كتبت - تهاني شعبان: حذر السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة من خطورة الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، وأوضح أن تلك الأوضاع هي أحد أعراض جمود عملية السلام واستمرار احتلال الأرض الفلسطينية. وأكد ثبات الموقف المصري من محددات عملية السلام والذى يطالب بقيام دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وبما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة وآخرها القرار 2334. وقال فى بيان مصر أمام جلسة مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك المسألة الفلسطينية أن التعامل مع القطاع ليس موضوعا منفصلا عن السياق العام للقضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الاحتلال، فغزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة مثلها مثل الضفة الغربية بما في ذلك القدس. واستعرض إدريس في كلمته ما تقوم به مصر في سبيل تخفيف تلك الأزمة الإنسانية. وأوضح أن مصر قامت خلال الفترة الماضية بفتح معبر رفح المخصص لحركة الأفراد لتخفيف حدة الأزمة، وأكد على أن تلك الإجراءات الاستثنائية غير كافية ما لم تتحمل إسرائيل مسئولياتها وفقا للقانون الدولي، وما لم تستعد السلطة الوطنية الفلسطينية سيطرتها على القطاع. كما دعا أعضاء المجلس في مناقشاتهم إلى الاسترشاد بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وما حدده من مسئوليات واضحة لا لبس فيها، وأن يأخذوا بعين الاعتبار التجارب والاتفاقات السابقة التي حكمت النفاذ والحركة بقطاع غزة. وجدد إدريس الدعوة المصرية لاستعادة المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس المحددات الدولية المعروفة والواردة بقرارات المجلس، مؤكدا أن تلك المحددات لا تنقضي أو تزول مع مرور الزمن فهي تعكس حقوقا غير قابلة للتصرف. كما حرص أيضا على الإشارة إلى أن التمسك بتلك الحقوق ليس سببا في عدم التوصل لتسوية سياسية، بل على العكس، فإن إهمالها ومحاولة الالتفاف حولها أو على أهمية تطبيقها كان طوال السنوات الماضية سببا رئيسيا لفشل المجتمع الدولي حتى الآن في إحلال السلام. وفي ختام كلمته، أعرب السفير إدريس عن تطلع مصر لأية مبادرات جادة للتسوية السياسية الشاملة خلال الفترة المقبلة، وأن مصر على استعداد لدعمها سياسيا وعمليا طالما تأسست على مبدأ استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تظل القضية المحورية في منطقة الشرق الأوسط. وقال إن العمل على التعاطي مع أزمات تلك المنطقة يتعين أن يراعي هذا البعد وتلك الخصوصية ويبتعد عن خلط التحديات الأخرى بها.