يفتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور خالد العناني وزير الآثار، ومحافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان، غدًا الجمعة الموافق 3 أغسطس 2018، جامع العباسي ببورسعيد بعد ترميمه. لا يعتبر المسجد العباسي مسجدًا وحسب، بل يعد علامة مميزة لتاريخ المحافظة الباسلة ونقطة فارقة في نضال أهلها وكفاحهم بداية من العدوان الثلاثي والخطابات الملهبة التي كانت تصدر منه لتحفيز أهالي المحافظة على المقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثي، واحتماء المقاومين به. يقع المسجد بشارع محمد علي بحي العرب، ويعود إنشاء المسجد العباسي إلى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1904 م، وأطلق عليه المسجد العباسي نسبة له. يأتي تصميم المسجد العباسي بطريقة المعمار الإسلامي الفريد؛ إذ أنشأه الخديوي عباس ضمن 102 مسجد على هذا الطراز في مختلف المحافظات. خصص الخديوي له مساحة 4000 متر مربع، وتم إرسال المهندسين من قبل الأوقاف الذين صمموا بناءه على عشر المساحة المخصصة. ويحتفظ المسجد حتى الآن من الداخل بغالبية عناصره الزخرفية التي بنى عليها، مثل النقش الكتابي في كل ركن من أركانه بزخرفة نباتية بسيطة من طراز الأرابيسك داخل تكوين هندسي، ومنها الزخارف الموجودة على أعتاب النوافذ الخاصة بالمسجد ستة عشر بيتا من قصيدة نهج البردى للإمام البوصيرى. كما أن المسجد العباسي كان المسجد الرسمي الذي يقيم فيه جمال عبد الناصر الصلاة عند زيارته لبورسعيد بأعياد النصر. يبلغ المسجد العباسى من العمر 112 عامًا، ويمثل حقبة تاريخية معمارية مميزة، وخضع المسجد للعديد من التجديدات منذ نشأته بواسطة وزارة الأوقاف التي يتبعها، وتم تسجيل المسجد في عداد الآثار الإسلامية عام 2006، وتبعها أعمال ترميم دقيقة، تضمنت إزالة طبقات الدهان الحديثة كافة والتي كشفت عن الزخارف الأصلية للمسجد وترميمها وإحيائها من جديد.