ذكرت صحيفة هآرتس الخميس، أن "الأردن والسعودية والسلطة الفلسطينية طلبوا من إسرائيل الحد من نشاطات تركيا في شرق القدس، لأنها تزيد من نفوذها على حساب تلك الدول، مما يجعل منها طرفا مؤثرا وذو تأثير كبير في الأحياء الفلسطينية بشرقي المدينة المقدسة". وقالت الصحيفة إن "أوساطا في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتعقب هذه النشاطات التركية بصورة فورية، للحد منها، وتقييد حريتها، وأن تلك العواصمالرياض وعمان ورام الله أعربت لتل أبيب عن خشيتها من أهداف التواجد التركي المتزايد، لأن من شأنها أن تمنح الرئيس رجب طيب أردوغان فرصة تحقيق ما يسعى إليه من إشراف ووصاية على القدس في العالم الإسلامي". وأشارت الصحيفة إلى أن "الجمعيات التركية تقوم بتمويل مؤسسات فلسطينية نظيرة لها في شرقي القدس، من خلال تنظيم رحلات مشتركة بين القدسوأنقرة، يشارك بها آلاف الأشخاص، وبحضور بارز للشخصيات التركية، وتنظيم مظاهرات واعتصامات في الحرم القدسي وحوله". ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين إسرائيليين قولهم إن "الأردن بدأ يعبر بجدية عن مخاوفه من البصمات التركية المتزايدة في أنشطة القدس، بل إنه عبر عن غضبه من حالة غض الطرف الإسرائيلية عن ذلك، وكأن الأمر لا يعنيها، أكثر من ذلك فق زاد الأردنيون في قلقهم عقب التوقيع على اتفاقية المصالحة بين أنقرة وتل أبيب في 2016، بحيث أن الأخيرة لم ترد الدخول في مواجهة جديدة مع أردوغان، ولذلك كانت ترد بهدوء وتروي أمام ظاهرة زيادة التواجد التركي في شرقي القدس". وأجملت الصحيفة مصادر قلق تلك العواصم بالقول أن "الأردنيين يخشون من تزايد الأنشطة التركية في شرقي القدس، لأن أردوغان يحاول زعزعة الموقف الأردني فيها، الذي يؤكد أنه المسئول وصاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية في المدينة". وأضافت أن "القلق الحقيقي يعود للسلطة الفلسطينية التي ترى في التواجد التركي إضعافا لها، كون الأتراك قريبين من حركة حماس، والحركات الإسلامية المعارضة للسياسة التي تتبعها السلطة".