انتهى مساء السبت الماضى حفل ختام مهرجان سماع الدولى للإنشاد والموسيقى الروحية 2018 فى دورته ال 11، والذى أقيم على مسرح بئر يوسف بالقلعة، بحضور الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة، ووزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط. ويشار إلى أن مهرجان سماع الدولى، أقيم برعاية وزارة الثقافة، بالتعاون مع وزارت الآثار والخارجية والسياحة والهيئة العامة للتنشيط السياحى ومحافظة القاهرة بالتنسيق مع مؤسسة حوار لفنون ثقافات الشعوب. وشارك فى مهرجان سماع فى هذه الدورة فى دول عربية وأجنبية من قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، واختيرت دولة الكونغو برازفيل كضيف شرف المهرجان، ولأول مرة شاركت فرقة كاثوليكية وإنجيلية من مصر فى هذه الدورة، بجانب المشاركة الدائمة للفرفة الأرثوذكسية فى كل من الدورات السابقة، وذلك وسط أجواء تعمها المحبة والتسامح والسلام. وعلى الرغم من الحضور الجماهيرى الكبير الذى حاز به المهرجان، إلا أنه لم يحصل على حقه إعلامياً هذا العام، نظراً لإقامته فى التوقيت التى أقيم به مهرجان الجونة السينمائى فى دورته الثانية. وتحدثت «الوفد» مع الدكتور انتصار عبدالفتاح رئيس المهرجان وكشف لنا العديد من الأسرار حول الدورة ال 11 من المهرجان، وما الذى يتمنى تحقيقه خلال الدورات القادمة، وإلى نص الحوار: ما الدور الذى يقدمه المهرجان فى تعزيز التواصل الثقافى والحضارى بين الدول المشاركة؟ - يقدم المهرجان دورًا مهمًا جداً لأنه يضم جميع الدول بمختلف ثقافات الشعوب سواء الدول العربية والأوروبية والآسيوية والأفريقية فهذا دور مهم لأن جميع هذه الثقافات تأتى إلى أرض مصر ومهرجان سماع الدولى للإنشاد والموسيقى الروحية وملتقى الأديان تحت شعار «هنا نصلى معاً» له مكانة دولية، وبالتالى يأتى من جميع الدول للمشاركة فى هذا الحدث. ويوجد مهرجان أيضاً يسمى مهرجان الطبول الدولى والفنون التراثية نفس المعنى أيضاً ينطبق عليه لأنه يأتى أيضاً من جميع الدول وينتظرون الموعد لحضور فعالياته. ما المكانة التى تحظى بها مصر فى مجال الإنشاد الدينى فى الخارج؟ - فى الحقيقة أنا أعتبر مصر رائدة فى فن الإنشاد الدينى، ومن خلال أننى مدير مدرسة سماع وفرقة سماع للإنشاد والموسيقى الروحية، حيث قمت بتأسيسها بقبة الغورى فى عام 2007 تحت رعاية وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية وكان دورنا المحافظة على هذا التراث ومحاولة إعادة إحياء الجديد فى التراث القديم. وأيضاً اكتشاف أصوات جديدة، وبناء عليه قمنا بعمل ورشة فى قبة الغورى وجاء إلينا أصوات كثيرة جداً ولم أكتف بها حيث نزلت إلى الأقاليم للبحث عن أصوات جديدة وبالفعل اكتشفت أصواتًا جيدة جداً وتم ضمها إلى قبة الغورى وتم عمل فرقة سماع للإنشاد الصوفى، فإن موضوعى كأن أكبر من جميع ما حدث لأننى أبحث على أن يكون هناك التراث القبطى والمصرى أيضاً وطلبت من البابا شنودة أننى أريد مجموعة من النساء ينضممن إلينا لرسالة سلام وفى الحقيقة رحب كثيراً على الفور وقمن بالمشاركة معنا بقيادة مدربهم أنطون وتم عمل ورش ثم أخذت أيضاً فرقة من طلاب الأزهر وتم عمل مجموعة من التراتيل بجانب الترانيم القبطية ومن هنا تم عمل رسالة سلام الكبرى ونجحت الحمد لله. فإن عيوننا على رسالة سلام فى سانت كاترين الأرض المقدسة وأقوم بعمل ملتقى للأديان تحت شعار «هنا نصلى معاً»، ويأتى جميع المواطنين ليصلوا معنا من أجل السلام والمحبة والتسامح والوطن ومن أجل مصر وقمت بعمل الدورة الأولى ثم الدورة الثانية هناك وجاءت معنا رعاية اليونسكو ثم عملنا الدورة الثالثة وبعد ذلك الدورة الرابعة كانت فى هذه الدورة من المهرجان بمجمع الأديان بمصر القديمة وحاز الحمد لله على نجاح أسطورى والكل جاء حتى يصلى من أجل غد أفضل لنا جميعاً. هل مهرجان سماع يعتمد على تجديد الخطاب الدينى؟ - نعم أنا أعتبر مهرجان سماع رسالة سلام وهى تجديد حقيقى للخطاب الدينى والجميع سعداء بهذا المعنى فى الحقيقة والحمد لله. ما الصعوبات التى تواجههك فى المزج بين الإنشاد الدينى بين وفود مختلفة؟ - لا توجد صعوبات بالنسبة لى لأننى أستشعر أننا إنسان واحد بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللون فأنا اعتبر نفسى وسط كل هؤلاء البشر وأستشعر أننا كلنا من واحد ونتجمع فى وحدة إنسانية واحدة للتأكيد على هذا المفهوم ولعمل معزوفة كونية تعبر عن المحبة والتسامح والسلام وإرسال رسالة سلام إلى العالم تؤكد هذا المعنى من أرض مصر. ما هى أوجه الاختلاف والتشابه بين الإنشاد الدينى باختلاف الدول؟ - بصراحة بالنسبة لى لا أشعر باختلافات إطلاقاً حيث إن الكنيسة القبطية لها معان جميلة جداً وتدعو إلى المحبة والتسامح وعندما ننظر إلى الكنيسة المصرية نجد أنها تنادى إلى المحبة والسلام والمساجد تهتم بالتراث الإسلامى فإن كل هذا يؤكد على معنى واحد والتأكيد عليه. ما نوعية المستمعين للمهرجان وما جنسية أغلب المستمعين؟ - كل الجمهور سواء البسيط والعادى جداً والأسرة والأجانب يحرصون على الحضور بكثافة كما أن الأطفال يتواجدون أيضاً والشباب وجميع فئات المجتمع. هل هناك خطة للتنقل بالمهرجان فى مختلف محافظات مصر؟ - نعم فأنا أتمنى أن ننتقل بالمهرجان إلى الأقاليم المصرية ثم كل بقاع العالم للتأكيد على مفهوم السلام الذى نحتاج أننا نفعله لأن العالم أصبح الآن هناك تغيرات مدمرة للبشر والأرض ولكل المعانى الجميلة وأن هذه التغيرات نحاول نجعلها رسالة سلام إلى العالم.