«أيوه قتلت حماتي، ولو رجعت للحياة مرة تانى لمزقت جسدها.. كل ما أتمناه الآن أن أخرج من السجن ولو لثانية واحدة حتى أقتل زوجتى أيضا، وأتخلص منها نهائيا».. بهذه الكلمات راح «جمال الدين حسين» 61 سنة، يزعق وهو يتحدث ل«البوابة»، عندما التقيناه فى قسم شرطة روض الفرج. وأضاف المتهم: «حماتى كانت عاوزة تخرب بيتى، وحرضت مراتى أنها ترفع علىَّ دعوى طلاق، وعاوزين يضموا الأطفال لحضانتهم» مضيفا «كأى زوجين حدث بيننا خلافات، ولكن فى المرة الأخيرة أصرت زوجتى أن تترك البيت وتذهب لمحافظة بنى سويف لتعيش مع أهلها.. وبعد مرور أسبوع واحد فوجئت أنها رفعت ضدى دعوى طلاق، ثم عادت إلى البيت ومعها والدتها يتهجمان علىَّ لطردى من الشقة بالعافية، وقالت لى زوجتى كل اللى فى الشقة دى بتاعى.. أنا اللى اشتريته من فلوسى وحاولت والدتها أن تأخذ الأطفال بالقوة، فنهرتها ولكنها أصرت على موقفها فأسرعت إلى المطبخ وأحضرت سكينا ثم طعنتها عدة طعنات بالظهر وهى تحاول الهرب حتى سقطت غارقة فى دمائها.. ثم طعنت زوجتى حتى أتخلص منها هى الأخرى ولكن لم يحالفنى الحظ». وأضاف، «ياريتها ماتت هى كمان.. أنا كده كده هتسجن، وهقضى باقى حياتى خلف القضبان»، ثم يصمت المتهم ليلتقط أنفاسه ويقول: «زوجتى كانت تتعمد إهانتى وإهدار كرامتى أمام أهلها ودائما ما تقول أنا اللى شارية كل الحاجات اللى فى البيت وأنا اللى بشتغل وبصرف، ولا تراعى شعوري، وعند أى مشكلة كانت تقول لى «لو كنت راجل طلقنى وادفعلى ثمن كل الحاجات اللى أنا اشتريتها، وطبعا كنت أحاول حل الخلاف لأنى لا أملك فلوس أدفعها لها»، وعن شعوره الآن وهو يواجه حبل المشنقة عقابا على جريمته قال: «أشعر بالراحة لأننى تخلصت من الحياة معها وتخلصت من والدتها، لأنها كانت دائما تدبر لها وتساعدها على خراب بيتها، لكنى ندمان أنى لم أقتل زوجتى وربنا كتبلها عمرا جديدا.. منها لله حرمتنى من عيالى اللى كنت بعمل كل ده عشان ما أتحرمش منهم». التقت «البوابة» أيضا، نسرين هاشم 35 سنة، المجنى عليها «زوجة المتهم» والتى قالت: «حسبى الله ونعم الوكيل فيه.. قتل أمى التى كانت دائما تساعده، وهو لا يحفظ الجميل».. واستطردت قائلة «المتهم كان متزوجا من خالتي، وبعد أن توفيت منذ 5 سنوات تقدم لخطبتي، وكان ذلك بعد وفاة والدى بشهور قليلة، فوافقت على الزواج منه وأنا أتمنى أن يعوض مكان والدى الذى فقدته، ولكن ما هى إلا أيام قليلة حتى كان المتهم يكشر عن أنيابه ويظهر وجهه الحقيقي، فهو كان يرفض أن يعمل وينفق علىّ وعلى بيته، خاصة أنه يعلم أنى موظفة بوزارة الرى وأستطيع أن أنفق عليه». وأضافت: «كنت أعمل ليلا ونهارا حتى أتمكن من الإنفاق على المنزل وكأننى مسئولة عن ذلك.. حتى السجائر كان يطلبها مني، ولكنه كان دائما ينهرنى ويتعدى علىّ بالضرب، ولكنى كنت أتحمل كل ذلك من أجل أولادى الذين لم يتعد عمر أكبرهما 4 سنوات. وأكدت أن المتهم حاول قتلها وهو يعلم أنها حامل فى أسابيعها الأولى»، واستطردت: «ربنا ينتقم منه حرمنى من أمى فأنا طلبت منها أن تحضر لتنقذنى منه، ولو كنت أعلم أن كل هذا هيحصل ما كنت قولتلها تيجى»، وأنهت حديثها قائلة «أتمنى من الله أن يحكم عليه بالإعدام ويموت كما قتل والدتى وحاول قتلى». كانت تفاصيل الجريمة البشعة قد شهدت أحداثها منطقة روض الفرج عندما تلقى المقدم أحمد التحيوى رئيس المباحث قسم روض الفرج بلاغا من مستشفى الساحل بوصول ناعسة سليمان 75 سنة جثة هامدة إثر إصابتها بجروح نافذة بأماكن متفرقة من الجسد، ونجلتها نسرين هاشم مصابة بجرح قطعى بالرأس والصدر، وبإعداد الأكمنة اللازمة تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوج الأخيرة بسبب خلافات زوجية بينهما، تحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة.