كتب- احمد عمر: غابت القدوة في المجتمع المصري بعد الانفلات الأخلاقي والاستخفاف بالعادات والتقاليد، وغياب المُثل العليا والثقافة داخل المجتمع المصري، مما جعل الشباب أسرى للعادات الخاطئة والتفكير الغير صحيح، وأصبح معظم الجيل الحالي لا يعي ولا يعرف شيئًا عن التاريخ والعلماء، واتجه إلى الأفكار المغلوطة ووسائل التواصل الإجتماعي للهروب من الواقع الذي نعيشه. وأكد خبراء في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أن أسباب غياب القدوة في المجتمع المصري الجو العام غير المشجع على ظهور المواهب، وبعض الكفاءات التي لا تحصل على فرص حقيقة، غياب دور الإعلام، الإنهيار الثقافي والأخلاقي والتعليمي منذ السبعينيات والانفتاح الإقتصادي. وأرجع مصطفى كمال الدين، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، غياب القدوة في المجتمع المصري إلى اندثار العلماء والأبطال واضمحلال الإبداع والانهيار الكبير في الثقافة، والسبب في ذلك أن الجو العام غير مشجع، بالإضافة إلى أن بعض الكفاءات التي لا تحصل على فرص حقيقة، فضلًا عن انشغال المواطنين بالأمور الحياتية كالأسعار. وتابع عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، أن الحل يكمن في الإقتداء بالقدماء والأبطال السابقين، والإتجاه إلى تطوير التعليم للإهتمام بالطلبة الصغار وغرس المبادىء والأخلاقيات بهم وكيفية التعامل مع الآخرين وتقبل الرأي الآخر، بحيث يتحول إلى نمط حياتي لهم. وفي نفس السياق، قالت الدكتورة سامية خضر، إن الإعلام السبب في الغياب القدوة بالمجتمع المصري، لافتة إلى أنه كان في الماضي الإذاعة هي من أهم العومل التثقيفية وتساعد على تنوير الفكر ولاتتوقف، وفي كل المجال كان توجد قدوة مصرية عظيمة. وأشارت خضر، إلى أن الحل بتطوير منظومة الإعلام بنشر برامج هادفة وتثقيف معنوي للمواطنين، وحدوث انتعاشة ثقافية لدى المواطنين، بالإضافة إلى الإهتمام بالأطفال وتعليمهم وتوعيتهم منذ الصغر فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر. قال الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، إن غياب القدوة في المجتمع المصري سببها الإنهيار الثقافي والأخلاقي والتعليمي منذ السبعينيات، الأمر الذي أدى لتغيير قييم الأفراد داخل المجتمع المصري، بالإضافة إلى الإنفتاح الإقتصادي والإنقلاب المجتمعي بعد الخمسينيات، وانفتاح المجتمع امصري على العالم دون استعداده ثقافيًا. وتابع عبد العزيز، أن الحل إصلاح التعليم وإنماء حب الوطن والثقافة داخل الطلاب، وتعظيم دور الإعلام عن طريق نشر البرامج الهادفة، لافتًا إلى أن الأخلاق لا تدرس وإنما تكتسب. من جانبه، أوضح الدكتور جمال فرويز، الخبير النفسي، أن أسباب إنهيار القدوة الإنفتاح الإقتصادي، وتشريد القطاع العام لعدد كبير من العمال، وتقصير الإعلام في أداء رسالته بالشكل الأمثل. ولفت فرويز، إلى أن الحل بعمل ثورة ثقافية عن طريق وزارة الشباب والرياضة بالعمل على تطوير مراكز الشباب في المدن والقرى وتنوير الشباب وإرجاع الإنتماء إليهم، وعن طريق وزارة الثقافة بعودة عمل القصور الثقافية ونشر الثقافة بين المواطنين، وعن طريق الإعلام بنشر الوعي بالصورة السليمة البناءة.