سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العالم شهد ل«أحمد إسماعيل» أنه من القادة العسكريين العظماء الخمسين على مستوى العالم اللواء دكتور محمد إبراهيم نجاتى مدير كلية الحرب العليا الأسبق ل«الوفد»:
قال اللواء دكتور «محمد إبراهيم نجاتى»، مدير كلية الحرب العليا الأسبق المشير «أحمد إسماعيل» خدم فى القوات المسلحة المصرية من قبل الحرب العالمية الثانية، لأنه دفعة 1938، وخاض جميع الحروب والمعارك التى خاضتها القوات المسلحة المصرية، بدءًا من الحرب العالمية الثانية، ثم حرب فلسطين، ثم حرب العدوان الثلاثى على مصر 1956، ثم نكسة يونيه 1967، وحرب الاستنزاف، ودخل التخطيط لحرب أكتوبر، ثم خاض حرب أكتوبر قائدًا عامًا للقوات المسلحة، وأكد أن العالم شهد له أنه من القادة العسكريين العظماء الخمسين على مستوى العالم، فهو المحرك والمخطط والمنفذ وبطل حرب أكتوبر، والقيادة السياسية لم تجد من هو أفضل منه ليتولى قيادة الجبهة، وأشار «نجاتي» إلى أنه كان يحفظ سيناء بالكامل بجبالها ووديانها ومدقاتها ولديه تنبؤ برد فعل العدو وضرباته جيدًا، فقد كان قائدا من طراز فريد وعلى أعلى مستوى من الفكر والكفاءة العسكرية، شهد له «أدان» الإسرائيلى قائلًا: «أحمد إسماعيل» أدار المعركة بثبات ومواجهة حاسمة وجنوده صمدوا وقاتلوا ولم يفرطوا فى الأرض التى حرروها،، كيف ترى المشير «أحمد إسماعيل» كقائد عسكرى؟ - «أحمد إسماعيل» خدم فى القوات المسلحة المصرية من قبل الحرب العالمية الثانية، لأنه دفعة 1938، وخاض جميع الحروب والمعارك التى خاضتها القوات المسلحة المصرية، بدءًا من الحرب العالمية الثانية، ثم حرب فلسطين، ثم حرب العدوان الثلاثى على مصر، ثم نكسة يونيه، وحرب الاستنزاف، ودخل التخطيط لحرب أكتوبر، ثم خاض حرب أكتوبر قائدًا عامًا للقوات المسلحة.. هذا بخلاف الفترة التى كان فيها رئيس المخابرات العامة ولعب دورًا كبيرًا جدًا للقوات المسلحة فى جمع المعلومات عن إسرائيل، وتخطيطه لحرب الخداع، فهذا الرجل المحرك والمخطط والمنفذ وبطل حرب أكتوبر. لأنه كان له دور كبير جدًا فى التخطيط الاستراتيجى، والتعبوى، علاوة على التخطيط العسكرى الذى كان مسئولًا عنه كوزير للحربية، ووجوده على رأس المخابرات العامة كانت قوة له فى المعلومات وأفادت الجيش فى المعركة، لأنه كان يدير الحرب ولديه المعلومات التى استفاد منها بشكل جيد.. فقد كان معجونًا بالعسكرية، وكان يقال لو حللوا دماءه سيجدونها مليئة بالقوات المسلحة، وأنا عاصرت هذا الكلام وأشهد عليه. وماذا عن دور «أحمد إسماعيل» فى حرب 1956؟ - بنظرة سريعة على دور»أحمد إسماعيل» فى حرب 56، فلم تكن حربًا بالمعنى المفهوم لأن القوات انسحبت، والمعركة كانت فى بور سعيد فقط، ولم تحدث مواجهة كاملة بل كانت عمليات فدائية فى بور سعيد من خلال قوات الحرس الوطنى الذى كان يقودها «أحمد إسماعيل» لتأمين الإسماعيليةوبور سعيد، وحدثت معركة أخرى فى أبو عجيلة، وقد حضرتها حتى النهاية لأننى كنت فى المجموعة الأولى مدرعة التى خرجت لتقابل إسرائيل وتفك الحصار. متى بدأ تصعيده فى المناصب القيادية؟ - طوال مدة خدمته وهو فى مناصب قيادية، وبعد نكسة يونيه 67، عندما أرادت القيادة السياسية اختيار قائد للجبهة اختارت «أحمد إسماعيل»، لأنه كان أفضل قائد لهذه المهمة، وفور توليه قيادة الجبهة قام بإعادة احتلال وتخطيط للجبهة، وكانت الفرقة الرابعة مدرعات، المكلفة بالدفاع عن الجبهة بالكامل، وكانت الفرقة المتحركة الوحيدة التى تقوم بالضربات المضادة ضد العدو، ونفذت خمس ضربات مؤثرة من أول الشط حتى شمال الإسماعيلية، وكنت أخطط للفرقة مع الفريق «عبد المنعم رياض» رئيس الأركان، ثم أعرض التخطيط على قائد الجبهة للتنفيذ.. وأقسم بالله العظيم: أن «أحمد إسماعيل» كان يخرج معنا حتى منطقة «الشلوفة» ليرى بنفسه أثر الضربات ومكانها، وكان يوجه ويعيد تنظيم القوات، وكانت ملاحظاته ونظرته للأرض رائعة، لأنه كان يحفظ سيناء بالكامل بجبالها ووديانها ومدقاتها، وكان يتنبأ برد فعل العدو وبضرباته جيدًا. وماذا قدم خلال قيادته للجبهة ؟ - «أحمد إسماعيل» نفذ عمليات أوجعت إسرائيل، حيث كان يعلم بعدم وجود طائرات كافية تحمى الفرقة الرابعة، وإذا خرجت للعمليات دون غطاء جوى سيتم تدميرها، فنفذ فكرة جيدة جدًا، بأنه أمر الجنود بحفر حفر للدبابات كل 20 كيلو مترا، وبعد توجيه الضربة إلى القوات الإسرائيلية كانت الدبابات تتقدم العشرين كيلو متر وتختبئ فى الحفر المجهزة لها، وتم عمل خطين، وإسرائيل قدمت شكوى ضد مصر فى الأممالمتحدة، وقالت هناك تحركات هجومية، وإننا وافقنا على وقف إطلاق النار، فاحتللنا خطا واحدا فقط، وخرج معنا حتى شمال الإسماعيلية فى الضربة التى كانت عند المعدية (6)، وأيضاً معركة رأس العش تمت و«أحمد إسماعيل» كان قائدًا للجبهة.. وماذا عن فترة تصعيده فى القوات المسلحة ؟ - كان تم تقسيم القوات المسلحة إلى جيشين الجيش الثانى، والجيش الثالث، وتم تعينه قائدًا للجيش الثانى، ومعه «الجمسي» و»الجريدلي»، وقام «أحمد إسماعيل» ببناء الجيش الثانى بناءً سليمًا ونظم له الخطط، وأصبح القوة الضاربة للقوات المسلحة، وعندما وجد الجنود الإسرائيليون يجمعون قضبان السكة الحديد لعمل دشم وخنادق، وجه إليهم ضربة موجعة لدرجة أن كثيرا منهم هربوا إلى العريش، من شدة الضرب، واعتقدوا أن مصر تهجم عليهم، وفى عام 1968، أمر بتوجيه ضربة شديدة وموجعة لإسرائيل بقيادة «أحمد إسماعيل» ثم مرحلة الاستنزاف الثانية والتى كانت فى 8 مارس 1969، واللواء «أحمد إسماعيل» حضر التخطيط المبدئى لها. ثم تولى رئاسة هيئة العمليات وأصبح مشاركا فى التخطيط على المستوى الاستراتيجى للدولة والقوات المسلحة، وكان الاتفاق فى الرأى والفكر مع الفريق «عبد المنعم رياض» على أعلى مستوى، فى مرحلة الاستنزاف الثانية والتى كانت فى 8 مارس 1969، و«أحمد إسماعيل» حضر التخطيط المبدئى لها.. وبعد استشهاد الفريق «عبد المنعم رياض»، تم ترشيحه ليتولى رئاسة أركان القوات المسلحة خلفا له، وكنت ألخص المذكرات التى تصل من هيئة العمليات إلى مكتب وزير الحربية، وأقدمها للوزير الذى يكتب قراره عليها لأخذ رأى رئيس الأركان، ثم تعود مرة أخرى إلى الوزير.. لكنه عُين مديرًا للمخابرات العامة قبل وزارة الحربية؟ - نعم والرئيس «السادات» عين اللواء «أحمد إسماعيل» مدير المخابرات العامة فى 15 مايو 1971، وقمت بزيارته فى مبنى المخابرات للتهنئة، وحينما همّ بالخروج فتح «أحمد إسماعيل» دولابًا فوجدت فيه بزة عسكرية وقال لي: هذه البزة أخفيتها من زوجتى بعدما خرجت من الجيش، وهذا يؤكد أن العسكرية كانت حياة «أحمد إسماعيل».. وخلال توليه رئاسة المخابرات العامة تم اكتشاف أكثر من عملية خطيرة جدًا والقضاء عليها، وقضية «هبه سليم وفاروق الفقي» أشهر هذه القضايا.. صف لنا شعوركم عند مجيء «أحمد إسماعيل» وزيرًا للحربية؟ - عندما تم تعين الفريق أول «أحمد إسماعيل» وزيرًا للحربية، شعر الجميع بالتغيير الجاد وان شيئًا مهما وخطيرا سوف يحدث قريبًا، منذ وفاة «عبد الناصر»، وحتى تعيينه وزيرًا للحربية، و«أحمد إسماعيل» كان يضع الخطط ويمر على الوحدات، وكانت له خبرة عسكرية كبيرة جدا أشعرت الجميع بالجدية. كيف جاء اختيار الفريق أول «أحمد إسماعيل» قائدا للجبهتين المصرية والسورية؟ - هذا الاختيار جاء لثقة القيادة السياسية المصرية والسورية فى كفاءة «أحمد إسماعيل» العسكرية، وأذكر فى يوم 3 أكتوبر 1973 كان «أحمد إسماعيل» قائد الجبهتين المصرية والسورية، ومعه اللواء «نوفل» رئيس هيئة العمليات المشتركة، وكانا يريدان السفر إلى سوريا للتنسيق معها، فذهبا إلى المطار دون سابق إشارة وكانا يعلمان بوجود طائرة تحمل مواتير تغيير صيانة، ذاهبة إلى سوريا، وكان لنا سربان فى سوريا وركبا هذه الطائرة ونزلا فى مطار دمشق، وكان يوجد ضابط ملازم لينقل المواتير إلى السربين وركبا معه، وذهبا إلى وزارة الدفاع السورية، وقابلا «مصطفى الطلاس» الذى لم يصدق نفسه عندما رآهما أمامه، وكان الطلاس يقول بأنه غير موافق على توقيت المعركة، ولكنهما قابلا الرئيس «حافظ الأسد» ووافق على التوقيت، وعادا إلى القاهرة وماذا عن الجدل الدائر حول الثغرة؟ - الثغرة أمر طبيعى أن تحدث فى الحروب، ولكن المهم إنها أديرت بطريقة عسكرية ممتازة، لأن تطوير الهجوم تم بقرار سياسى، والقائد العام فى الجيوش ما عليه إلا تنفيذ الأوامر أو يستقيل، وسوريا كانت ستسقط، لأنها أصبحت على مسافة 35 كيلو مترا من القوات الإسرائيلية، والفريق «الشاذلي» تقدم بخطة تتضمن سحب أربعة ألوية مدرعات من الشرق للقضاء على الثغرة، ولكن «أحمد إسماعيل» قائد المعركة عارض الخطة ولم يوافق عليها، لأنه لو سحبت المدرعات من الضفة الشرقية كان المشاة الإسرائيلى سيسبق المدرعات المصرية، وكانت إسرائيل استولت على الضفتين، ولهذا رفض الخطة ليس عندًا فى «الشاذلي» ولكن كرؤية عسكرية صحيحة وسليمة 100%، ثم أن القيادة كانت متماسكة ولم يحدث انهيار ولم تصدر قرارات انفعالية خاطئة، لذلك فشلت قوات «شارون» فى دخول الإسماعيلية، وفشل «أدان» فى دخول السويس، وقد ذكر «أدان» الحقيقة فى كتابه وشهد شهادة جيدة جدًا فى حق القوات المصرية، وقال بأن أسوأ أيام حياته كانت عندما حاول دخول السويس، لأن وزير الحربية «أحمد إسماعيل» أدار المعركة بثبات وبمواجهة حاسمة، والجنود صمدوا وقاتلوا وصدوا وتمسكوا بالأرض التى حرروها ولم يفرطوا فيها. وكيف كانت علاقة «أحمد إسماعيل» مع القيادة السياسية؟ - «أحمد إسماعيل» كانت علاقته بالرئيس «عبد الناصر» محترمة جدًا، وقد اختاره قائدًا للجبهة بعد النكسة، ثم رئيس هيئة العمليات ثم رئيس الأركان.. أما علاقته بالرئيس «السادات» فكانت الأفضل على الإطلاق حيث كان «السادات» يحبه ويقدره ويعرف قدراته ويثق فيها وفيه، وقرار الرئيس كان قرارًا جيدًا باختياره مديرا للمخابرات العامة، ثم وزيرًا للحربية. وكيف كانت علاقة المشير «أحمد إسماعيل» بالفريق «الشاذلى»؟ - الاثنان كانا من القادة المهمين جدًا فى القوات المسلحة، و»الشاذلي» كان سريع القرار وحادا، ويصدر القرار ولا يناقشه أحد، ولكن «أحمد إسماعيل» كان يناقش القرار بالتفاصيل الصغيرة، وكان يحضر جلسات قادة الجيوش ليتأكد من كل صغيرة وكبيرة فى كل جلسة هذا بخلاف أن المشير كان يعرف كل شبر فى الجبهة. وكيف ترى المشير «أحمد إسماعيل» على المستوى الإنساني؟ - «أحمد إسماعيل» كان عسكريا حاسما وعادلا ودوغرى، وفى نفس الوقت كان عطوفا ويحب العساكر ويتعاطف معهم ويعاملهم بحب وأبوة ولهذا كان محبوبا من الجميع، وكان يسأل ويهتم بالتفاصيل ليتأكد من كل شيء، لأنه كان يمتلك خبرة كبيرة جدًا حيث مارس القيادة من أسفل إلى أعلى، وكان يغوص فى التفاصيل بمنتهى الدقة.. وعسكرية هذا الرجل شهد لها قادة العالم بأنه من القادة العسكريين العظماء الخمسين على مستوى العالم الذين لهم تاريخ عسكرى مشرف، وحرب أكتوبر معجزة عسكرية كبرى على مستوى العالم، لدرجة أن قوانين العبور التى تدرس فى العالم هى خطة العبور المصرية فى أكتوبر 1973 حتى الآن فى جميع الكليات العسكرية.