كتب وجدى زين الدين: وصف المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، ثورة 30 يونيو بأنها أعظم ثورة فى تاريخ البشرية، ووجه «أبوشقة» التحية إلى الشعب المصرى العظيم بمناسبة ذكرى هذه الثورة الشعبية. كما وجه «أبوشقة» التحية والتقدير إلى القوات المسلحة المصرية الوطنية والشرطة المدنية. وقال أبوشقة إن المصريين أصحاب تاريخ طويل يمتد الى «7» آلاف عام، وصاحب مواقف وطنية وإرادة صلبة، ويكون على قلب رجل واحد عندما تتعرض الدولة المصرية للخطر. وأكد «أبوشقة» أن إرادة المصريين توحدت وتجلت واضحة فى ثورة 30 يونيو ونزول المصريين بجميع ربوع مصر فى وقت واحد فى أعظم ثورة سلمية شهدها العصر الحديث. وقال أبوشقة إنه تأتى على رأس إنجازات 30 يونيو فى سيناء قدرة الدولة ونجاحها بشكل كبير فى السيطرة على الأوضاع الأمنية بنسبة تجاوزت «99٪» بحسب خبراء أمنيين وذلك بعد سنوات من الهجمات الإرهابية التى قادتها الجماعات التكفيرية ضد قوات الجيش والشرطة والمدنيين، حيث تحولت سيناء عقب « ثورة 25 يناير» الى مرتع للعصابات المسلحة والخارجين على القانون ومسرح للعمليات غير المشروعة من تجارة مخدرات وتهريب أسلحة الى تعاون غير قانونى مع قطاع غزة عن طريق الانفاق السرية والكثير من العمليات التى أضرت بالدولة وبالمواطن السيناوى بشكل كبير. وحققت «30 يونيو» استقراراً أمنياً انعكس على الوضع فى سيناء وأدى لغلق جميع الانفاق بين سيناء وقطاع غزة وانشاء منطقة عازلة لمنع تسلل الإرهاب الى سيناء وفتح معبر رفح البرى أمام الفلسطينيين بشكل متواصل. وساهمت الثورة فى تدشين عدد كبير من المشروعات القومية وإعادة تطوير التجمعات البدوية ودعم الأسر الفقيرة وتحقيق الاستقرار بشكل ملحوظ بجانب قيام الدولة بتطوير قطاعات الكهرباء والمياه والمرافق ومطار العريش واعادة الأسر النازحة الى منازلها وصرف إعانة عاجلة للمتضررين وإعادة تطوير البنية التحتية والتى شملت المدارس والمساجد والمستشفيات والمنازل التى طالها القصف العشوائى والهجمات الإرهابية. وأوضح أبوشقة أن مصر حرصت منذ ثورة «30 يونيو» على اعطاء الألوية لرعاية مصالحها الحيوية وسرعة استعادتها مكانتها ودورها المحورى وقوة تأثيرها فى حل القضايا والمشكلات الإقليمية والعالمية، مؤكدة التزامها بالمبادئ والقيم التى تحكم العلاقات الدولية وترتكز على التعاون السلمى البناء فى حل المشكلات وتنمية العلاقات و فق قواعد الاحترام المتبادل ومبادئ القانون الدولى وميثاق الأممالمتحدة، مع توضيح رؤيتها وتأكيد موقفها الثابت فى المساهمة فى حل كافة القضايا الاقليمية والدولية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية. ولقد استعاد الشعب المصرى من خلال ثورة «30 من يونيو» هويته وصوب بها مساره ليثبت للعالم أجمع أن إرادته لا يمكن كسرها أو كبحها وأن عزيمته راسخة لتحقيق تطلعاته المشروعة فى حياة أفضل ومستقبل مشرق لأبنائه. وأقر الدستور المصرى ضرورة تمثيل مناسب للفئات المهمشة فى المجتمع سواء بالنسبة للمرأة أو الأقباط أو الشباب وذوى الاحتياجات الخاصة والمصريين بالخارح، حيث تنص المادة رقم «244» على أن: «تعمل الدولة على تمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوى الاعاقة والمصريين المقيمين فى الخارج تمثيلاً ملائماً فى أول مجلس للنواب يُنتخب بعد إقرار هذا الدستور، وذلك على النحو الذى يحدده القانون. كما أن ثورة الثلاثين من يونيو كان لها عدد من الانجازات على الصعيد السياسى وانها منعت استكمال المخطط الأمريكى الصهيونى ومنعت تفكيك مصر، فضلاً عن الحرب على الإرهاب التى قادها جيشنا وهو واحد من أقوى جيوش العالم والذى مازال يواصل مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه. كما أن الثورة واجهت ميراثاً كبيراً من الفساد عانى منه المصريون على مدار سنين، فضلاً عن التأكيد على إرادة الشعب المصرى لأنه الصانع الحقيقى لثورة ال«30 من يونيو». إن أبرز الانجازات كان فتح افاق العلاقات المصرية وانهاء احتكار وسيطرة القرار الأمريكى وعودة مصر قلباً نابضاً لقضايا أمتها العربية، بالإضافة الى عودتها لأفريقيا وتنويع مصادر التسليح وعودة مصر لكونها رقما صحيحاً فى المعادلة ومواصلة تدعيم أركان الدولة. وقال «أبوشقة» إن انجازات عديدة حققتها مصر على مستوى السياسة الخارجية، حيث برز اسمها بقوة على الساحة الدولية عقب ثورة ال«30 من يونيو»، وتمكنت من العودة لمكانتها وريادتها فضلاً عن تنوع العلاقات والزيارات التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للخارج الذى استطاع أن يحقق منها مكاسب اقتصادية وسياسية. وتأتى علاقات مصر مع الدول الافريقية من الأولويات فى السياسة الخارجية للرئيس السيسى، حيث نجح الرئيس فى إعادة مصر الى مجلس السلم والأمن الافريقى وعودة مصر لأنشطتها فى الاتحاد الافريقى بعد أن علقت أنشطتها مصر فى شهر يوليو من عام 2013، واهتمت مصر بإفريقيا وتعزيز العلاقات مع دولها والاهتمام بقضاياها وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على المشاركة فى العديد من القمم الإفريقية منذ توليه الرئاسة فى مصر عام 2014 والتى بدأها بحضور قمة «مالايو» وهذا الاهتمام الرئاسى قوبل بتقدير افريقى تجلى فى الدعم الافريقى لتمثيل مصر للقارة فى منصب العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن ورئاسة لجنة تغيير المناخ فى الاتحاد الإفريقى وعضوية مصر فى مجلس السلم والأمن الافريقى ودعم الاتحاد الافريقى ترشيح السفيرة مشيرة خطاب كممثلة للقارة على رأس منظمة اليونسكو. وأثبتت مصر حُسن نواياها فى المعادلة التى وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسى للتعامل مع ملف سد النهضة الاثيوبى التى تقوم على الحق فى التنمية مقابل الحق فى الحياة لكن يبدو أن هناك عثرات تصادف المسار التفاوضى حتى الآن ورغم كل المخاوف من عامل الوقت فإن اثبات حُسن النوايا سيكون بلا شك من دعائم موقف مصر الدولى فى تحركاتها لحماية حقوق مصر المالية. وحققت مصر انجازات عديدة خلال عضويتها فى مجلس الأمن، حيث تمكنت من تمرير مشروعات مصرية لقرارات تتعلق بإدخال المساعدات فى سوريا ومكافحة الإرهاب وطرح مبادرة لمناقشة أزمة «الروهينجا» المسلمين فى بورما وموافقة المجلس بالإجماع على مشروع قرار مصرى لمكافحة الخطاب الإرهابى وحجب تمويل الجماعات الإرهابية وعلى الجانب الإفريقى اكدت مصر خلال عضويتها دعم جهود بناء السلام فى إفريقيا وتشدد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات فى القارة. وتصدرت الأوضاع فى ليبيا اهتمامات وزارة الخارجية المصرية، حيث شهدت مصر زيارات لطرفى الحكومة الليبية فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق والمشير خليفة حفتر، فضلاً عن زيارات الوفود العسكرية والليبية لمصر لبحث التطورات السياسية والميدانية بالجارة الغربية التى توثر الأوضاع بها بشكل مباشر على الأمن القومى المصرى. بذلت مصر جهوداً حثيثة فى ملف القضية الفلسطينية وتعتبر اهم الانجازات المصرية فى القضية الفلسطينية ترتيب البيت الداخلى الفلسطينى من خلال التوقيع على اتفاق تاريخى للمصالحة الوطنية بين حركتى «فتح» و«حماس» فى اكتوبر 2017 فى القاهرة بعد أعوام من الانقسام وذلك برعاية المخابرات المصرية، حيث تضمن الاتفاق تمكين حكومة الوفاق الوطنى من ممارسة مهامها والقيام بمسئولياتها الكاملة فى ادارة شئون غزة كما فى الضفة الغربية مع العمل على ازالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام وهو الاتفاق الذى ترعى مصر تنفيذ كل بند من بنوده للحفاظ على استمرار المصالحة الوطنية. وحول قضية القدس تصدرت مصر المشهد السياسى عربياً ودولياً فى أعقاب اعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب «القدس» عاصمة لإسرائيل واعتزامه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، حيث اكدت وزارة الخارجية فور قرار «ترامب» رفض مصر القرار وما يترتب عليه من نتائج، كما دعت الجامعة العربية لعقد جلسة طارئة لمناقشة الموقف العربى من القرار ودولياً قادت مصر جهوداً دبلوماسية فى سبيل حشد الادانات الدولية للقرار، حيث قدمت مصر باعتبارها عضواً غير دائم بمجلس الأمن مشروع قرار بالمجلس يدين ويرفض القرار الامريكى ورغم احباط المشروع من جانب «الفيتو» الأمريكى الا ان جلسة مجلس الأمن شهدت إجماعاً كبيراً على القرار بواقع «14» صوتاً. وقال «أبوشقة»: لقد ساهمت مصر فى تشكيل مناطق خفض التصعيد فى سوريا عملاً بنتائج حوار «استانا»، حيث تمكنت مصر من التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار فى جنوب«دمشق» وعلى المستوى السياسى وعلى الرغم من عدم المشاركة المباشرة فى المفاوضات حول سوريا الا ان مصر تراقب تلك الاتفاقات وتستضيف اجتماعات دائمة لقوى المعارضة السورية فى خطوات الوصول الى الحل السياسى للأزمة السورية وفق مقررات الأممالمتحدة. وظل الموقف المصرى الدائم من الأزمة السورية منذ بدأت قبل «6 سنوات» هو الدعوة الى الانخراط فى عملية سياسية بين جميع الاطراف ورفض دعم الجماعات المسلحة ومحاولات تفكيك الدولة الوطنية ورغم ما جلبه ذلك من انتقادات فإن القاهرة تعتبر ان حقائق الواقع الآن فى سوريا أكدت صحة توجهها ومصر لم تكتف فقط بطرح نظرى للتسوية، بل إنها انخرطت فعلياً فى الأزمة وتمكنت من اعلان للهيئة وخفض التصعيد بين الأطراف المتصارعة ومنها ما تم تنفيذه فى جنوبدمشق. أما على الصعيد الدولى فيقول «أبوشقة»: منذ أن كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قائداً عاماً للقوات المسلحة المصرية كان يضع تحسن العلاقات مع روسيا فوق طاولة إنجازاته، حيث زار الرئيس السيسى آنذاك روسيا الاتحادية مع وفد رفيع المستوى من أبرزهم وزير الخارجية الأسبق الدكتور نبيل فهمى والتقى «السيسى» فى هذه الزيارة سيرجى شايبو وزير الدفاع الروسى ورد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الزيارة للقاهرة فى فبراير الجارى للمرة الأولى منذ زيارته لمصر فى عام 2005، حيث اتفق الجانبان على انشاء محطة للطاقة النووية ب«الضبعة» فضلاً عن مذكرات فى مجال الاستثمار بالإضافة الى عدد من الاتفاقيات العسكرية المشتركة بين الجانبين. وتسير القاهرة بخطى ثابتة فى اطار مساعى تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية على مختلف الاصعدة، حيث تتجه العلاقات المصرية الأوروبية الى السير فى الاتجاه السليم لا سيما أن الجانب المصرى يرى ضرورة توطيد علاقاته بالدول الأوروبية بديلاً عن الولاياتالمتحدة فى كثير من الأمور انطلاقاً من عدد من العوامل من بينها قرب أوروبا من المنطقة العربية. ومن جانبه، أكد سعيد اللاوندى، الخبير فى الشئون الدولية انه منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم فى مصر وهو يحال بشتى الطرق توطيد العلاقات المصرية الدولية بوجه عام والإفريقية بوجه خاص وان تعود مصر لأحضان افريقيا كما كانت فى السابق ولذا فى الفترة الاخيرة توجه الرئيس عبدالفتاح الى زيارة عدة دول أفريقية. كما أن سياسة مصر الخارجية بعد ثورة «30 يونيو» اختلفت كثيراً، حيث إنها اتجهت لوجود حلول عادلة للقضايا الاقليمية ولأزمة مياه نهر النيل والانفتاح الاقتصادى مع دول الحوض وتحركات الرئيس عبدالفتاح السيسى تتسم بالذكاء، حيث ان مصر ستجنى ثمرة تلك الحركات عما قريب. وناشد المستشار بهاء الدين أبوشقة جموع المصريين التكاتف والتلاحم من أجل صد أى مؤامرات تحاك ضد الدولة المصرية وقال ان عظمة المصريين دائماً ما تتجلى عندما تتعرض البلاد لأى خطر أو أزمة، وهذا ليس بغريب على الشعب المصرى العظيم، وبقوة وتماسك هذا الشعب الأبى يحيا الوطن آمناً مطمئناً وتحيا مصر.