كتب- محمود سليم: انتخب أعضاء مجلس مدينة تونس امرأة لأول مرة في تاريخ البلاد لتولي منصب رئاسة العاصمة، أو مايعرف ب"شيخ تونس". وحصلت سعاد عبد الرحيم، مرشحة "حركة النهضة " فى انتخابات محليات 2018، بالمنصب في الجولة الثانية من تصويت الأعضاء، حيث قاطعت الأحزاب اليسارية وأحزاب الوسط التصويت، ورفضت تأييد مرشحي النهضة وحزب النداء"الحاكم". واستطاعت مرشحة حركة النهضة، هزيمة مرشح حزب نداء تونس، ويدعى كمال إيدير، الذي كان رئيسًا لمدينة العاصمة خلال فترة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وحصولها على 26 صوتًا مقابل 22. اعتبرت الرئيسة الجديدة لمدينة تونس العاصمة، أن انتخابها لرئاسة المدينة يعكس نجاح المرأة فى تونس، وقدرتها على كسب ثقة شعبها، مشيرة أن المنصب له دلالات سياسية ورمزية كبيرة تعزّز المكتسبات التي وصلت لها المرأة بالبلاد". النهضة تحتفل واحتفلت حركة النهضة بانتخاب سعاد عبد الرحيم على رأس بلدية تونس، ونشرت الصفحة الرسميّة للحركة صورا تجمع عبد الرحيم برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعدد من القيادات. واعتبر ر اشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، منصب رئيس بلدية العاصمة ، يفوق منصب وزير وأقل من رئيس دولة، مضيفا، أن شعب العاصمة أعطى ثقته لشخص سعاد عبد الرحيم أي وضعها على طريق الصعود إلى كل المواقع الكبرى في الدولة من ذلك رئاستي الحكومة والجمهورية. وبمناسبة الفوز، قال رئيس مجلس شورى النهضة عبد الكريم الهاروني بالمناسبة، إن فوز عبد الرحيم هو حدث تاريخي، وفيه تأكيد متجدد لموقف النهضة على احترامها للمرأة. وعبرت الحركة عبر بيان اصدره مكتبها التنفيذي عن ارتياحها للأجواء الديمقراطية، التي جاءت بها انتخابات المجالس المحلية بتونس، وما صاحب العملية من حيوية وحوار بناء بين مختلف مكونات السياسية. كما عبر المكتب التنفيذي عن شكره لكل الأحزاب والقائمات المستقلة التي تعاونت مع قائمات الحركة في تشكيل المجالس البلدية، بعيدا عن أية النزاعات الإقصائية. ونظمت تونس 6 مايو الماضي، أول انتخابات بلدية بعد الثورة 2011، لانتخاب أعضاء 350 مجلس محلي. ووفق النتائج التي اعلنتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، حول نتائج الانتخابات فى العاصمة، حصلت قائمة حركة النهضة على 21 مقعد من أصل 60 في حين حصلت قائمة نداء تونس على 17 مقعدًا، وفاز التيار الديمقراطي ب 8 مقاعد، وحصل الاتحاد المدني "ائتلاف لأحزاب ليبيرالية ويسارية معتدلة" على 6 مقاعد وحصل الجبهة الشعبية على 4 مقاعد وفازت قائمة تونس مدينتي " مستقلة " ب 4 مقاعد. سعاد عبد الرحيم فى سطور تعتبر سعاد عبد الرحيم، من مواليد ولاية صفاقس القابعة فى الجنوب التونسي، وانغمست فى الحياة السياسية بعد الثورة التونسية في 2011، وتم تعينها كعضوة في المكتب التنفيذي لحركة النهضة، وترشحت لانتخابات 23 أكتوبر 2011 كرئيسة قائمة النهضة في دائرة تونس الثانية الانتخابية، وفازت بمقعد في المجلس الوطني التأسيسي المكلف بإقرار دستور جديد للبلاد. وتخرجت سعاد عبد الرحيم من كلية الصيدلة بمدينة المنستير شرقي تونس، وعملت في مجال صناعة الأدوية وتجارتها بعد تخرجها، ورغم أنها غير محجبة، لكنها عضوة في المكتب السياسي لحزب النهضة. وخلال دراستها الجامعية، كانت سعاد عبد الرحيم ناشطة في صفوف حركة النهضة بالجامعة ، وأثارت خلال تلك الفترة ضجة في الشارع التونسي عندما أعلنت معارضتها لإصدار تشريع لحماية الأمهات العازبات، وقالت إنه من غير المعقول أن يكون هناك قانون لحماية الأمهات العازبات في مجتمع عربي مسلم إلا في حالات الاغتصاب. وعقب انتهاء ولاية المجلس التأسيسي عام 2014، غابت سعاد عبد الرحيم عن المشهد السياسي، لتتفرغ للعمل في مجال اختصاصها الطبي، حتى انطلاق حملة الانتخابات المحلية مايو الماضي، ورشحتها حركة النهضة على رأس إحدى أهم الدوائر في العاصمة التونسية. مواقف سياسية كان لعبد الرحيم رأي ممثال حركة النهضة، التى تمسكت ببقاء حكومة يوسف الشاهد، ضمن النقاط الخلافية ل"وثيقة قرطاج2"، واعتبرت أن الدعوة إلى تغيير الحكومة التونسية سابقة لأوانها، وهو ما يقتضي وجود استقرار سياسي يتطلب استمرار حكومة يوسف الشاهد في مهامها. وحاولت سعاد عبد الرحيم تحسين صورة حركة النهضة ، وتصويرها بأنها تؤمن بالديمقراطية والحريات، وقالت ، إن هناك فوبيا من حركة النهضة غرستها الأنظمة السابقة، مؤكدة أن الحركة لن تفرض سلوكا على المجتمع و ستثبت الحركة أنها حزب معتدل ومنبثقة من المجتمع التونسى. وعن عدم ارتدائها الحجاب، قالت سعاد عبد الرحيم: "الحجاب حرية شخصية وقد حاول النظام السابق محو صورة المرأة المحجبة، ومنعها من الظهور على التلفزيون، ودافعت رئيس بلدية تونس العاصمة، عن حركة النهضة، عقب إعلان ترشح تونسي من أصل يهودي على قوائمها فى الانتخابات المحلية،خاصة وان الحركة إسلامية، قالت،إن الانتخابات البلدية هي جهاز تنفيذي مرتبط بقانون أساسي ينظم البلديات، ولا علاقة لها بالصراع الإيديولوجي أو الصراع حول الهوية كي نفرّق على أساس الانتماءات والتفكير، وبالتالي منح الثقة لأي مرشح يتم بعد تقييم عمله بشكل مباشر وإمكانية التواصل مع المواطن. وحرصت عبد الرحيم على تسليط الضوء على رعايتها للشباب من خلال المطالبة بتقديم الدعم للشباب لكي صبحوا أداة للتواصل مع بقية الشباب، العازفين عن المشاركة الانتخابية، ووضع حلول للمشكلات التى يعانون منها، مشيرة أن حركة النهضة من بين الأحزاب القليلة التي التزمت بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في القوائم المشاركة في الانتخابات البلدية، ويعتبر هذا تحدياً جديداً كي تفرض المرأة وجودها. حول مستقبل المنافسة بين "النهضة" و"نداء تونس" في الانتخابات المقبلة، قالت إن نداء تونس قرر عدم التشارك مع النهضة فيما يتعلق بالانتخابات المحلية، ولكن حتى الآن الحزبين منضوين تحت مظلة وثيقة قرطاج التي دعا من خلالها رئيس الجمهورية لحكومة وحدة وطنية بين كل الأطراف في السلطة، وهذا ميثاق أخلاقي وسياسي بامتياز، والمجالس البلدية اليوم تواجدها مستمد من وثيقة قرطاج.