كتب: أحمد عثمان: أعلنت وزارة الآثار وصول القطع الآثرية المصرية التي ضبطتها السلطات الإيطالية بميناء مدينة ساليرنو الإيطالية في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، إلى أرض الوطن، بعد أن تسلمها الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار والمستشار محمد عزت رئيس النيابة بمكتب النائب العام للإشراف على إجراءات، وذلك بعد موافقة النيابة العامة الإيطالية على تسليم جمهورية مصر العربية هذه القطع بناء على طلب الإنابة القضائية المرسل من النائب العام المصري. وأشاد الدكتور مصطفى وزيري بالتعاون المثمر والجهود التي بذلتها كل من وزارة الخارجية المصرية والسفارة المصرية بروما والنيابة العامة المصرية والنيابة العامة الإيطالية والقيادة العامة للتراث الثقافي الإيطالي من أجل مساعدة مصر في الحفاظ علي تراثها الأثري والحضاري و عودة القطع الاثرية المضبوطة الي أرض الوطن. كما أشار إلى أن عملية استلام هذه الاثار و عودتها الي مصر تمت في فترة زمنية و جيزة من تاريخ إخطار السلطات الإيطالية لنظيرتها المصرية، وهو أمر غير مسبوق حيث أن فى مثل هذه الحالات تستمر المشاورات لعدة سنوات قبل استرداد الآثار. وأوضح أن فور العلم بضبط السلطات الإيطالية للقطع الأثرية شكل د. خالد العناني وزير الاثار لجنة متخصصة لفحص صور القطع المضبوطة كما دعا للانعقاد في اجتماع طارئ اللجنة القومية للآثار المستردة، برئاسته و عضوية كل من عالم الاثار المصري د.زاهي حواس و د. نبيل العربي الأمين العام السابق للجامعة العربية، والسفيرة هبة المراسي مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية و ممثلي النيابة العامة و الهيئات الرقابية و الجهات الأمنية المصرية، و ذلك لاتخاذ الاجراءات اللازمة بالتعاون مع السلطات الإيطالية و جميع الجهات المعنية المصرية للعمل علي استرداد القطع وعودتها مرة أخري إلي مصر في أسرع وقت. وفي منتصف هذا الشهر وبناء علي القرار الصادر من النيابة العامة المصرية كلّف د. العناني د. مصطفى وزيري بالسفر الي ساليرنو لمعاينة القطع الأثرية والذي أكد علي أثريتها من خلال تقرير تم تقديمه للنائب العام. و قد تسلمت مصر القطع يوم الأربعاء الماضي ووصلت ارض الوطن مساء أمس الجمعة ، و مازالت التحقيقات مستمرة بمكتب النائب العام لمعرفة ملابسات واقعة تهريب تلك الآثار والمتورطين فيها. و أشار د. وزيري أن القطع المستردة تتكون من 21,660 عملة معدنية بالاضافة الي 195 قطعة اثرية منها 151 تمثال اوشابتي صغير الحجم من الفاينس و 11 آنية فخارية و 5 أقنعة مومياوات بعضهم مطلي بالذهب و تابوت خشبي و مركبين صغيرتين من الخشب و 2 رأس كانوبي و 3 بلاطات خزفية ملونة تنتمي للعصر الاسلامي. و تخضع القطع الان لاعمال الترميم بحيث يتم عرضها قريبا في معرض مؤقت بالمتحف المصري بالتحرير. كما أكد أن هذه القطع ليست من مفقودات مخازن أو متاحف وزارة الآثار. جدير بالذكر ان د. العناني كان قد عرض جهود الحكومة لاسترداد الاثار المستردة خلال الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، حيث أشار ان الوزارة استطاعت خلال العامين الماضيين استرداد 975 قطعة من اكثر من 10 دول مختلفة من خلال تنسيق وتعاون قوي مع وزارة الخارجية المصرية وسفاراتنا بالخارج والنيابة العامة والجهات الأمنية المصرية، واشاد بدور كل الدول، ومنها إيطاليا، التي ساعدت الحكومة المصرية في استرداد اي قطعة اثرية مصرية خرجت بطريقة غير مشروعة.