" زفة حرامية " للدكتور عبد الرحمن شاهين، فيديو عز وجرانة داخل الزنزانة والجماهير تشتمهم: " يا حرامية، نهبتوا البلد"، صورة الرئيس فى الميدان وقد رسمها البعض فى هيئة هتلر، كاريكاتير ونكات عز والعادلى وجرانة،.. إلخ الأجزاء المتناثرة فى المشهد الغاضب، الذى عبر عنه الشعب بسخرية أحياناً وبغضب شديد وصل إلى حد التشفي والشماتة خاصة بعد تنحى الرئيس ونجاح الثورة، فكيف يمكن تفسير " الحالة " الشعبية المصرية التى ذاقت الأمرّين وصبرت عقوداً متتالية؟! يوضح الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، أن ما يحدث هو نتيجة، وردة فعل طبيعية لما كان يحدث فى مصر. فقد كانت الناس فى مصر تعانى قبل ال 20 سنة الماضية من ظلم متناثر، إلا أنه تحول في العقدين السابقين إلى ظلم وفساد" ممنهج"، و "منظم"، وأصبح هو القاعدة وليس الاستثناء، حيث توجد حكومة تظلم الشعب بشكل منظم باسم القانون والدستور، وهذا ما يسمي في اضطرابات الشخصية بمرض "شخصية ضد المجتمع" وهو المرض الذي تفشي على مدار السنوات الماضية حتى وصل لأعلى معدلاته، فمن يعانى هذا المرض شخصية وصولية تقوم بأعمال سيئة. وعلل بحري انتشار النكات والشائعات في الآونة الأخيرة بأن المصريين على علم بأن أكثر شيء يوجع ويؤلم الحكومة هو السخرية، فضلا عما يتمتع به الشعب المصري في الأساس بروح الفكاهة والدعابة، حيث أكد أن "النكتة" تعبر عن المتناقضات فهي بداية متوقعة ونهاية غير متوقعة، وهذا التناقض هو الذي يضحك الناس، مؤكدا أن من يطلقون النكات ليسوا بمرضي نفسيين. وأضاف أن من يطلق الشائعات السلبية هو إنسان ضعيف فاسد لا يريد الإصلاح ومن مصلحته أن تكون الدولة وأنظمتها فاسدة حتى يستطيع أن يتربح من وراء ذلك.