أنا فتاة عمري 26 عاما.. أعمل في أحد مراكز التجميل, تعرفت علي شاب عمره 33 عاما أعجبت به بشكل كبير وحاولت جاهدة لفت إنتباهه حتي بدأ يشعر بوجودي وحبي له. في البداية كان واضحا أنه يبادلني مشاعر الحب، ولكنه كان يتغير تغيرا واضحا كلما طالبته بالذهاب لأهلي, ترجمت تردده برفضه الإرتباط بي لعدم وجود تكافؤ مادي واجتماعي.. فهو يعيش في أحد الأحياء الراقية وأنا أعيش في حي شعبي وأهلي من طبقة فقيرة, حتى تقدم لخطبتي شخص آخر .. وافقت علي الفور لا لشيء إلا لأنتقم لكرامتي، ولكن حبي له لم يتأثر خاصة وقد بدت عليه مشاعر الحزن بشكل كبير عندما أخبرته بخطبتي وبدا واضحا أن هناك ما يخفيه عني . أصررت علي سؤاله عن موقفه فأوضح لي أنه تعرض لحادث منذ عامين أدى لإصابته بحالة من العجز وأنه حاول العلاج ولكن دون جدوى، ولذلك يتهرب من إتمام الزواج بي لأنه لا يريد أن أعاني معه. فاجأتني قصته ولكن بعد طول تفكير تأكد حبي له فقررت فسخ خطبتي والارتباط به ، وبالفعل جاء ليخطبني ولم أخبر أهلي بالحقيقة خوفا من رفضهم, ولكني بدأت أفكر هل الحب وحده كافي للتخلي عن العلاقة الزوجية وإنجاب الأطفال .. أم أنه سيأتي وقت وأشعر فيه بالندم على هذا الاختيار ؟ زواج محكوم عليه بالفشل ردا علي السائلة أكدت الدكتورة مني البصيلي ،الإستشاري النفسي والإجتماعي، أن هذا الزواج محكوم عليه بالفشل، فهي تري أن الزواج السعيد والحياة الآمنة أساسها العلاقة الزوجية الجيدة بالإضافة للتكافؤ المادي والإجتماعي والعاملان غير متوفرين. فالزواج في الأصل عقد "نكاح" والسائلة إن إستطاعت أن تتخلي عن العلاقة الخاصة لفترة ستشعر بالحرمان بمرور الوقت، ومن هنا تتحول الحياة الطبيعية إلى جحيم واستمرار الحياة علي هذا الشكل معناه كارثة، فأجمل سنوات عمرها ستمر أمامها دون أن تشبع الغريزة التي فطر الله الإنسان عليها. وأضافت البصيلي أنها حتى لو احتملت الحياة بهذه الطريقة فإن الزوج لن يتحمل ولن يطيق ، لافتة أن الرجل في هذه الحالة يفقد كل إحساس له بالثقة في نفسه ويصبح شكاكاً غيوراً عصبياً يثور لأتفه الأسباب ويفسر كل شيء على محمل سيئ, مؤكدة أن شعور الرجل أنه غير قادر إحساس قاس ينعكس علي معاملته غير السوية لزوجته التي من الممكن أن تشعره بدون قصد بعجزه وتقصيره . وهي في هذا الوقت ستشعر أنها خسرت كل شيء سواء حياة زوجية سعيدة أو إنجابها للإطفال, وشعورها الممزوج بالشفقة لن يستمر وسيضيع مع كل الضغوط النفسية عليها. خاصة مع عدم التكافؤ الاجتماعي والمادي وبذلك فهي لن تستمع بحياتها إطلاقا. لو رومانسي خوضي التجربة ومن ناحيتها أوضحت الدكتورة سمر عبده ،الاستشاري النفسي والأسري، أن السائلة وحدها من تستطيع أن تحدد إذا كانت تتحمل البقاء معه أم لا؟ وأهم عامل لتحديد الاستمرار من عدمه يكون على حسب شخصية الرجل ، فإذا كان الضعف ينعكس عليه وعلى نفسيته بأن يجعله شخصية غير سوية تترجمها بعض التصرفات كالعنف والشك والغيرة الزائدة، فإن الاستمرار معه أمر مستحيل. أما إذا كان شخصية طبيعية وسوية ورومانسي ويغرقها بحبه وحنانه فمن الممكن أن تتغاضي عن أمومتها أمام كفة الميزان الراجحة ، وتستمر معه على حاله ولكن بعد تحديد احتياجاتها لأن المرأة أيضاً لديها رغبة فى مشاركة من تحب وترجمة ذلك بالممارسة الطبيعية ، وكل امرأة فى النهاية تختار حسب احتياجاتها وأولوياتها. وأشارت عبده إلى أنها لو متمسكة بالزواج به فمن حقها أن تخوض التجربة، ولكن عليها أن تدرك أن رغبتها في الانتقال لطبقة اجتماعية ومادية أعلي في سبيل تخليها عن العلاقة الخاصة وإنجاب الإطفال تعتبر كفة غير متوازنة، لأن التعويض المادي لا يغني عن الإحساس النفسي والوجداني. فهي في البداية وإن شعرت بالسعادة لتمتعها بأموال زوجها سرعان ما سيزول هذا المخدر ليبقي لها شعور الحرمان. وأخيرا أوضحت عبده أهمية إخبار السائلة لأهلها بالحقيقة كاملة, وأن عليها أن تواجه موقفهم في حالة الرفض بالإصرار وتحاول إقناعهم, ولا تخفي عليهم أمار بالغ الاهمية كهذا, طالما أنها متأكدة أنه يناسبها, ولتعلم أن دخولها مع أهلها في تحدي أفضل من عدم مواجتهم وتحملها المسئولية بمفردها, وعليها أن تتاكد أن الأهل مهما كانوا رافضين يرضخون في النهاية لرغبات أبنائهم.