كتب-احمد البحراوي: "هنزل أصلي ياماما وأعدي علي أبويا في الورشة، قبل ما اطلع علي التوك توك" سيناريو يومى مكرر اعتاده سامي الذي يبلغ من العمر 22 عاماً ، عرفه الجميع بالطيبة والخلق والأحترام، وعرفه أهله بالبر لوالديه والأدب. انطلق سامي لعمله ك سائق توك توك ليحصل علي رزقه كعادته ولكن هذا اليوم المشئوم تشاجر سامي مع عصابة تدير دولاب مخدرات أمام بيته، فلا يستطيع أحد من اهل البيت الدخول أو الخروج بسببهم،، بمنطقة كفر السليمانية فى الوراق بالجيزة، طالبا منهم ترك المنطقة وبيع المخدرات بعيدا عن البيت ، لينتهى المشهد بذبح سامى أمام أعين والده وشقيقه الأكبر. كان الأب سعيد، 60 عاماً، فى انتظارسامي كعادته داخل ورشته لتصليح السيارات، بالقرب من منزله، وفوجئ، بنشوب مشادة كلامية بين ابنه ومندو الونش، حيث يقول: "ابنى قال له اترك المنطقة، وبيع مخدرات بعيد عنّا". هرول الرجل الستينى ناحية ابنه "سامى" لينهره ويفض الاشتباك اللفظى: "قلت لابنى خلاص روح الورشة"، واتصلت بأخو مندو الكبير "عبدالله"، وشكوت له سلوك شقيقه. لم يتوقع الأب أن سيناريو الحادث الذى قال عنه إنه لم يشاهده فى أفلام السينما سيسير على هذا النحو: جاء عبد الله وانتظر حضور شقيقيه (مندو) و(إبراهيم) وابن خالتهم (ميشو) للوهلة الأولى تصور سعيد أن صلحاً سيتم بين نجله و"الونش"، لكن القصة لم تمشي هكذا، جلس عبد الله مبتسماً، وانتظر لحين لينفذوا جريمتهم البشعة، فيضيف سعيد "عبدالله" خدعنا، وليتنا ما شكونا إليه، متصوراً أن نجاة ابنه من الموت كانت ستحدث حال تغاضيه عن الشكوى: "يمكن ابنى مكانش اتدبح". أخرج المتهم "عبدالله" سلاحاً أبيض "مطواة" من بين طيات ملابسه، كما يقول والد المجنى عليه، ليذبح الشاب "سامى": "قطع رقبة ابنى فى دقيقة، ولاذ المتهمون بالفرار". كان "جمال"، شقيق المجنى عليه، حسبما يروى، يحاول إنقاذ أخيه عندما تكالب عليه المتهمون ال4، وطرحوه أرضاً، لكنه لم يتمكن: "الكثرة غلبت الشجاعة". يتألم والد وشقيق سائق "التوك توك" كثيراً عندما يستحضران فى ذهنهما الطريقة التى قُتل بها الشاب العشرينى: "سامى مشى ثانية واحدة على الأرض بعد ذبحه، ووقع مثل فرخة ولفظ أنفاسه"، وأضافا: "المتهمون فروا ورددوا: قتلناه!". بكى الأب كثيراً بين جمع من الناس جاءوا لتعزيته: "هاخد عزا سامى لما قاتل ابنى ياخد إعدام"، هكذا كرر الرجل الستينى عبارته تلك، مشدداً على أخذ حقهم بالقانون: "عاوزين القِصاص العادل، لأن ما حدث قتل عمد". "عريس الوراق" "الشهم".. لقبان حازهما المجنى عليه، فكما قال خالد عيسى، أحد الجيران، إن «سامى» مات كونه شهماً: "المتهمين ضايقهم اعتراض الضحية على بيعهم المخدرات بالشارع". يؤكد "عيسى" أن الحادثة تمثل ألماً لكل أهالى المنطقة: "استقبلنا عيد الأضحى بذبح الشاب "سامى"، مشيراً إلى أن المجنى عليه كان يستعد لخطبته خلال أيام. يشكو العديد من الأهالى بيع المخدرات بنهر الطريق العام فى منطقة الوراق: "بنخاف نمشى بعد صلاة المغرب، خصوصاً مع النساء والفتيات".