ولد سعد زغلول فى قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقاً بمديرية الغربية سابقًا عام 1857 أو 1858، حيث أنه ليس معروفاً على وجه الدقة تاريخ الميلاد الحقيقى نظراً لاعتياد الناس تسجيل مواليدهم بعد الميلاد بفترة زمنية فى القرن التاسع عشر. تلقى سعد تعليمه فى الكُتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873 وتعلم على يد جمال الدين الأفغانى والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغانى، ثم عمل معه فى الوقائع المصرية، وانتقل بعد ذلك إلى وظيفة معاون بنظارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه فى ثورة عرابى ثم اشتغل بالمحاماة لكنه قبض عليه عام 1883 بتهمة الاشتراك فى تنظيم سرى أطلق عليه «جمعية الانتقام». وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة ثم توظف بالنيابة وترقى حتى صار رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892، ثم حصل على ليسانس الحقوق عام 1897. وأصبح سعد نائبًا عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية وبعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة فى الجمعية التشريعية التى شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية. خطرت لسعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصرى للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 ضد الاحتلال الإنجليزى حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف فى لقاءات سرية للتحدث فيما كان ينبغى عمله للبحث فى المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى فى عام 1918م. وتشكل الوفد المصرى من سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى وآخرين وأطلقوا على أنفسهم الوفد المصرى. وقد جمعوا توقيعات من الناس لإثبات صفتهم التمثيلية وجاء فى الصيغة: «نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.. فى أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعى سبيلاً فى استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التى تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى». واعتقل سعد زغلول ونفى إلى مالطة هو ومجموعة من رفاقه فى 8 مارس 1919 فانفجرت ثورة 1919 التى كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول. اضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطانى وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصرى برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح فى باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر. لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصرى فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقى الإنجليز القبض على سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل فى المحيط الهندى، فازدادت الثورة اشتعالاً، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مرة أخرى. وعاد سعد من المنفى وقام بتأسيس حزب الوفد المصرى ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923م ونجح فيها حزب الوفد باكتساح. تولى رئاسة الوزراء من عام 1923م واستمر حتى عام 1924م حيث تمت حادثة اغتيال السير لى ستاك قائد الجيش المصرى وحاكم السودان والتى اتخذتها سلطات الاحتلال البريطانى ذريعة للضغط على الحكومة المصرية والتدخل فى شئونها وهو ما رفضه سعد وقدم استقالته. بعد ذلك ظل سعد قائدا وزعيما للأمة إلى أن رحل فى 23 أغسطس عام 1927.