إن أهالى المعتقلين السياسيين ليسوا أوفر حظا من أبنائهم المعتقلين فالمعاناة التى يعانون منها للاتصال بأبنائهم ومعرفة أخبارهم تكلفهم مشقة ومعاناة وألم وتجاهل وغطرسة من قبل رجال الداخلية الذين يعاملون الأهالى بأسلوب يفتقد الرحمة فلايرحمون ضعف أب مسن أو أم متلهفة لرؤية فلذة كبدها بل لم يرحموا الأطفال ويسمحوا لهم بزيارة آبائهم المعتقلين إلا بشق الأنفس. آيات عادل عوض ذات الرابعة والعشرين تحكى لنا مأساة عانت منها أسرة بأكملها بعد اعتقال الأب لمدة لا تقل عن 20 عاما بسجن طرة بلا حكم قضائى وتحت وطأة قانون الطوارئ. لم يستطع النقاب الذى ترتديه أن يخفى دموعها, وهى تحكى كيف ألقى القبض على أبيها وهى فى الرابعة من عمرها وهى الآن ابنة 24 من عمرها ومتزوجة ولها ابنة و أخ أصغر وأخت أكبر بعام، وكيف تحملت آلام وصبرت لتربى أبناءها، فكانت الأب والأم، وكيف كان يتعامل معهم الجيران ونظراتهم الجارحة. وتشرح كيف كانت مرفوضة من زميلاتها وإهانتها بكلمة يا ابنة الإرهابى ثم تصمت قليلا وتسترسل الحديث "إن أبى رجل مسلم تقى أراد أن يقول لا لنظام فاسد يستعبد المصريين فهل هذه تهمة؟. ويمسك طرف الحديث لاشين عبد الحافظ رجل مسن تعدى الستين، اعتقل ولداه منذ عام 93 من سكان منطقة عين شمس، ابنه الآن عمره 43 عاما اعتقل منذ أكثر من 19 عاما حيث كان عمره فى هذا الوقت لا يتعدى 24 من عمره بلا تهمة إبان محاولة اغتيال مبارك فى أثيوبيا فى منتصف التسعينات ومع ذلك لم يستطع الأب أن يرى ابنه لمدة 8أعوام وهو الآن معتقل بسجن شديد الحراسة بطرة. ويستطرد الأب قائلا: إن أمن الدولة قدم ابنه ومجموعة من شباب التيار الإسلامى ككبش فداء وتم إحباك المسرحية واعتقل الشاب وحكم عليه. اما ابنه الأصغر فخرج من نفس القضية براءة بعد 13 عامايقول الأب لقد أضاعوا مستقبل أولادى بلا ذنب وبلا دليل. وعلى صعيد متصل تواصل ابنة القيادى الإخوانى الدكتور أسامة سليمان حديثها عن قصة اعتقال أبيها منذ أكثر من عام على خلفية التنظيم العالمى للإخوان المسلمين وتحكى عن مدى الظلم الذى وقع على أبيها. أما محمد عبد الهادى فزاع يروى معاناته أثناء مساندته لشقيقه المعتقل منذ 2003 بلاتهمة و يدعى بهاء الدين عبد الهادى فزاع مدرس اللغة العربية بالمنيا وخطيب أحد مساجدها يحكى أن قانون الطوارئ وزبانية التعذيب هم من يقفون خلف اعتقال أخيه حتى الآن .فيروى أن اخاه كان يريد أن يحفظ أهل قريته القرآن الكريم فقط ليفتح لنفسه باب رزق بعدما مُنع من ممارسة عمله كمدرس للغة العربية. وأن تهمته هو رفضه الذهاب لمقر مباحث أمن الدولة ورفضه لاستدعائها له فهو يعلم أن الهدف من الاستدعاء هو محاولة تجنيده، وأمام رفضه لم يجد ضابط أمن الدولة سوى اعتقاله لإشفاء غليله.