وصلت إلى مطار القاهرة القطع الأثرية المصرية التي ضبطتها السلطات الإيطالية بميناء مدينة ساليرنو الإيطالية، بعد أن تسلمها الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار والمستشار محمد عزت رئيس النيابة بمكتب النائب العام للإشراف على إجراءات التسليم وذلك بعد موافقة النيابة العامة الإيطالية على تسليم مصر هذه القطع بناء على طلب الإنابة القضائية المرسل من النائب العام المصري. وأشاد وزيري بالتعاون المثمر والجهود التي بذلتها كل من وزارة الخارجية المصرية والسفارة المصرية بروما والنيابة العامة المصرية والنيابة العامة الإيطالية والقيادة العامة للتراث الثقافي الإيطالي من أجل مساعدة مصر في الحفاظ علي تراثها الأثري والحضاري وعودة القطع الأثرية المضبوطة إلى أرض الوطن. كما أشار أن عملية استلام هذه الآثار وعودتها إلى مصر تمت في فترة زمنية وجيزة من تاريخ إخطار السلطات الإيطالية لنظيرتها المصرية، وهو أمر غير مسبوق حيث أن فى مثل هذه الحالات تستمر المشاورات لعدة سنوات قبل استرداد الآثار. وأوضح أن فور العلم بضبط السلطات الإيطالية للقطع الأثرية شكل د. خالد العناني وزير الآثار لجنة متخصصة لفحص صور القطع المضبوطة كما دعا للانعقاد في اجتماع طارئ اللجنة القومية للآثار المستردة، برئاسته وعضوية كل من عالم الآثار المصري د.زاهي حواس و د. نبيل العربي الأمين العام السابق للجامعة العربية، والسفيرة هبة المراسي مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية و ممثلي النيابة العامة والهيئات الرقابية والجهات الأمنية المصرية. وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة بالتعاون مع السلطات الإيطالية وجميع الجهات المعنية المصرية للعمل علي استرداد القطع وعودتها مرة أخرى إلي مصر في أسرع وقت. و في منتصف هذا الشهر و بناء علي القرار الصادر من النيابة العامة المصرية كلّف د. العناني د. مصطفى وزيري بالسفر الي ساليرنو لمعاينة القطع الأثرية والذي أكد علي أثريتها من خلال تقرير تم تقديمه للنائب العام. و قد تسلمت مصر القطع يوم الأربعاء الماضي ووصلت ارض الوطن مساء أمس الجمعة ، و مازالت التحقيقات مستمرة بمكتب النائب العام لمعرفة ملابسات واقعة تهريب تلك الآثار والمتورطين فيها. و أشار د. وزيري أن القطع المستردة تتكون من 21,660 عملة معدنية بالاضافة الي 195 قطعة اثرية منها 151 تمثال اوشابتي صغير الحجم من الفاينس و 11 آنية فخارية و 5 أقنعة مومياوات بعضهم مطلي بالذهب و تابوت خشبي و مركبين صغيرتين من الخشب و 2 رأس كانوبي و 3 بلاطات خزفية ملونة تنتمي للعصر الاسلامي. و تخضع القطع الان لاعمال الترميم بحيث يتم عرضها قريبا في معرض مؤقت بالمتحف المصري بالتحرير. كما أكد أن هذه القطع ليست من مفقودات مخازن أو متاحف وزارة الآثار. جدير بالذكر ان د. العناني كان قد عرض جهود الحكومة لاسترداد الاثار المستردة خلال الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، حيث أشار ان الوزارة استطاعت خلال العامين الماضيين استرداد 975 قطعة من اكثر من 10 دول مختلفة من خلال تنسيق وتعاون قوي مع وزارة الخارجية المصرية وسفاراتنا بالخارج والنيابة العامة والجهات الأمنية المصرية، واشاد بدور كل الدول، ومنها إيطاليا، التي ساعدت الحكومة المصرية في استرداد اي قطعة اثرية مصرية خرجت بطريقة غير مشروعة.