«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شواطئ الموت
1000 مصرى يومياً يتعرضون للغرق يوميا
نشر في الوفد يوم 25 - 07 - 2018


تحقيق - شيرين طاهر:- اشراف .. نادية صبحى
«البحر مالوش كبير» تلك العبارة الشهيرة التى تداولتها الأجيال، وتظل حاضرة على لسان كل أم تنصح بها ابنها قبل نزوله للبحر، أو قبل ذهابه فى رحلة للشاطئ بصحبة أصدقائه، كى تحذره من الخوض فى أعماق البحر، ولا تتخيل أى منهن أن تكون رحلة الترفيه لابنها بلا عودة، لتأخذ منها أغلى ما تملك، لتنقلب فرحة التنزه إلى مأتم عزاء، وفى المعظم تنتهى تلك الرحلات بكارثة فقدان أحد أفراد الأسرة غرقًا بعد أن سحبته الأمواج داخل البحر.
وتعددت حالات الغرق بين المصطافين بمياه شواطئ البحر بالإسكندرية الصيف الحالى، لتسجل أرقاماً غير مسبوقة، منذ سنوات، وخاصة بشاطئ النخيل أو كما يطلق عليه السكندريون «شاطئ الموت»، الذى ابتلع فى يوم واحد 6 من المصطافين، ليتحول حلم هؤلاء فى قضاء يوم ممتع إلى كابوس ينهى حياتهم، كما شهدت المحافظة الأسبوع الماضى حادثاً مروعاً، ثلاثة مصطافين أتوا للإسكندرية، للاستمتاع بشواطئها فى رحلات ترفيهية، ليعودا منها محملين على الأكتاف، منهم من كان أهله حاضرين عند حدوث الفاجعة، ومنهم من نقل الخبر إلى أهله بمكالمة هاتفية من أصدقائه.
ورغم ذلك لم تمنع حوادث الغرق المتكررة والمصطافين من قصد الشاطئ، بل والاستحمام فى مياهه، وأغلبهم من محافظات متنوعة «القاهرة، الجيزة، القليوبية، المنيا، البحيرة، وكفر الشيخ»، يأتون ضمن رحلات اليوم الواحد، حاملين طعامهم وشرابهم، يفترشون الشاطئ بأوانى الطعام، فيما يهرول أغلبهم للبحر دون أن يأبهوا لمكبرات الصوت التى تطلق التحذيرات من آن إلى آخر، لمنعهم من النزول للمياه بسبب ارتفاع الأمواج، حينما ييأس رجال الإنقاذ المنتشرون على الأبراج ورمال الشاطئ، من عدم استجابة المصطافين لتحذيراتهم من نزول المياه، يضعون الحواجز ويطلقون صافرات الإنذار والتحذير بصفة مستمرة من خلال مكبرات الصوت، ورفع الراية الحمراء، إلا أن الزوار لا يستجيبون كالعادة لأىٍّ من تلك التحذيرات، وينقسم المشهد ما بين أطفال تستمتع بالبحر مع ذويهم وشباب يتخطون الحواجز المسموح بها للاستحمام، وآخرين يقفون بحسرة ودموع وترقب على الشاطئ فى انتظار خروج جثامين الغارقين التى طالت عمليات البحث عنها.
أغلقوا شاطى النخيل
ياسر الكومى، أحد أصدقاء الغريق عبدالرحمن درغام الذى فقد حياته فى شاطئ النخيل دشن صفحة على «الفيس بوك» بعنوان «أغلقوا شاطئ النخيل»؛ لدعوة المواطنين إلى عدم الذهاب للشاطئ، وللمطالبة بفتح تحقيق عاجل فى أمره، مؤكداً وجود دوامات ساحبة تتسبب فى حالات الغرق، وكان لتلك الصفحة أثر فى تحرك الجهات المسئولة، حيث قام «الكومى»، مؤسس الصفحة، بنشر صور التقطها فريق بحث ضم عددا من أصدقائه ومجموعة من السباحين؛ لمحاولة العثور على جثة صديقة الغارق، وهو الأمر الذى استمر قرابة أسبوع، عثروا خلاله على جثث أخرى، كان بعضها قد تجاوز ال35 يوما داخل المياه.
وكشف «الكومى» أن من أسباب غرق الشباب هو وجود بلوكات وكتل صخرية، مفترض أنها مصدات للأمواج، ولكن هذه الكتل موضوعة بطريقة عشوائية، تجعل من يُحشر فيها يستحيل أن ينقذ نفسه، فلا يخرج منها إلّا جثة هامدة، كما لفت الكومى، الانتباه إلى أن فرق إنقاذ الشاطئ تعانى من قصور شديد فى أدائها وأدواتها، وهو ما يجعل عملية الإنقاذ غير فعالة.
وطالبت بسنت أحمد، أيضاً بإغلاق شاطئ النخيل، مضيفة أنها شاهدت عدة حالات غرق دون أن يكون هناك فرق إنقاذ، قائلة: ده فعلاً شاطئ الموت ولازم يتقفل. مهما وصفت قد إيه الموضوع مروع مش هتحسه إلا لما تكون فيه.
وأكد أحمد علاء الدين، أنه فقد ابن شقيقة والده ويُدعى محمد، عندما كانوا يسبحون فى الشاطئ، مضيفاً «لازم يتقفل لأن الموضوع كبير، أعداد كتير بتغرق ومحدش فارق معاه، موضوع من ضمن مواضيع الإهمال اللى فى البلد.. ربنا يرحمك يا محمد».
وأوضح سعيد عبدالله، طالب «صاحبى غرق الساعة 12 الظهر، وطلع يومها الساعة واحدة بالليل، وبرضه مفيش حد أنقذه.. لازم يتقفل لحماية الأرواح، والناس بتنزل البحر عادى ومش خايفة من الغرق لأنهم يحضرون هنا من جميع المحافظات يفترشون الملايات ويقومون بالجلوس على الرمال لقضاء إجازة يومين المصيف للتنزه والفسحة لتوفير نفقات تأجير شقة مصيف ب800 جنيه فى اليوم الواحد، هم يحضرون للشاطئ ويجلسون على البحر لأن شاطئ النخيل هو الوحيد الذى يسمح بالوجود والإقامة فيه على الرمال حتى صباح اليوم التالى وكل العائلات ورحلات اليوم الواحد ترحل مع نهاية
اليوم أو تظل على الشاطئ لمدة يومين للاستحمام والتنزه».
شاطى سيدى بشر
وتقول الحاجة عفاف، من محافظة البحيرة إنها جاءت إلى شاطئ الغلابة المجانى «سيدى بشر» لتوفير نفقات الشواطئ الأخرى التى تمنع دخول الأطعمة، فضلاً عن إجبارهم على تأجير شماسى ومقاعد: «البحر موجه عالى، كل شوية نسمع (غريق غريق)، بس عيالنا قدام عينينا بيلعبوا، حنعمل إيه، على قد الإيد، يعنى مانتفسحش فى إسكندرية ونقعد على البحر ونشم هوا، ونغير جو، علشان غلابة؟».
ابتسم الحج محمود قائلا: «المسئولون هم السبب عما يحدث فى أبنائنا وفقدهم حياتهم كل يوم لأن الشواطئ النظيفة غالية الثمن ولم نجد أمامنا غير الشواطئ المجانية لكى نتجمع فيها رغم أنها غير نظيفة وأحوالها سيئة إلا أننا نحضر للشواطئ مجبرين نظرا للإمكانيات المادية ونضع أرواحنا على أيدينا نظراً لتغير أحوال موج البحر التى أحيانا كثيرة ترتفع والتيار يجرف الشباب ويتسبب فى الغرق».
شاطئ أبوقير.. مياه الصرف الصحى تشق طريقها على الرمال
أثار مشهد نزوح مياه الصرف الصحى على رمال شاطئ أبوقير العام المجانى جنبا إلى جنب مع المصطافين الرأى العام منذ 3 سنوات، وقامت الدنيا ولم تقعد حتى تم تعديل بعض الأخطاء فى مشروع الصرف الصحى بالمنطقة، وأكد المسئولون أن المشكلة تم حلها، إلا أن الأمر ليس كذلك - كما يقول عمرو منصور، موظف، مؤكدا أنه ما زالت هناك مشاهد سيئة لاستمرار تسرب مياه الصرف إلى رمال الشاطئ لتشق طريقها متجهة مباشرة إلى مياه البحر، وأصبح الشاطئ يعانى من تصريف مياه الصرف الصحى بالمنازل المقابلة للشاطئ على الرمال، فتنبعث منها رائحة كريهة منفرة برمال الشاطئ وتضر الثروة السمكية بمياه البحر، وقد تكررت تلك أزمة أكثر من مرة، وسط استجابات ظاهرية لتعود المشكلة وتظهر من جديد فى كل عام، ولهذا يعزف المواطنون عن الشاطئ ويهربون إلى شاطئ النخيل بغرب المحافظة.
أسباب تكرار حوادث الغرق
وكشف سامح بشاى، مهندس، أن تكرار حوادث الغرق يرجع إلى قرب شاطئ النخيل من بوغاز الإسكندرية وميناء الدخيلة، ما يخلق العديد من الدوامات، إضافة إلى الأمواج المرتفعة والتى تتسبب فى «سحب» السباح ومن ثم غرقه.
وأشار إلى أن كثرة حالات الغرق سببها أيضاً أن معظم رواد الشاطئ من غير السكندريين، الأقل خبرة من أهل المدينة فى إجادة السباحة، مضيفا أن الأمر يتكرر كل عام، والحديث عنه يُثار فى الصيف دائما، وتخرج تصريحات حول إغلاقه إلا أنه يستمر فى استقبال المصطافين لإزهاق أرواحهم.
وقال أحمد النوبى، سائق جيت سكى: إن الأهالى يستمتعون بالغرق، بيرفضوا الخروج من البحر ولا يستجيبون للتحذيرات على الشاطئ النخيل، مؤكداً أن المنقذين متعاقدون مع جمعية 6 أكتوبر التى تدير الشاطئ منذ 4 سنوات، وكل 100 متر يوجد عامل إنقاذ، وحالات الغرق تحدث بسبب سلوكيات المواطنين. وتابع: «بيفرحوا بالبحر ولا يلتزموا بالتعليمات». وأوضح أن العمال ينقذون يومياً 200 حالة من الغرق، أما الحالات التى تغرق فعلياً فتكون موجودة بالشاطئ قبل وجود الغطاسين وعمال الإنقاذ، لذلك لا يستطيع أحد إنقاذها، وأضاف أن «رحلات اليوم الواحد تكون موجودة بالشاطئ منذ الفجر، ويصعب السيطرة على الأمر بسبب توافد العشرات، وازدحام الشاطئ»، مؤكداً أن يوم الجمعة من أيام المحظورات فى الشاطئ، ورغم ذلك يصل عدد المصطافين إلى مليون شخص، وأضاف «النوبى» أن المشكلة ليست فى العدد، لكنها فى عدم الالتزام بالتعليمات والإرشادات المكتوبة على لافتات منتشرة بطول الشاطئ، مشيراً إلى أن المواعيد الرسمية للشاطئ تبدأ من الساعة 8 صباحاً وحتى 7 مساءً، وبعض حالات الغرق تحدث فى السادسة صباحاً، أوضح أن الشاطئ هو الوحيد فى الإسكندرية الذى يوجد به «جيت سكى» للإنقاذ السريع، ورغم تعرض قائده للخطر فى بعض الأحيان إلا أن جميع رجال الإنقاذ لا يتقاعسون عن أداء
عملهم وواجبهم نحو المواطنين، مشيراً إلى أنه فى حالة ارتفاع الأمواج يتم وضع علامات إرشادية مدون عليها «ممنوع الاستحمام اليوم»، ورغم ذلك ينزل المئات للمياه، دون التزام بالتعليمات.
يؤكد سيد إبراهيم، كابتن إنقاذ سابق بأحد شواطئ الإسكندرية، على كل الحوادث السابقة، مؤكدًا أن أسباب الغرق كانت الضخور المدببة التى يهملها عدد كبير من المصيفين والسباحين، حتى أن بعضهم يبحث عنها ليذهب ويقف بجوارها، موضحًا أن هناك بعض الأمور وجب على المصيفين التأكد منها أولًا قبل الدخول إلى أى شاطئ، على رأسها التأكد من وجود سيارات إسعاف وطاقم إنقاذ كامل والمكون من 4 سباحين مدربين فى كشك الإنقاذ، وهذا العدد هو ما حددته وزارة السياحة نفسها، ومن المفترض أن تتبع كل الشواطئ هذه التعليمات تفاديًا لأى مساءلة قانونية، وينصح سيد المصيفين بعدم السير داخل المياه على الصخور، خاصة أن كانت مدببة مما يسهل الانزلاق من عليها، ويضيف «سيد» أنه وجب الحذر الشديد من حالة المياه، فكل يوم يختلف عن اليوم الذى يليه من حيث سرعة الأمواج واندفاعها ولا يجب الاستهانة بمثل هذه الأمور التى قد يترتب عليها حياة المُصيف نفسه.
النواب والأحزاب تطالب بغلق شاطئ النخيل
قال أحمد سلامة المتحدث الإعلامى بحزب التجمع بالإسكندرية إن شاطئ النخيل يعتبر مقبرة للمصطافين منذ عام 1995 وهو لم يسجل حالات غرق تصل إلى 20 حالة فى موسم شم النسيم والأعياد ورغم ذلك لم يلتفت إليه المسئولون.
تقدم المهندس فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، بطلب إحاطة مطالبا بوضع حد لاستمرار عمليات إزهاق أرواح المصطافين بشاطئ النخيل بالإسكندرية، واتهم المهندس «عامر» المسئولين بأنهم السبب فى استمرار غرق المصطافين، خاصة من الشباب سنويًا بشاطئ النخيل.
من جانبه قال اللواء أحمد حجازى، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية: الاستعداد لاستقبال موسم الاصطياف هذا العام من خلال 51 شاطئا، منهم 7 شواطئ مجانية للمواطنين، وهى «جليم، وشهر العسل، والهانوفيل، والمكس، المندرة، السرايا، ميامى» كشف «حجازى» أن السبب فى وجود كل هذه الحالات من الغرق خلال الأعوام الماضية هو انتشار ما وصفه رحلات اليوم الواحد - وهى رحلات تنظمها شركات لقضاء يوم واحد على البحر من المحافظات المجاورة - مضيفاً: معظم هؤلاء لا يعرفون أماكن الخطورة بالبحر كما لا يعرفون العوم تماما.
وكشف «حجازي»، عن أن عدد الغرقى الذين يغرقون يوميا يقدر بألف مصطاف، وذلك من خلال رجل الإنقاذ والغطاسين المنتشرين بمختلف الشواطئ بينهم 100 بشاطئ النخيل وحده، بينما عدد من يغرقون فعلا فى مختلف الشواطئ فإن الحصيلة غير محددة فهناك أيام يموت فيها نحو 10 مصطافين، وتابع «حجازى»: المواطنون ينزلون للسباحة فى شاطئ النخيل رغم وجود الريات الحمراء -التى يتم وضعها فى حال كان البحر خطراً- والتحذيرات بطول الشاطئ، كما ينزل آخرون فى غير الأوقات الرسمية وهى الفترة ما بين إغلاقه وإعادة افتتاحه مجددا. وحذر «حجازي» من السباحة داخل مياه البحر بشاطئ النخيل الذى وصفه بأنه غير مؤهل للسباحة نظرا لوعورته ووجود دوامات خطيرة داخل مياهه. أكد أحمد حجازى أن مشكلة الصرف الصحى على الشواطئ قد اختفت تماما من شواطئ الإسكندرية، فيما عدا شاطئى الدخيلة وأبوقير، مشيرا إلى أن مشكلة تصريف مياه الصرف على شاطئ أبوقير مشكلة مؤقتة لحين الانتهاء من إنشاء محطة الصرف التى ستمنع تصريف المياه إلى شاطئ البحر، وسيتم سحب المياه فى اتجاه المحطة الجديدة.
وحول مشكلة مد خط الصرف على شاطئ الدخيلة، قال إنه قام بتشكيل لجنة للمعاينة على الطبيعة بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة، لمعاينة الأثر البيئى للتنفيذ المشروع خاصة أن شركة الصرف الصحى تؤكد أنه خط الصرف يحمل مياهاً معالجة ولا تسبب ضرراً بيئياً.
وكشف مصدر مسئول فى مديرية الشئون الصحية أن هذا العام هو الأكثر فى حالات الغرق بشواطئ الإسكندرية، مرجعا الأمر إلى عاملين الأول عدم دراية المصطافين بالسباحة فى أماكن خطر، والأمر الثانى هو أن عمال الإنقاذ والغطاسين ليسوا مدربين، استشهد المصدر بما حدث منذ أيام بشاطئ 26 يوليو عندما جرفت مياه البحر 3 غطاسين حاولوا إنقاذ شاب من الغرق إلى أعماق المياه وكادوا يغرقون بالفعل لولا تدخل قوات حرس السواحل والإنقاذ النهرى وانتشلتهم جميعا وتم نقلهم إلى أحد المستشفيات.
ومن جانبه قرر الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، غلق شاطئ النخيل نهائيًا بسبب ارتفاع حالات الغرق، نتيجة سرعة الأمواج والدوامات، أو إنشاء بوابات على الشاطئ وتكثيف التواجد الأمنى لمنع الناس من دخول الشاطئ، وأشار «سلطان» إلى أن غالبية غرقى الشاطئ هم من خارج المدينة ومن رواد سياحة اليوم الواحد، وأشار إلى أن شاطئ النخيل يتم إدارته من خلال إدارة جمعية النخيل، مضيفًا: «أغلقنا الشاطئ نهائيًا، رغم علمنا أن الغلق لن يمنع الناس من الدخول».
من جانب آخر قال الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، أن التغيرات المناخية أثرت تأثيرًا شديدًا على دول العالم من بينها مصر خاصةً على سواحل الإسكندرية ومحافظات الدلتا، موضحًا أن الجبال الثلجية فى القطب الشمالى بدأت تنهار إلى جانب أن ارتفاع المد والجزر فى البحار والمحيطات بدا ملحوظًا، وحذر «عبدالعال» من أن الدول المنخفضة مثل مصر ستغطيها المياه الزائدة، ولابد من الانتباه لذلك ووضع المصدات والعوائق أو ردم الشواطئ.
وناشد رئيس هيئة الأرصاد، مسئولى حماية الشواطئ ردم الشواطئ بميل ما بين 3 و5 أمتار لحماية الإسكندرية والدلتا من الغرق حال ارتفاع سطح المياه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.