بعد فترة طويلة من الحرب التي قادها المجلس القومي للمرأة من أجل تخصيص «كوته» في مجلس الشعب، حتي تستطيع المرأة الحصول علي عدد من المقاعد تمكنها من الدفاع عن حقوقها، تحت زعم أن النواب الرجال لم يعطوا مشكلات المرأة حقها تحت قبة البرلمان، وأن هناك قضايا كثيرة تتطلب وجود المرأة بالمجلس وأهمها قضية "التمييز" في الوظائف والعنوسة والطلاق، فوجئنا بغياب قضايا المرأة عن البرامج الانتخابية لمعظم مرشحات الكوتة البالغ عددهن 397 امرأة، اللاتي أكدن أن خوضهن للانتخابات لن يكون من أجل مناقشة قضايا المرأة فقط، وإنما سيكون للدفاع عن قضايا المواطن المصري في المقام الأول رجلاً كان أو امرأةً ! ممثلة المرأة المعيلة تاتي د. منى مكرم عبيد، مرشحة حزب الوفد ورئيس العلاقات الخارجية للمجلس القومي للمرأة سابقا، في مقدمة المرشحات القليلات اللاتي وضعن قضايا المرأة على رأس قائمة برنامجها الانتخابي حاليا ومن قبل الإنتخابات أيضا، وذلك من خلال عملها التطوعي بخمس محافظات كرئيسة لجمعية النهضة بالتعليم، فضلا عن عضويتها بمجلس إدارة مؤسسة الأمل لتنمية المشروعات الصغيرة التي قدمت قروضا ودعما فنيا وماليا ل 2500 مشروع لأبناء محافظة القليوبية ،بما يقدر ب 700 ألف جنيه، كانت الأولوية فيها لمشروعات المرأة المعيلة.. وكذلك قيامها بدعوة الهيئات الدولية لتمويل بعض الأسر لمنع تسرب الفتيات من التعليم . تقول مرشحة الوفد: برنامجي لا يقتصر فقط على الدفاع عن حقوق المرأة ولكنه أهم أولوياتي، ثم تأتي بعد ذلك مشاكل أخرى كالخدمات في مجال الطرق والسعي إلى تقليل زمن إنشاء الطريق الذي يربط العاصمة بمدينة بنها، وكذلك تخصيص جزء من ميزانية الدولة لإعادة بناء شبكة المياه، أما على صعيد السياسة الخارجية فأسعى إلى تعزيز العلاقة الأبدية بين مصر والسودان لأنها كما أرى المخرج الوحيد لأزماتنا التموينية ولمشكلة العمالة . وترى د.منى أن الكوتة ماهي إلا تجربة في مهدها ولابد أنها ستعزز بأساليب مختلفة إضافية في المراحل التالية بناء على الإختيار الأصلح للناخبين، والذي سيتحدد وفقا لقدرات المرشحين وكفائتهم وتاريخهم وخبرتهم فضلا عن السمعة الطيبة. مرشحة الأرامل والمطلقات "الأرامل والمطلقات والأيتام والأطفال ستكون مشاكلهم محور إهتمامي داخل المجلس " هكذا لخصت الفنانة سميرة أحمد ،مرشحة باب الشعرية والموسكي، برنامجها الانتخابي قائلة أن الناس في الأحياء الشعبية وعلى رأسهم هذه الفئات بحاجة لمن يدافع عن حقوقهم ولمن يوفر لهم أبسط احتياجاتهم. مسمى نسائي والهدف عام ومخالفة لهن في الرأي، ترى ناهد الهواري ،مرشحة الحزب الإتحادي الديمقراطي عن دائرة الإسكندرية، أن كوتة المرأة مجرد مسمى نسائي ولكنه لا يعني الإهتمام بقضايا المرأة منفصلة عن الرجل. تقول: المرأة جزء من كيان الأسرة وقضاياها لا تنفصل عن قضايا الرجال، لأنهم عايشين في مجتمع واحد وخاضعين لنفس الظروف والمعاناة من بطالة وأزمة تعيين الشباب وغيرها من المشكلات، لذا فتواجدي في مجلس الشعب سيكون من أجل الدفاع عن كل قضايا الأسرة عموماً، ولأن المرأة هي الترمومتر الذي يقيس حجم المشاكل التي تواجه الأسرة فهي الأقدر على تمثيل الشعب بالمجلس لأنها الأدرى بنسبة البطالة بين الأبناء والزواج والعنوسة، وهي الأكثر تعاملا مع المؤسسات الحكومية والأقدر على كشف مافيها من فساد، لذا نجد أن أهالي الإسكندرية بمختلف مستوياتهم مؤيدين لكوتة المرأة في مجلس الشعب . وتضع ناهد الهواي على قائمة برنامجها الإنتخابي المشاكل التي تواجه الفلاحين من نقص المياه والأسمدة وشراء محاصيلهم بأسعار غير مرضية، فضلا عن المعاناة التي تواجهها بعض المناطق المهمشة بمدينة الإسكندرية من قلة الخدمات كنقص المدارس وعدم وجود صرف صحي ونقص مياه الشرب ورصف الطرق خاصة في مناطق مثل برج العرب والعامرية والدخيلة والكينج. وتشاركها في الرأي جميلة اسماعيل ،المرشحة عن دائرة قصر النيل فئات مستقل، فقد جاء برنامجها الانتخابي شاملا لقضايا كثيرة منها قضايا المرأة دون التركيز عليها.. والذي حددته في الإصلاح السياسي والاجتماعى والاقتصادى ووقف سياسات الاستبداد والفساد، ووضع حد أدنى للأجور يضمن حياة كريمة لجميع المواطنين لا يقل عن 1200 جنيه شهريا. .. ورفع الحد الأدنى والأقصى للمعاشات والمسنين .. ويأتي بعد الإصلاح السياسي مايخص المرأة والطفل من قضايا كإنقاذ أطفال الشوارع بوضع برامج وموازنات مالية لضمان حياة إنسانية لهم .. ووضع ضمانات دستورية وقانونية تحمي حقوق المرأة والطفل .. حماس رجالي أما د. مديحة خطاب ،مرشحة الحزب الوطني لنفس دائرة جميلة، فترى أن الكوتة في حد ذاتها تجربة جديدة وفريدة على المجتمع المصري نساء ورجال، ومالاقته من حماس لسيدات دائرتها جنوب وغرب القاهرة ،التي تشمل مناطق قصر النيل ومنشية ناصر، كان متوقعا، ولكن الغير متوقع هو حماس الرجال للفكرة خاصة بعد شرح أثر مشاركة المرأة في الحياة السياسية وكيف سيسهم بشكل كبيرفي تغيير صورة المجتمع ككل. تقول: كنت أول سيدة تقلدت منصب عميد كلية الطب، وقتها كان من الصعب استيعاب الفكرة في الإطار الأكاديمي مما إضطرني للقيام بضعف العمل المكلفة به لإثبات أحقيتي بالمنصب. وتؤكد مديحة أن قناعة الرجل بدور المرأة سيعزز نجاح الفكرة، وهو مالمسته من تجاوب بمناطق شعبية مثل الخليفة والجمالية ومصر القديمة، حين دخلت في مناقشة مع الرجال أثناء حضورها احتفال بماري جرجس فإذا بهم يأكدون أن المرأة لن تكون ديكورا في المجلس، ولكنها ستجذب الإنتباه وبشدة سواء لدورها في المجتمع أولأدائها السياسي.