحتذي به في كل قري الصعيد حتي تعود القرية المصرية الي سابق عهدها كقرية منتجة توفر الخير والنماء والحياة الكريمة لأبنائها. وفي الاقصر اشتهرت هذه الصناعة وخاصة في البيت الحضري في الكرنك والبيت النوبي حيث يتم تعليم الفتيات هذه الحرفة وتم الاستعانة بخبراء لتعليم الفتيات صناعة الفركة واصبح البيتان الحضري والنوبي مزارا سياحيا يشاهد السياح الفتيات يصنعن الفركة ويقومون بتصوير هن وهم في غاية الانبهار ويقومون بشراء المنتجات اليدوية من المنسوجات والفخار وصناعة الخوص والجريد والغزل علي النول من السجاد في لوحات فنية رائعة بل. وقام محافظ الاقصر الدكتور عزت سعد بتدعيم هذين المركزين حيث يتعلم شباب الاقصر حرفا يدوية وتم انشاء معرض دائم لمنتجات الفركة وتوزيع المنتجات علي الاسواق السياحية واصبح الشال السياحي يغزو العالم وتستعيد الاقصر عرش الفركة من جديد.