منذ مطلع الشهر الحالي تتواصل فعاليات احتفالات سلطنة عمان بيوم النهضة، ولقد بدأ في مطلع عقد السبعينيات تبني السلطنة في مجال السياسة الخارجية، إستراتيجيات تعكس رؤية السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان التي تتسم بالحكمة وبُعد النظر والصراحة والمصداقية مما جعل من عُمان واحة أمن وأمان واستقرار، تحظى بتقدير واحترام، خصوصا أن السلطنة لم تتوان عن القيام بكل ما يمكنها من جهد ومساع حميدة للعمل على إنهاء الحروب والمواجهات والتهيئة لاستعادة مناخ السلام والأمن والاستقرار في ربوع المنطقة خليجيا وعربيا وإقليميا باعتبار ذلك أمرا بالغ الأهمية للأخذ به بين شعوب المنطقة ودولها وتمكينها من بناء حياة أفضل لأبنائها في الحاضر والمستقبل. سياسة خارجية واضحة المعالم ومنذ توليه مقاليد الحكم، رسخ السلطان قابوس أسس سياسة خارجية واضحة المعالم قائمة على مبادئ الحق والسلام والتعاون ونشر ثقافة التسامح والسلام ومد يد الصداقة والتعاون والتفاهم لالدول والشعوب كافة والالتزام بمبادئ الحوار لتجاوز وحل أية خلافات بالطرق السلمية وبما يحقق المصالح المشتركة والمتبادلة ويتفق مع القانون والشرعية الدولية ويعزز حسن الجوار والتعاون البناء. وتواصل السلطنة مساعيها الحميدة لدعم الجهود المبذولة لتعزيز التفاهم والحوار بين الدول في حل كافة القضايا خليجيا وإقليميًا بما يكفل للشعوب الاستمرار في مساراتها التنموية وسط أجواء أكثر أمنا واستقرارا وكان لتلك السياسة أثرها الإيجابي الملموس في التعامل مع العديد من القضايا وهو ما حفظ للسلطنة مكانتها ودورها الإيجابي ومد جسور التواصل بينها ومختلف دول العالم وجعل كل منها شريكا ومساهما فاعلا في كل جهد خير لصالح شعوب هذه المنطقة والعالم من حولها. ومما له دلالة عميقة أن السلطان قابوس قرر والرئيس الصيني شي جين بينج في 25 مايو الماضي إقامة شراكة إستراتيجية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة للدولتين. وبفضل تلك السياسة الحكيمة تعد السلطنة طرفا يتمتع بثقة كل الأطراف المتنازعة ويمكنه أن يجمعها على مائدة الحوار لحل الخلافات بالطرق السلمية.