كتب - محمد طاهر: أحلام المهندسة «شيماء» كأى فتاة لم تكن بالكبرى بل كان حلمها صغيراً فى أن تنعم بشريك للحياة يتقى الله فيها، ويبادلها الحب والاحترام، ويحنو عليها عوضاً عن فقدانها الأم التى رحلت وهى فى عمر الزهور «مرحلة المراهقة»، حيث لم تنعم بنصائح الأم فى اختياراتها، لشريك الحياة، ومع بساطة تلك الأحلام تمنت أن يكون زوج المستقبل يتمتع بمقومات الرجولة لحمايتها من غدر الزمان، إلا أن القدر لم يعطها ما تمنت لتقع فى شرك الحموات... تروى الزوجة «شيماء محمد عبدالسلام، خريجة كلية الهندسة بجامعة المنصورة، قائلة الحكاية أنا من أسرة متوسطة الحال مكونة من والدى الذى كان يعمل تاجر جلود وأحذية، ووالدتى رحمها الله والتى رحلت وأنا فى الثانوية العامة، وليس لى إلا شقيق واحد، متزوج، وبعد مرور 4 سنوات على وفاة أمى تزوج أبى من أخرى، وأنهيت دراستى بتفوق، وكان شعورى وأنا فى منزل أبى مع زوجته بالغربة. وجاءت قصة زواجى والذى يعد زواج صالونات، حيث جاءت زميلة زوجة أبى فى العمل لتسأل عن عروسة لابنها الذى يعد الفتى المدلل نظراً لأنه «آخر العنقود»، حيث كانت تحمل مواصفات معينة حددتها له دون أن يكون له رأى، وقد جاءت تلك الشروط للأسف لتنطبق علىّ، وظلت متمسكة بهذا، بعد أن سألت عنا، حيث كانت تريد زوجة مكسورة الجناح تمشى على هواها، وكنت فى ذاك الوقت مخطوبة، ولم يحدث وفاق وفور فسخ الخطوبة تقدمت أسرة «أحمد» حاصل على بكالوريوس تربية ويعمل فنى ديكورات. وكانت بداية الطريق المأساوى حيث وافق والدى ولم أرفض الزواج لرغبتى فى الاستقرار، وخاصة أننى شعرت بأنه ملتزم ولكننى وقتها لاحظت أن والدته كانت هى من تتكلم وقت الاتفاق ولم أسمع والده ولا حتى هو بإبداء أى رأى، ووقتها قلت إن الأيام كفيلة بخلق التوازن والحياة هتمشى، ومرت أيام الخطوبة والتى استمرت 9 شهور، ولاحظت أشياء كثيرة توحى بالسيطرة التامة للأم على ابنها وملاحقته فى كل كبيرة وصغيرة ومحاولة السيطرة حتى على مشاعره. وفى 15 ديسمبر 2011 تم الزفاف بمنزل عائلة زوجى «أحمد» وتعددت المواقف من الأم لدرجة أنها كان لديها مفتاح للشقة تدخل وتخرج وتقوم بالتفتيش على كل الموجود فى شقتى، وتحملت الكثير من سيطرتها الشديدة على «زوجى» وملاحقتها له، ومن اليوم الأول وبدأت التدخلات فى أدق الخصوصيات فى حياتنا والاستسلام التام من الزوج وفى تفاصيل حياته الشخصية هو وزوجته، حملت الزوجة فى طفلها الأول وبسبب كثرة المشاكل والضغوط حدث الإجهاض، وتم الحمل مرة ثانية ورزقت بطفلتى الأولى «دارين»، وكانت زهرة حياتى التى تفتحت لتضىء لى العتمة، وتفاقمت المشاكل التى كانت تنتج عن أتفه الأسباب والتى كانت تثيرها والدته وتشعل النار بيننا وهو منساق تماماً خلفها، والأدهى أن كل من حولها يسير وراء كلامها دون وعى من أول زوجها وابنتها وابنها الأكبر. وبعد ولادة ابنتى أصبح التفكير فى الانفصال صعباً وحاولت مراراً وتكراراً إصلاح الأحوال مع زوجى ولكنه كان دائماً مغلق العينين، والأذنين من طرفى، ولا يسمع ولا يرى إلا ما تقوله له والدته، وبدأ يتركنا أنا وابنتى بالشهور عند والدى، وأعود رغبة منى فى الحفاظ على البيت، ولكن لم أسلم أبداً من أذى والدته والإضرار التى تسببها لى من عدم الاهتمام والإهمال المتعمد أمام أهله. وتستكمل «شيماء» القصة: وبعد ثلاث سنوات حدثت مشكلة وتركت على أثرها المنزل وبقيت فى منزل والدى لمدة 6 أشهر، ولم يحاول السؤال علينا ولم يرد على تليفوناتى، وبدأت أعمل بالدروس لأنفق على نفسى وابنتى، وأكرمنى الله فى العمل بالدروس وحاولنا عمل جلسة صلح وفشلت، ورجعت للبيت محاولة منى للحفاظ عليه، ولم أسلم من أمه، ولكن كنت أتجاوز عن كل هذا حفاظاً على بيتنا ولأجل ابنتى أن تعيش فى وسط أم وأب ولا تذوق مرارة انفصال والديها، وبعد عدة أشهر رزق الله زوجى بعمل فى إحدى الدول العربية وفتحها الله على بمشروع خاص تعليمى للأطفال، وكان زوجى ينزل إجازة كل 6 أشهر ونستقبله أنا وابنتى أفضل استقبال بالرغم من عدم اهتمامه بنا. وبعد فترة طلب منى أن أكرر تجربة الإنجاب، رفضت فى البداية لشعورى بعدم الاستقرار، وأصر على الطلب مع محاولات طمأنتى بكل الطرق وبالفعل استجبت لطلبه، وقدر الله وحملت فى توأم «يوسف وياسين»، وسافر زوجى وتركنى وأنا حامل ومعى ابنتى، إضافة إلى عملى، مع اضطهاد أمه المستمر. وطلبت منه فى مكالمة أن يشترى لنا شقة فى مكان آخر بعيداً عن منزل والدته، محاولة إنقاذ أسرتنا وأبنائى من حياة بائسة ببيت عائلة، فرفض رفضاً تاماً، وعرضت عليه حلاً آخر بأن أنتقل لشقتى فى منزل أبى فرفض، طلبت منه أن يوفر لى عملاً معه فى الخارج ونعيش معاً مع أبنائنا بدلاً من الغربة ورفض أيضاً وتشاجرنا وحدث الخلاف المستمر بيننا ولم نصل لحل، ثم أرسل لى رسالة بأنه لن يترك بيت والده أبداً مهما حدث، وإذا أردتِ الطلاق أو ترك البيت فليس لديه مانع. وفى يوم هو الأسوأ فى مشوار حياتى والذى لم أتعرض له من قبل، نزلت أنا وابنتى لشراء بعض متطلبات المنزل وقابلت والدته بالطريق، وسلمت عليها وإذ بى أفاجأ بعد عودتى بتغيير كالون البوابة والشقة، وإخبارى بأنى لن أستطيع الدخول إلى الشقة مرة ثانية. وخرجت وأنا حامل بالشهر الرابع بالتوأم ورفضوا أى صلح ودى، وباءت أى تدخلات من الأقارب من طرفى ومن طرفه بالفشل، ولجأت للشرطة. وعاد زوجى قبل ولادتى بشهر وفى أثناء هذا الشهر سارعت أمه وخطبت له عروساً جديدة وتزوج فى شقتى وانقطع عن السؤال عنى والإنفاق على أطفالى الثلاثة. وهنا تطرح الزوجة عدة أسئلة، ومنها كيف تعيش الزوجة بعد عدم وجود المسكن ولا الأمان لحمايتها هى وأطفالها، فلولا وجود شقة فى منزل والدها لما وجدت سكناً يحميها من التشرد. وما نراه فى قصتنا اليوم من مأساة لأم لديها 3 أطفال يحتاجون لرعاية ومصاريف، فهناك مئات الألوف من المطلقات واللاتى يعيشن نفس المأساة وأصعب منها، فهل لدينا حل!! وهل جزاء الإخلاص الرد عليها من أسرة الزوج ومعهم هذا الزوج المضلل قائلين «لفى فى المحاكم وشوفى هتوصلى لإيه» حق هؤلاء الفئة فى رقبة المجتمع فعليكم بالتشريع السريع. وختام هذه المأساة رسالة فى كلمات تمس القلوب وتدميها ألماً من الطفلة «دارين» إلى والدها مرددة وحشتنى يا بابا نفسى أشوفك وتعيش معانا زى زمان، أما وجها طفليه «يوسف وياسين» المبتسمين أثارا سؤالاً: أليس من حقهما عليك أن تراهما. وما زالت المهندسة شيماء تعيش المأساة مع أطفالها الثلاثة، وما زالت تنتظر حكم المحكمة فى الدعوى التى أقامتها فى مواجهة جبروت الزوج بل أم الزوج!!