كتبت - إسراء جمال: شهد الوضع المصرى بعد 30 يونيه طفرة فى مجال الطاقة الكهربائية، من خلال مشروعات عملاقة تهدف إلى اعتماد مصر بشكل كلى على الطاقة النظيفية بعد حل مشاكل الكهرباء التى كانت تعانى منها المحافظات من قبل من انقطاع متكرر فى التيار الكهربى، وتطمح مصر إلى تغطية 20% من احتياجاتها عبر إنتاج «الطاقة النظيفة» بحلول عام 2020، 12% منها طاقة رياح و6% طاقة مائية و2% طاقة شمسية. وخطت الدولة خطوات واسعة فى طريق الاعتماد على الطاقة المتجددة، من خلال انجاز عدد من المشروعات فى هذا المجال على رأسها «مشروع الطاقة الشمسية بأسوان، مشروع الرياح بخليج السويس»، فضلا عن اكتشاف حقل ظهر وعقود الإمدادات البترولية التى تم توقيعها مع عدد من الدول. مشروع الطاقة الشمسية بقرية «بنبان» شهدت مدينة أسوانجنوب مصر افتتاح أول مرحلة من بناء محطة عملاقة لتوليد الطاقة الشمسية فى البلاد، وذلك بمساحة تضاهى 50 ملعب كرة قدم تقريبا، من المقرر أن تصبح أكبر محطة توليد طاقة شمسية بالعالم، وتحمل المحطة اسم «إنفنتى» بقدرة 50 ميجاوات، وذلك ضمن مشروع إنشاء أكبر مدينة شمسية فى مصر والعالم تضم 32 محطة أخرى جار العمل فى إنشائها لإنتاج 1465 ميجاوات. وتقوم وزارة الكهرباء حاليا بتنفيذ 3 محطات عملاقة أخرى بقدرة إجمالية 14400 ميجاوات بالتعاون مع شركة «سيمنز» الألمانية، ومن المقرر ان يتم ربط 25 جيجاوات من الطاقة المولدة من محطات شركة «سيمنز» بالشبكة القومى فى شهر يوليو المقبل ربط، كما تم التعاقد مع 32 مستثمرا فى مشروع الطاقة الشمسية بقرية بنبان فى أسوان لتوليد 1465 ميجاوات باستثمارات تبلغ مليارى دولار. مشروع الرياح بالسويس وتمت الموافقة على مشروع الرياح بخليج السويس، من أجل تطوير البنية الأساسية ووضع نماذج العمل المعنية بتوسيع نطاق استغلال طاقة الرياح فى مصر، ويتكون المشروع من 3 مكونات، أولها البنية التحتية للنقل، ويشمل هذا المُكوّن عدة مُكوّنات فرعية تسهم معا فى إنشاء البنية الأساسية الكاملة لنقل الطاقة، ويتناول المُكوّن الثانى المساعدة الفنية اللازمة لدعم توسيع نطاق برنامج توليد طاقة الرياح، أما الثالث فيتناول مشروع إنشاء مزرعة رياح فى خليج السويس بطاقة 250 ميجاوات من قبل شركة تشغيل خاصة على أساس نهج البناء والامتلاك والتشغيل، وباستثمارات نحو 300 مليون دولار. حقل ظهر اكتشاف الغاز العالمى ويعد حقل ظهر من أهم مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعى الجارى تنفيذها، حيث صنفت الشركات العاملة فى مجال النفط والغاز الحقل بأنه أكبر كشف غاز بالبحر المتوسط ومن أكبر الاكتشافات على المستوى العالمى، ويبلغ احتياطى الكشف 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز تعادل 5.5 مليار برميل مكافئ من النفط. وبلغت مساحة الحقل 100 كم2، ويصل أقصى عمق فيه إلى 4131 مترًا، ويبلغ احتياطى الغاز المقدر فى الحقل 30 تريليون قدم مكعبة (تعادل نحو 5.5 مليار برميل من المكافئ النفطى)، وبذلك يصبح الكشف الغازى الواقع ضمن منطقة امتياز شروق ومن المتوقع أن يلبى الحقل احتياجات السوق المحلى المصرى من الغاز فى غضون أربع سنوات من تاريخ اكتشافه. تم حفر 6 آبار فى المرحلة الأولى باستثمارات 4 مليارات دولار، 13- 12 مليار دولار استثمارات تنمية الحقل ترتفع ل16 مليارا طوال فترة المشروع، وبدأ الإنتاج المبكر فى ديسمبر 2017 بمتوسط إنتاج مليار قدم مكعبة يتزايد تدريجيًا ليصل إلى 2.7 مليار قدم مكعبة يوميًا فى عام 2019 يتم توجيه كل الكميات المنتجة للسوق المحلى. مشروع الضبعة النووى وأحدثت مصر نقلة نوعية فى استراتيجية توفير الطاقة الكهربية اللازمة لتوسعات المستقبل وذلك بتوقيع عقد مع روسيا لإنشاء محطة الضبعة النووية لإنتاج الطاقة الكهربية بقيمة 25 مليار دولار تسدد على 30 عاما وتعد مصر هى الأولى بالشرق الاوسط التى تمتلك هذا النوع من محطات الجيل الثالث المطور وتضم المحطة 4 مفاعلات نووية طاقة كل منها 1200 ميجا وات. وتضيف المحطة بعد اتمام إنشائها عام 2024 طاقة قدرها 4800 ميجاوات للشبكة القومية للكهرباء، بالإضافة إلى فرص العمل والتدريب للعاملين بها. عقود إمدادات البترول ومن ضمن الانجازات التى تم تحقيقها عقب 30 يونيه، عقود إمدادات البترول التى تم توقيعها مع أكثر من دولة حتى لا يعتمد السوق المصرى على مورد واحد، كما توقيع 76 اتفاقية بترولية بإجمالى استثمارات تفوق 3.15 مليار دولار، كما تم طرح عشرات المزايدات للبحث والتنقيب عن البترول فى خليج السويس والصحراء الغربية وفى العديد من المحافظات. وشملت أيضًا خفض المستحقات المتراكمة للشركات العالمية ل2.3 مليار دولار فى مايو2017 بعد أن كانت بلغت 3.6 مليار دولار خلال عام 2011- 2012، أى بانخفاض نسبته حوالى 51%، ما عاد بالثقة للاقتصاد المصرى والبدء فى تنفيذ مشروعات عملاقة. التوسعات فى مصادر الكهرباء ومن أجل القضاء على أزمة نقص وتقادم مصادر الكهرباء والطاقة والتوسع فى انتاج الكهرباء اللازمة لاحتياجات الدولة والأفراد تم رصد مبلغ 515 مليار جنيه لإنشاء محطات جديدة وتطوير المحطات القديمة واجراء الصيانة الدورية لمحطات الكهرباء بصفة منتظمة مع البدء فى تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية لإنتاج الطاقة الكهربية والتوسع فى انتاج الطاقة الشمسية والطاقة المتولدة من الرياح. وتمت إضافة قدرات كهربائية بلغت 25 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة حتى يونيه 2018 تكافئ حوالى 12 ضعف قدرة السد العالى، كما تم توقيع 62 اتفاقية بحث واستكشاف للبترول والغاز، بالإضافة إلى تضاعف اكتشافات الغاز الطبيعى 8 أضعاف عن مثيلاتها خلال الفترة من 2010 إلى 2014 لتصل إلى 36.8 تريليون قدم مربعة. ونفذت الدولة مشروعات لتنمية حقول الغاز الطبيعى بإجمالى استثمارات بلغت 12.6 مليار دولار ليصل إنتاجها إلى 5 ملايين قدم مربعة فى اليوم بزيادة قدرها 130% عن الفترة من 2010 إلى 2014. كما تم إنشاء مصنع لإنتاج ريش التوربينات لتوليد طاقة الرياح بطاقة 2000 ميجاوات وباستثمارات 2 مليون دولار وذلك لموازنة التوسعات السكانية ومشروعات التنمية المستقبلية، كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة جنرال الكتريك لتحويل وحدات الخطة العاجلة بمحطتى غرب اسيوط وغرب دمياط بقدرة 750 ميجاوات للعمل بنظام الدورة المركبة باستثمارات 56 مليون جنيه. وفى مجال توفير الطاقة اللازمة للمشروعات الكبرى تم توقيع 59 اتفاقية بترولية جديدة مع عدد من الشركات العالمية باستثمارات تقدر ب13 مليار دولار و8 اتفاقات أخرى بقيمة 1.2 مليار دولار بهدف زيادة انتاج الزيت الخام والغاز الطبيعى كما تمت مواصلة خطة توصيل الغاز الطبيعى للمنازل لتبلغ حتى الآن 7 ملايين وحدة. زيادة إنتاج الغاز الطبيعى وقد تمت زيادة إنتاج الغاز الطبيعى إلى حوالى 4.45 مليار قدم مكعبة غاز يوميا من خلال الإسراع بتنمية اكتشافات الغاز الطبيعى الجديدة بالبحر المتوسط، بالإضافة إلى مزايدتين عالميتين لكل من هيئة البترول وشركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول لجذب استثمارات جديدة لتكثيف عمليات البحث عن البترول والغاز وزيادة إنتاجهما، كما عقدت مصر اتفاقيات بترولية جديدة مع 6 شركات عالمية ومصرية للبحث عن البترول والغاز فى مناطق البحر المتوسط ودلتا النيل والصحراء الغربية وخليج السويس وصعيد مصر، بإجمالى استثمارات حدها الأدنى حوالى 709 ملايين دولار وتتضمن حفر 33 بئرا جديدة. ويساهم تحقيق عدد من الاكتشافات الكبرى فى زيادة الإنتاج المحلى من الغاز الطبيعى وتمثل حافزاً قويًا للشركات العالمية للإسراع بتنفيذ برامج الحفر الاستكشافى فى مناطق امتيازها، من أهمها كشف الغاز الطبيعى بمنطقة جنوب غرب بلطيم البحرية فى دلتا النيل، والذى يعد إضافة جديدة إلى اكتشافات الغاز الواعدة بالبحر المتوسط والكشفين (شمال نيدوكو -1) و(غرب نيدوكو -2) بمنطقة نورس اللذين ساهما فى الوصول إلى مستويات إنتاج مرتفعة بحقل نيدوكو بالدلتا بلغت 870 مليون قدم مكعبة غاز. وشهدت منطقة الصحراء الغربية اكتشافات مهمة من الغاز فى حقول بدر الدين على رأسها الكشف المتحقق بمنطقة علم الشاويش بالصحراء الغربية باحتياطى أولى يقدر بحوالى نصف تريليون قدم مكعبة غاز قابلة للزيادة، هذا إلى جانب الكشف الذى تم وضعه على خريطة الإنتاج بمعدلات تبلغ نحو 12 مليون قدم مكعبة غاز يوميا، إلى جانب الاكتشافات الجديدة للزيت الخام التى جاء من أهمها الكشف البترولى الذى تحقق فى منطقة عمل شركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول فى شرق جبل الزيت بخليج السويس بمعدل إنتاج 3000 برميل يوميا. كما تم توصيل الغاز إلى منازل مدينة القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية بعد أن تم إنجاز مشروعات لتوصيل الغاز بالقنطرة شرق ومدينة الإسماعيلية الجديدة، كما تم توصيل الغاز الطبيعى إلى منازل محافظة مرسى مطروح لأول مرة خلال ديسمبر 2016، بالإضافة إلى إنشاء مشروعات فى ميناء سوميد بالسخنة تشمل 3 صهاريج لاستقبال وتخزين وتداول البوتاجاز و3 صهاريج للمازوت ورصيفًا جديدًا لاستقبال المنتجات البترولية والغاز المسال بتكلفة 324 مليون دولار.