لشط الإسكندرية وصفاء مياهه ووقع خطوات المصطافين على الرمال عشق لا ينتهى، فملايين المصريين تغنوا ببحره ومازالوا يبحثون عن الاستمتاع بتلك الحالة من العشق ويسعون الى تكرارها، الا ان البحر قد يتحول فى لحظة الى حالة من العشق القاتل، عندما تدوى صيحات فى براح الشاطئ «غريق ..» ليغادر السباحون المياه ويسود الذعر وينتفض االغطاسون ويتحول الجميع الى محاولة انقاذ الغرقى، تلك الحالة التى تكلل بالنجاح مئات المرات بلا ضجيج وتتحول الى مأساة عشرات المرات عند وفاة الغريق. الاهرام تفتح ملف العشق القاتل والغرق وخاصة فى شواطئ غرب الإسكندرية وتحديدا شاطئ النخيل الذى أصبح يحمل اسم «شاطئ الموت» الذى راح ضحيته العشرات خلال السنوات الثلاثة الماضية .. يقول اللواء احمد حجازي رئيس الادارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية ان شواطئ الإسكندرية آمنة وان كافة حوادث الغرق التى وقعت على الشواطئ لم تكن فى مواعيد العمل المخصصة للسباحة، مشيرا الى ان توفير الامان للمصطاف هو امر حيوى ويتم الاعداد له قبل شهور الصيف فهناك منقذ وعامل شاطئ موجود على الشاطئ من الساعة السادسة والنصف صباحا وحتى غروب الشمس بواقع منقذ مسؤل عن مساحة 50 متر للمتابعة ومراقبة السباحين فى كافة شواطئ الإسكندرية وان شاطئ ابى قير يضم ما يزيد عن 10 من المنقذين لان طبيعة الشاطئ “بحر مفتوح “ وتحتاج الى مراقبة بالاضافة الى ان الشواطئ من المندرة وحتى ميامى مزودة بحاجز امواج بالاضافة الى ان المحافظة تقوم بتنفيذ المرحلة الثانية من حاجز الامواج من منطقة ميامى وحتى منطقة المحروسة بتكلفة 220 مليون جنيه يتم الانتهاء منها فى نهاية العام لتكون شواطئ شرق الإسكندرية بالكامل لمسافة تزيد عن 15 كيلومتر مؤمنة بحاجز الامواج الذى يمنع التيارات العكسية والدوامات بالاضافة الى الحفاظ على الشواطئ من عمليات النحر والتغيرات البيئية البحرية. و اضاف اللواء احمد حجازى ان كافة المنقذين العاملين بالشواطئ يعملون على مدار العام وليس فى فصل الشتاء فقط بالاضافة الى العمالة الموسمية بالاضافة الى الى وجود غرفة عمليات يتم ابلاغها مع أول استغاثة للغريق من خلال دعم بمعدات و غطاسين واستخدام الجيت سكى من اقرب نقطة للغريق لانقاذه ، مشيراً الى ان سلوكيات المصطاف هي احد العوائق للقضاء على تلك الظاهرة وخاصة ان حوادث الغرق فى شرق الإسكندرية محدودوة والوقائع التى وقعت تؤكد ان السلوكيات تحتاج الى قدر كبير من التوعية فبعض المصطافين يقومون بأستئجار مراكب والنزول بها فى البحر المفتوح على الرغم من عدم قدرتهم على السباحة وقد نجح فريق الانقاذ فى انتشالهم بالاضافة الى رحلات اليوم الواحد التى تأتى من محافظات مصر والتى تبدأ فى التوافد على الشواطئ فى الرابعة فجرا و قبل مواعيد الشاطئ مشيرا الى ان جهود الانقاذ نجحت فى انقاذ ما يزيد عن 700 مواطن خلال اشهر الصيف وان كافة الحوادث التى وقعت فى غرب الإسكندرية حدثت نتيجة عدم الالتزام بالتعليمات بعدم النزول بالاضافة الى النزول ليلا الى البحر مشيرا الى ان كافة المنقذين يتم تدريبهم ولا يتسلمون العمل الا بعد الحصول على رخصة وشهادة من معهد الغوص والانقاذ، ،، مطالبا المواطنيين بالالتزام بالعلامات الاراشدية التى توضع على الشواطئ وعدم النزول عند رفع العلامة الحمراء او ليلا مشيرا الى ان تلك العلامات توضع بشكل يومى من خلال المنقذ الذى يبدأ يومه فى السادسة صباحا بالنزول فى المنطقة المحددة له ومعرفة التيارات المائية ويتم اخطار غرفة العمليات وتحديد اماكن النزول الا ان استجابة المواطنيين لتعليمات المنقذين سلبية وبها عدم انصياع للتعليمات مما جعلها ظاهرة تحتاج الى التوعية .. و من جانبه اوضح الدكتور احمد عبد الله استاذ الفيزياء البحرية بمعهد علوم البحار بالإسكندرية ان شواطئ الإسكندرية امنة جدا عدا مناطق الابراهيمية وكامب شيزار والشاطبى للطبيعة الصخرية للشواطئ والتى تسبب التيارات العكسية التى تسحب المصطاف الى داخل البحر اما شواطئ غرب الإسكندرية العجمى وامتداها الى منطقة شاطئ النخيل بها مناطق لا تصلح للسباحة ويتم وضع لافتات عليها وتكون محددة بخمسين متر ويعقبها منطقة امنة ومع ذلك فبعض المصطافين يتعامل مع البحر باستهزاء مما يؤدى الى حوادث الغرق التى فى المقام الاول قائمة على سلوكيات المصطاف وان اغلب الحالات تكون من مصطافين من خارج الإسكندرية مشيرا الى طبيعة التعامل مع مياه البحر والسباحة فيها تختلف تماما مع مياه النيل التى تتسم بالركود وغياب التيارات المائية على عكس البحر .