لاقى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض المساعدات المالية الموجهه لإعادة الاستقرار في سورية ردود فعل صاخبة، وسط مؤيد ومعارض للقرار، هناك من رأى أنه جاء استجابة لمطلب الشعب الأمريكي بشأن الانسحاب من سورية، وأخرون دانوه معتبرينه تخليا صارخا لدور الولاياتالمتحدة القيادي في مسرح الأحداث العالمي. ويعد خفض التمويل هو أحدث انسحاب مالي في ظل إدارة ترامب من سورية في مايو، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها أنهت كل التمويل لبرامج تحقيق الاستقرار في شمال غرب سورية. وتنهي إدارة ترامب تمويل مشاريع الاستقرار في سورية في الوقت الذي تسعى فيه إلى إخراج الولاياتالمتحدة من الصراع ، مشيرة إلى زيادة مساهمات دول التحالف في إعادة الإعمار في العراق والشام. وقالت وزارة الخارجية إنها أبلغت الكونجرس بأنها لن تنفق 230 مليون دولار كان مخططا لها في برامج سورية وأنها ستحول بدلا من ذلك تلك الأموال إلى مناطق أخرى. ومعظم هذه الأموال ، التي تعهد بها في البداية وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون في فبراير ، كانت معلقة وخاضعة للمراجعة منذ إطلاقه في مارس ولكن تم إصدار جزء صغير من هذا المبلغ في يونيو . وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناوير إن الخفض ، الذي أذن به وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، سوف يقابله أكثر من 300 مليون دولار إضافية تعهد بها دول التحالف، بما في ذلك المملكة العربية السعودية التي أعلنت دعمها للمساهمة في الإعمار بمبلغ يقدر 100 مليون دولار . وقالت هيذر ناوير في بيان لها بأنه نتيجة لمساهمات الشركاء الرئيسيين من دول التحالف، أذن الوزير بومبيو لوزارة الخارجية بإعادة توجيه نحو 230 مليون دولار من أموال الاستقرار في سورية التي كانت قيد المراجعة . وقالت ناوير إن قرار بومبيو أخذ بعين الاعتبار رغبة البيت الأبيض في زيادة تقاسم الأعباء مع الحلفاء وستتم إعادة توجيه الأموال "لدعم أولويات السياسة الخارجية الرئيسية الأخرى ". حيث قالت ناوير و ديفيد ساترفيلد القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط و وبريت ماكجورك المبعوث الخاص للتحالف المناهض لداعش الإرهابي في مؤتمر أن الولاياتالمتحدة ستبقى نشطة في سورية إلى أن يتم القضاء على التنظيم الإرهابي. وقالت نوير "لا يمثل هذا القرار أي انخفاض في التزام الولاياتالمتحدة بأهدافنا الاستراتيجية في سوريا". ومع ذلك، اعتبرت هذه الخطوة علامة على أن الإدارة تستجيب لمطلب ترامب بإنهاء التدخل الأمريكي في سوريا وتقليل التزامها هناك. واستنكر السيناتور روبرت مينينديز من نيوجيرزي أكبر ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ القرار بخفض المساعدات و ان هذا القرار يجعل ترامب يسير في طريق تخلي القيادة الأمريكية على المسرح العالمي، و ذلك من خلال إنهاء مساهمات الولاياتالمتحدة في جهود تحقيق الاستقرار في أكثر المجتمعات السورية ضعفاً التي تم تحريرها مؤخراً من التنظيم الإرهابي ، فإن هذه الرسالة عن التراجع الأمريكي والتخلي عن الساعدة في سوريا تعتبر محل إحراج لأمريكا ". ووافق الديمقراطيون في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب على كلام السيناتور روبرت مينينديز ووصفوا هذه الخطوة بأنها قصيرة النظر إلى حد مذهل . وفي تغريدة قال إن ذلك كان مؤشرا على "غياب القيادة الأمريكية" و تقوض للمصالح الأمريكية في سورية وحول العالم". وفي محاولة لطمأنة شركائها في التحالف ضد داعش وكذلك معارضي الرئيس السوري بشار الأسد ، أرسل بومبيو المستشار الدبلوماسي المحنك جيمس جيفري ليكون مبعوثا خاصا لسورية حسب قرار نويرت.