كتب- أحمد عمر: انتشرت الشائعات على مر العصور، بتداول العامة الأخبار الزائفة دون التحقق من صحتها، وتعد تلك الشائعات من أخطر الحروب المعنوية، والأوبئة النفسية، بل من أشد الأسلحة تدميرًا، وأعظمها وقعًا وتأثيرًا، فكم أقلقت الإشاعة من أبرياء، وتسببت في العديد من الجرائم، فهي ظاهرة عالمية لها خطورة كبيرة على المجتمعات البشرية، ولم تسلم مصر من تلك الشائعات في الفترة الماضية. وأوضح خبراء أمنيون وعسكريون، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، سبب انتشار الشائعات في ذلك الوقت وطرق التصدي لها، وأنها تتلقى الدعم من الخارج وتنمو داخل مصر عن طريق بعض الأشخاص للقضاء على مصر من الداخل، وزعزعة استقرارها وأمنها. أكد اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، أن الشائعات تصدر الطاقة السلبية والشعور باليأس والإحباط، وعدم وجود أي أمل في الأيام المقبلة حتى يضطر المواطنون إلى الانفجار. وأوضح نور الدين، أن مصدر الشائعات من خارج مصر بهدف تدهور أوضاع المجتمع المصري، فبعد فشلهم في القضاء على مصر من الخارج بالإرهاب الغاشم، تحول فكرهم إلى القضاء على مصر من الداخل عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وتابع الخبير الأمني، علاج هذه الشائعات يكون من اتجاهين (داخلي- خارجي)، الرأي العام الخارجي المسؤول عنه الهيئة العامة للاستعلامات بإرسال النشرات لكل وسائل الأنباء، الرأي العام الداخلي بعرض الحقيقة من الجهة المسؤولة مباشرة، ولفت إلى وجود رصد للشائعات في كل الجهات الأمنية، وأن الدولة تسير في الطريق الصحيح وفق خطة واضحة، وعلى المواطنين التمسك بالأمل. وقال اللواء محمد صادق، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، إن الهدف من الشائعات إحباط المواطنين وخاصة الشباب، وتشكيكهم في كل شيء، وشحنهم ضد الدولة لهدم الدولة من الداخل. وأضاف صادق، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن مصدر هذه الشائعات من الخارج، وأن جماعة الإخوان أصبحت تمول العديد من وسائل الإعلام العالمية، من أجل خدمة فكرهم وخطتهم في تدهور الأوضاع في مصر. وشدد وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، على أهمية وجود خطة شاملة كافة أجهزة الدولة للقضاء على الشائعات، وأن يكون الرد على الشائعة بنفس الوسيلة التي نشرت منها، والرد في أسرع وقت حتى لا يتاح للشائعة فرصة الانتشار، نظرًا لوجود وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنشر الخبر وتتداوله في بضع دقائق، لافتًا إلى أنه يجب أن يكون الرد من قبل متخصصين، بالإضافة إلى زيادة الوعي عند المواطنين. من جانبه قال اللواء إيهاب يوسف، الخبير الأمني، إن الشائعات الموجودة بمصر في الوقت الحالي تعتمد على تشكيك المواطنين في قدرة الدولة، وتهدف إلى إحباط المواطنين للتخاذل في جهودهم ناحية الوطن. وأضاف يوسف، أن هذه الشائعات تستهدف مصر من الناحية السياسية، وأن مروجي الإشاعات يحاولون توصيل رسالة إلى الغرب أن مصر غير أمنة، وإبعاد المستثمرين عن القدوم إلى الدولة، من أجل إعاقة التنمية وتدهور الاقتصاد المصري. ولفت الخبير الأمني، إلى أن الدولة مستعدة للتصدي لهذه الشائعات، وبدأت ترصدها من خلال مجلس الوزراء، وتصدر رد رادع على الشائعات أول بأول. واختتم حديثه، قائلًا: على المواطنين تحري الدقة من المعلومات التي تصلهم، والتحقق أيضًا من مصدرها، وأن المواطن يعمل على الإنتاج، ويثق تمامًا في قدرات وجهود الدولة. وأوضح اللواء طه محمد السيد، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن الشائعات المنتشرة في مصر، إحدى وسائل الصراع غير المباشر، ومنها الحرب النفسية، وهي تمثل خطرًا على أي دولة، لأنها تؤدي إلى إحداث نوع من البلبلة. وقال طه، إنه نوع من الصراع الشديد الموجه على الدولة المصرية من الداخل والخارج، في محاولة لهدم الدولة المصرية. وناشد مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، كل الجهات في مصر، المتمثلة في الهيئات والوزارات وغيرها، أن تحارب هذه الشائعات، والرد عليها بطرق علمية. واختتم حديثه قائلًا "أرجو من كل واحد مصري بيحب بلده، يستمع للمصادر الرسمية للدولة".