تحقيق: محمد طاهر - اشراف .. نادية صبحى ما زال مصيف جمصة التابع لمحافظة الدقهلية والملقب ب«مصيف الغلابة» يعانى الكثير من المشكلات المزمنة أخطرها ما يتعلق بالمنقذين فى المصيف، الذى يطل على البحر المتوسط وامتداده على مساحة 7 كيلومترات مربعة تقريبا والكارثة أنه يتم اختيار هؤلاء المنقذين من خلال مقاول يقع عليه الاختيار من خلال مناقصة لتوريد عمال «سابقة أعمال» وعمالة غير منتظمة، حيث يتقدم لها شباب من أبناء الصيادين ومن سبق لهم الخبرة، أو يحملون شهادة من اتحاد الغوص. ويتقدم لمثل هذه المناقصات مقاولون ويفوز بها صاحب العطاء الأقل، الأمر الذى يترتب عليه تقليل أعداد المنقذين الذين بلغ عددهم هذا العام 100 منقذ موزعين على حوالى 90 برجاً، بواقع منقذ لكل برج لتغطية أى طوارئ ويبقى العشرة الآخرون احتياطى مما يصيبهم بالإرهاق ثم يحصلون فى آخر كل شهر على رواتب هزيلة. وبالمقارنة بالشواطئ الأخرى يأتى مصيف جمصة الأكثر تعرضا للظلم، ففى مصيف رأس البر على سبيل المثال، يعمل المنقذون بنظام الوردية، بواقع وردية كل 6 ساعات للمنقذ، والراتب 4 آلاف و300 جنيه شهرياً، بعد خصم 200 جنيه تأميناً على المنقذ، فى حين أن راتب المنقذ فى جمصة حاليا 2700 جنية شهريا، لمدة عمل متضاعفة، وبدون أى تأمين، فى الوقت الذى يعمل على تأمين أرواح المصطافين. يقول تامر إسماعيل حسن إبراهيم، أحد المنقذين من أبناء جمصة البلد: بدأت العمل من عام 1998 ولدى خبرة كافية فى هذا المجال، حيث نعمل بحب لهذا المكان، ولكننا نعانى من عدم الإمكانات، فالأدوات التى نمتلكها صفارة، وتى شيرت أصفر متواضع، وطوق للسحب فقط، مشيرا إلى أنه سبق النقاش مع المحافظ السابق وطالبنا بتوفير طوق نجاة «موزة» خفيف يساعد المنقذ على إنقاذ أكثر من فرد فى آن واحد عكس الطوق الحالى وهو ساحب فقط لشخص واحد، كما أننا نحتاج إلى «قميص نجاة»، علاوة على وسيلة اتصال تساعد فى سرعة عملية الإنقاذ. ويضيف علاء على عطية الشحات، أحد المنقذين من أبناء جمصة البلد: هذا الموسم بدأنا العمل رسميا فى 17 يونيو الماضى انتظارا لما تسفر عنه المناقصة والترسية على المقاول، حيث كان من المفروض أن نبدأ من أول مايو، والذى يتم خلال هذه الفترة إعداد المنقذ بدنيا ولمدة 15 يوماً، وخمسة أيام دورة إسعاف، إلا أن الأمر هذا العام جاء متأخراً بعض الشىء نظرا لعدم تقدم مقاولين وتمت الترسية بالأمر المباشر، ونظرا للخبرة لمعظمنا وحبنا لهذا المصيف تطوعنا للعمل خلال تلك الفترة، وما نطالب به تثبيت على الأقل 30 منقذاً من الشباب ليكونوا نواة للعمل الفورى حال بدء موسم الصيف. وقال غريب صقر، مشرف المنقذين بشاطئ جمصة: رغم ما نعانيه من ضعف الإمكانات إلا أننا نقوم بأداء عملنا بمستوى متميز، فلدينا شباب إنقاذ من فصيلة الصاعقة الأشداء، استطاعوا خلال تلك الفترة من منع كوارث غرق بلغ فقط يوم الجمعة الماضى إنقاذ 563 غريقاً وكان هذا بسبب النوة الشديدة التى ضربت الشاطئ المزدحم فى يوم جمعة معروف بالإقبال الشديد بسبب رحلات اليوم الواحد، حتى اليوم لم تسجل حالة غريق واحدة وهذا يؤكد صدق كلامى. وفى ذات الاتجاه أكد عادل السيد، أحد المصطافين مقيم حى السيدة زينب بالقاهرة، أن منقذى جمصة يحتاجون لدعم، فالإمكانات ضعيفة، بالمقارنة لشوطئ مثل «الغردقة، والإسكندرية، ورأس البر» فهناك عدد من القوارب السريعة المجهزة والدرجات المائية تجوب الشواطئ، أما هنا فالإمكانات بدائية، قارب صيد صغير بموتور، كما أن أعداد المنقذين قلة، ونحن نشفق عليهم من جهدهم المبذول طوال اليوم دون راحة أو جبة غذائية تعينهم على العمل. أما الحاجة «أم محمد» فتقول: «المنقذين شباب غلابة بيصعبوا علينا من كثرة عملهم، وفعلا مافيش عندهم إمكانات مثل شواطئ أولاد الذوات الأغنياء، كما أن مساحة الشاطئ كبيرة والمسافة من الكورنيش وحتى شاطئ البحر كبير جدا ومليء بالرمال والناس كبار السن والمرضى (عكاز أو كرسى متحرك) يجدوا صعوبة للوصول للشاطئ ولابد من وجود ممشى يسهل لهم الأمر». أما لطفى إبراهيم، مصطاف من المنوفية فيقول: المصيف يحتاج للتطوير والإمكانات ضعيفة، كما أننا لاحظنا فى حالة إنقاذ مصطاف من الغرق لا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول إلى الشاطئ بسرعة لإنقاذ حياته، ليحمله رجال الإنقاذ فيعاونه المصطافون، ويسيرون لمسافة تتعدى 300 متر وهو عمق الشاطئ الرملى وصولاً لكورنيش البحر، وهذا الأمر يشكل إرهاقاً للمنقذ، كما أن عامل الوقت لإسعاف الحالة تمثل لحظات فارقة فى حياته ولابد من عمل ممشى ممهد لإنقاذ المعرضين للغرق والشيوخ والعجزة.