"شايل كفني على كتفي" مقولة متعارف عليها أنها لا ينطقها إلا رجال الشرطة والجيش، ولكن تغير الحال لتكون منطق يومي يتبعه الأطباء، فلا تتعجب إذا سمعت هذه العبارة من طبيب بشرى، فإنهم يتعرضون كل دقيقة لمخاطر العدوى المميتة من مرضاهم. وهناك قائمة تحمل أسماء 6 أطباء شباب رحلوا بعدما أصيبوا بعدوى قوية، وما خفي كان أعظم فالقائمة لم تغلق بعد، وعلى غرارها يسير المصابون بالعدوى الذين يجاهدوا حتى يجدوا فرصة للعلاج، والطريف في الأمر أنهم يحاولوا إنقاذ أنفسهم عن طريق بدل عدوى لا يتخطى 19 جنيها. قائمة ضحايا العدوى وتم إبلاغ نقابة الأطباء بكثير من الحالات المصابة، ولكن تكمن الفاجعة الأكبر في إبلاغهم بحالات الوفاة أثر عدوى مميتة، وهم "دكتور أسامة رشدي طبيب نساء وولادة بالمنصورة 38، ودكتور احمد عبد اللطيف طبيب رعاية مركزة بمستشفى بنها العام، ودكتور ياسر البربري طبيب بمستشفى القناطر بالقليوبية 32 سنة. كما توفت الدكتورة داليا عبد الحميد ضيف الله محرز ممارس عام وحدة الشيخ زايد الصحية بالإسماعيلية صاحبة 28 سنة في مارس 2016، وكذا الدكتورة دعاء إسماعيل طبيب بالمدرسة الصحية بالدقهلية، بالإضافة إلى دكتور محمد ياسين طبيب نساء وتوليد بمستشفى سيد جلال التعليمي توفى مارس 2016. أنواع العدوى وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية في كل مكان في العالم هناك درجة من درجات الخطورة أو العدوى التي يتعرض لها الأطباء والتمريض، لكن الدول النامية التي لديها مشكلة في القطاع الصحي فالعدوى تكون أكثر. وفي آخر تقرير صدر في عام 2010 لمنظمة الصحة العالمية يقول إنه قام بإجراء المسح على 50 % من الأطباء والتمريض، ثبت أنهم تعرضوا للوخز بالإبر وهذه الدراسة تمت على دول شرق المتوسط وصولا لباكستان واليمن وهى الدول المشابهة لنا فوجدوا10 ألاف حالة إصابة بفيروس B و35 ألف حالة فيروس c. أما عن أثناء انتشار الوباءات وجدوا أن 70% من الحالات المبلغ عنها هي من العاملين في القطاع الصحي. أبرز الأمراض المعدية أما بخصوص أبرز الأمراض المعدية التي يتعرض لها الأطباء بشكل عام فهي تأتي عن طريق الجهاز التنفسي والرئة، ومن أكثر الوبائيات المعدية هي "سارس"، ويعتبر الدكتور أحمد عبد اللطيف نائب العناية المركزة في طنطا والدكتورة داليا محرز من الإسماعيلية من أبرز الأطباء الذين أصابوا بها عن طريق العدوى. والطريق الثاني للعدوى هو الوخز بالإبر والمشرط في حالة أن المريض مصاب بفيروس C أو B أو الايدز، وبالفعل هناك طبيبات أصبن بالعدوى أثناء الحمل ونتج عنه تشوهات في أطفالهن، وأيضاً العدوى عن طريق التلامس مع مرضى الأمراض الجلدية للأطباء والتمريض، والأخطر هو أن الطبيب قد ينقل العدوى لمرضاه الآخرين أو لأسرته في الوقت الذي لم تعد قيمة بدل العدوى تكفى لشراء علبة دواء واحدة. تاريخ بدل العدوى يرجع تقدير قيمة بدل العدوى من سلطة رئيس الوزراء، من خلال مذكرة من الوزير المختص وبعد موافقة وزير المالية تبعاً للخطورة التي يتعرض لها الأطباء. أما عن تاريخ إقرار بدل العدوى الذي يحصل عليه الأطباء، فقد صدر به قانون رقم 225 سنة 1960، ثم بدأت رئاسة الوزراء تواليها في زيادة بدل العدوى، حتى كان أخرها القرار رقم 2577 لسنة 1995، فمنذ23 سنة لم تزيد القيمة. وبدأت تحركات نقابة الأطباء لزيادة بدل العدوى، من خلال رفع العديد من القضايا، ومن ثم أصدر مجلس الدولة حكم ببدل عدوى 1000 جنيه، لكن الحكومة استشكلت على هذا الحكم، ومجلس الدولة أيد الحكم الأول وأصبح حكم واجب النفاذ. الوضع المجحف وتوالت مطالبات النقابة لدى كافة الجهات المعنية لتنفذ الحكم منذ عام 2015 إلى 2018 بحق الأطباء في بدل عدوى حتى تم قبول طعن الحكومة الأخير أمام الإدارية العليا لأسباب قانونية وإدارية، أي أن الحكم لم يمس استحقاق بدل العدوى بل على العكس جاء في تقرير هيئة مفوضي الدولة ما يؤيد حق الأطباء في البدل حيث وصف القيمة المقررة لبدل العدوى للأطباء ب (الوضع المجحف). ومازال الملف مفتوحا ونقابة أطباء مصر تناشد كل الجهات التشريعية والتنفيذية من اجل بدل عادل للأطباء وهو حق من الحقوق التي تعد رعايتها شرطاً أولياً لتحقيق السلامة للجميع والشعور بالرضا. وتقدمت النقابة، لرئيس مجلس النواب، بطلب تعديل بعض أحكام القرار بقانون رقم 14 لسنة 2014 بتنظيم شئون أعضاء المهن الطبية العاملين بالجهات التابعة لوزارة الصحة والسكان من غير المخاطبين بقوانين أو لوائح خاصة، وذلك لإضافة مادة جديدة لمنح بدل مخاطر عدوى لأعضاء المهن الطبية.