بورسعيد عبد الرحمن بصلة: «النباشون» ظاهرة تفشت فى المجتمع المصرى وموجودة فى كل المحافظات، حيث يقوم هؤلاء العمال الذين تتفاوت أعمارهم بتشويه ما يقوم به عمال النظافة، وتظهر هذه الفئات فى شوارع المدينة الباسلة بشكل يثير الانتباه بعد غياب جامعى القمامة من المنازل والذين كانوا يقومون بتلك المهمة فى أماكن تجميعها دون أن يشوهوا الشوارع، وتنتشر هذه المجموعات المنظمة فى كل الأحياء حيث يقومون بتفريغ صناديق القمامة بعد تجميعها ويقومون بفرزها وأخذ ما بها من كرتون أو زجاجات بلاستيكية أو معلبات ويبعثرون محتويات الصناديق بصورة تثير غضب المواطنين حيث تنبعث منها الروائح الكريهة وتؤدى إلى انتشار الذباب والحشرات والقوارض التى تجد مرتعاً لها بعد تفريغ هذه الصناديق، كما تؤدى أيضاً إلى انتشار الأمراض والأوبئة خاصة إذا لم تقم سيارات التجميع برفعها فوراً، وتسبب هذه الأفعال فى تشويه الصورة الجميلة للمدينة وتعطى انطباعاً سيئاً على سلوكيات مواطنيها، واللافت للنظر أن هؤلاء النباشين من الصبية والشباب والرجال يمارسون أعمالهم تحت سمع وبصر كافة الأجهزة التنفيذية والرقابية والأمنية دون أن تحرك تلك الأجهزة ساكناً. والمؤسف أنهم يقومون بتجميع ما يقومون بفرزه من صناديق القمامة داخل محلات ومخازن تعرفها أجهزة الأحياء جيداً، بل إنهم يخرجون من المنافذ الجمركية تحت سمع وبصر الجميع دون رادع أو اتخاذ أية إجراءات قانونية ضدهم، وتعلم الأجهزة أن هؤلاء النباشين يسرقون السيارات ليلا وأعمدة الكهرباء وأسوار الحدائق وبالوعات الصرف الصحى والملابس من الأدوار الأرضية، ويتسببون فيما يقومون به من أعمال فى تعريض حياة المواطنين خاصة الأطفال لمخاطر عديدة، كما تؤدى هذه الأعمال غير القانونية إلى انتشار القطط والكلاب الضالة حولها ليجدوا مرتعاً خصباً من فضلات الأطعمة، وأصبحت مرتعاً جديداً للماشية والدواب التى تجوب شوارع المدينة، ومع أن أطراف المشكلة موجودة ومعروفة حيث يقوم بعض بوابين العمارات بتجميع الكرتون والزجاجات الفارغة أيضاً وبيعها فى أماكن تجميعها، ورغم أن المشكلة معروفة وليست خفية على إدارات الأحياء إلا أن الرادع غير كاف ويحتاج الأمر إلى تضافر جهود الجميع من مواطنين وأجهزة ومنظمات مجتمع مدنى للوصول لحلول حقيقية والقبض على هؤلاء النباشين ومطاردتهم بعد أن حولوا نشاطهم الليلى إلى نهارى على مرأى ومسمع من الجميع، ولا بد أن تكون العقوبة كبيرة ورادعة وفرض رقابة صارمة من كافة المسئولين وعلى رأسهم رؤساء الأحياء وعن طريق إدارات تحسين البيئة فيها مع سرعة قيام عمال النظافة بالأحياء بسرعة رفع القمامة أولا بأول وتتابع دورات الجمع مساءً وصباحاً وتفريغ صناديق القمامة من محتوياتها حتى لا يجد هؤلاء ما يجمعونه، كما يجب على الأجهزة المعنية وعلى رأسها اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد وضع حلول عاجلة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التى تشوه جمال المدينة وتؤرق مسئوليها والقبض على النباشين واتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم، ورغم أن بورسعيد يوجد بها مصنع لتدوير القمامة إلا أن الأمور لا تختلف كثيراً عن محافظات أخرى ليس فيها مثل تلك المصانع، ومشكلة القمامة فى الشوارع تؤرق دائما كل مسئول يجب أن يضعها فى أولوياته لأنها أصبحت حديث كل مواطن وأول ما يثار عبر وسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لأن النظافة هى عنوان التحضر والرقى فى أية منظومة. فى إحدى جولات اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد داخل حى الشرق أمر بالقبض على ثلاثة من النباشين العاملين في مجال فرز القمامة وإحالتهم إلي قسم الشرطة وتحرير محاضر لهم بعد ضبطهم بشارع طرح البحر وهم يقومون بأعمال الفرز للقمامة وإلقاء مخلفاتها في الطريق العام، وكلف رئيس الحي بمصادرة عربات الكارو التي كانت بحوزتهم وأصدر قراراً لجميع رؤساء الأحياء بمنع جامعي القمامة والنباشين من القيام بأعمال فرز الصناديق فى الشوارع والاقتصار علي تنفيذها في المقلب العام للقمامة خارج كردون المدينة ومصادرة العربات التي يخالف أصحابها هذا القرار. من جانبه أكد الدكتور منصور بكرى رئيس حى المناخ ببورسعيد على ضرورة محاربة هذه الظاهرة التى تتسبب فى تشويه جمال المدينة وتضيع كل ما يبذله عمال الحى من أعمال نظافة فى الشوارع والميادين وقال: نفذنا حملة مكبرة لضبط هؤلاء النباشين من جامعى الكرتون والزجاجات وغيرهما من داخل صناديق القمامة وقمت بمصادرة عربات اليد التى بحوزتهم وتمكنا من ضبط أكثر من 40 فرداً خلال الحملة التى استمرت أسبوعاً ولن نتوقف عن القيام بهذه الحملات مراراً وتكراراً حتى نقضى على هذه الظاهرة غير الحضارية وتؤثر على البيئة وتشوه جمال المدينة التى نسعى جميعاً أن تظهر فى أجمل صورة أمام مواطنيها وزائريها.