حدثت القارئ الفاضل العزيز بالأمس عن إنني أتمنى ما أزال أن لو صمت كل كاتب يتناول الشأن السوري اليوم، ما دمنا قد أدمنا الصمت العملي، أي الامتناع عن الفعل الإيجابي المناسب لمدة تزيد عن العام حيال ما يحدث لإخواننا هناك حتى إنهم نظموا منذ أيام جمعة أسموها:(جمعة التخاذل العربي)، أو لم يؤلم كل عربي مناضل حر على امتداد وطن واحد نتمناه من المحيط إلى الخليج، ألم يقض مضجع كل عربي ومسلم سليم الفطرة والوجدان يظن إنه يحيا لم يمت حتى اليوم، أفلم ينحر ويذبح البشرية فينا، إن كنا ما زلنا بشراً، قول السوريين في كل آن ومنذ بداية ثورتهم المباركة: وينكم يا عرب وينكم يا مسلمين؟ بل تمادى شطط الموقف وهو منطقي بالمناسبة ببعضهم حتى إنه ليقول في موقف يذبح فيه أهل شارعه، إن لم يكن أقرب، ويقذفون فيما هو يتوجه لكاميرا لعله تسعفه بعدما لم يجد سلاحاً، قل لي بربك ماذا تجدي الكلمات في مثل مئات بل آلاف المواقف من مثل هذه؟ ولكن للحقيقة لولا إنها كلمة حق تذكر بموقف مخز من شاب فاسد وإن ظل رئيساً للجمهورية أو للمكلية بالتقلية في سوريا لليوم، لولا أنهنا كلمة حق ما ذكرتها. ولكن هل تجدي الكلمات مع (جزار بشري ) يقود مظلوماً، إنساناً مثله لحتفه؟ لا لأن الأخير لمس جلده أو منع عنه الطعام أو أفسد عليه هناء الشراب، ولو أنه فعل ما حق لجنود النظام السوري المجرمين ممن يهاجمون العزل أن يغتالوهم، ولطالما قلت إن قانون الغاب أفضل من قانون بعض حكامنا العرب اليوم، وكم تظلم بعض وتسفه ويساء إليها، فحيوان الغاب لا يأكل منافسه ليبقى هو على الصدارة في ميدان العشب والأشجار، بمعنى هل سمع أحد منا عن أسد أكل حيواناً ضعيفاً من حيوانات الجوار في الغابة لمجرد أنه أنكر عليه أنه ملكها؟ يأبى الأسد الضاري حيوان الغاب أن يفعلها، بل يترفع ببساطه لأنه حيوان وليس إنساناً كافراً، وكلمة كافر هنا لا تخص العقيدة بل تخص طمس الحق وأبسط مقوماته والكلمة في اللغة تعني التغطية، وحاشا لله أن أتهم إنساناً بها بمعناها العام الدارج الخاص بالعقيدة مهما فعل، أفنكر على الآخرين ما أقترفه؟ ولربما ثاب مثل حيوان الغاب إن أخطأ وما يثوب بشار الأسد ولكني أترك أمره لله عز وجل وأترفع عن أن أصمه بوصف ...، فحيوان الغاب يأنف من فعل بشار والأخير يدعي كونه أسداً على النساء والعجائز والصغار بل يفعل في شعبه ما لم يفعله اليهود الصهاينة في الغالب الأعم من افعاله، وما رف التتار فعله باستمرار، وشبيه حقيري البشر، بشار، وجنوده بعدما صمتنا، كعرب، على افعاله لشهور، هي طويلة على اصحاب الحاجات من المظلومين في الأرض، وحينما نطقنا قلنا عنه إنه ينادي بالطائفية وكونه علوياً، وهو ما حدث بالفعل من هذا الآفاق الدعي الجبان العاجز عن رد إساءة إسرائيل؛ شارب دم إخوانه من العرب لا من البهائم الذين آل أمرهم إليه، ولو أنه فعل هذا بالبهائم لشد رحال السباب إليه السادة من أتباع الفنانة العالمية (برجريت باردو) وهي من نادت، زوراً، بالرحمة بالخراف من ذبح المسلمين لها في عيد الأضحى، أما ما يفعله هذا الجبان بالمسلمين فلا يخص السادة الفنانين بل إن زعيمهم في مصر، وهي زعامة مزعومة على طريقة الآفاق بشار، يقول بإنه سيحتفل بالنصر مع زعيمه في دمشق حينما ينتصر على العداون الغاشم، والكلام للسيد عادل إمام، أو لمن صدق فيه قول الراحل: دعونا الله تعالى لكي يهبنا إماماً عادلاً فرزقنا بالسيد عادل إمام، وليت الأخير عدل، وليت الأستاذ الفاضل محمد عبد القدوس يتمهل قبل أن يصفه بما ليس فيه، وإن كنت لست مع محاكمة إمام ولكني لست مع مدحه بما ليس فيه أيضاً. من مخازي مسلمي اليوم وجود مثل بشار فيهم، ووجود من يقولون ويكتبون من أجل بقائه فيما الرجل يذبح ويقطع لا قومه بل أقوامنا، فما عاد من البشر ولا تتشرف به حيوانات الغاب فهي لا تأكل إلا إذا جاعت او وجدت من يهدد حياتها، فيما يحارب ليظل حاكماً، ولا أعرف آلشيطان أذكى أم هو؟ أما لماذا أعاود الكتابة عنه اليوم إذن؟
بصراحة فلأنني مستفز، لا من وسائل الإعلام الحكومية السورية التي خلعت برقع الإنسانية مثل رئيسها وتنعر بوجود مؤامرة كونية على (أرنب) مع الاعتذار للأرانب والفئران وكل فصيلة القوارض، إنني مستفز لا من الإعلام السوري الخسيس، ولا من التخاذل العربي الإسلامي المهين الذي فكر وفكر ثم فكر وفكر ثم فكر وتمخض عن شئ كلمة عجز منه بريئة، فبعد ترهات نبيل العربي، ووزير خارجية قطر المبجل، ونداءات كل السادة الثعلب، مع الاعتذار للأخيرة، تدخل السيد أنان ليضيع مزيداً من الوقت لتهدر فيه دماء السوريين من جديد حتى أربعة أيام قادمة تساوي دماء أكثر من مائة سوري، نسأل الله تعالى السلامة، وليطالب بوقف أنهار الدماء وتشم من كلامه بقاء الوضع كما هو عليه، فلم استشهد الآف إذن؟ وإن صح فهمي فهل السيد أنان أذكى إخوانه أم أنبه أهل العالم؟هل جئت بالتايهه؟ وهل سيقبل أهل الشهداء أن تذهب الدماء هدراً فيما يوقف فقط (العنف المتبادل) من الطرفين لتعود الشرعية المزيفة لتحكم من جديد. أكتب لأن صورة أخرجتني عن طوري وذكرتني بأن هناك شيطاناً من الأنس هي أشد فتكاً من شياطين الجن بمراحل عجيبة، فإذا كنت أعد صمتنا صمتاً مشابه لصمت الشياطين بل فرحها لخطأ البشر، وإن تحدثنا، للأسف، قلنا عن الطائفة العلوية التي تقتل السنة، وإن كانت الحقيقة هكذا، فلو أن السنة هم من يذبحون العلويين لحق لنا ان نثور، لا أدري لماذا صرنا نفهم الإسلام فهماً خاطئاً وعلى مستوى علية القوم، وأقول الإسلام عوضاً عن الإنسانية، وعندي أن الإسلام أعم من الإنسانية. أما الصورة فالسيدة، مع الاعتذار لجميع السيدات العاقلات الفضليات التفكير على مدار التاريخ، أسماء زوج المجرم، مع الاعتذار للمجرمين، بشار تبتسم في تيه فيما زوجه إن كانوا هم يملكون الفضائيات فنحن نملك الأرض.. وهي الجملة التي كادن تصيبني بلوثة تجعلني أسير في الشوارع كالأبله المجنون أهتف: أنا الديكتاتور الحقيقي؟! وهي العبارة التي رددتها ال(مأفونة) أسماء، زوج بشار، وللحقيقة لا أعرف اسم أبيها الحقيقي، ولا تشرفني معرفته، وقد أرسلتها على إيميلها الخاص الذي تم اختراقه من قبل الغرب، ولم يك أمر اختراقه ليعني قرب سقوط نظام بشار بل لم يك يعني شيئاً سوى مسلسل التفاهات العالمي المواكب لمسلسل التفاهات المصاحبة لذبح الثوريين السوريين، والأمر يصيب بالمزيد والمزيد من الخبل نتيجة التخاذل العالمي ومن عجب إن الإعلام ما يزال يأكل عيشاً على حساب شهداء سوريا وجرحاهم ، ومهجريهم، بلغ عددهم ألفين وثمانمائة الخميس فقط فيما أذاعت الجزيرة صاحبة البلاي استيشن أو الفوتوشوب للمظاهرات ضده، برأي السيد الزعيم المشيطن بشار، ومن أسباب الخبل الافتتاحية لا أكثر، وهناك من الأسباب ما همو أكثر مباشرة لا يستدعي ترك كتابة القصة والرواية فقط بل الجنون من قبل صاحب هذه الكلمات، ومن الجنون ما يستدعي الجري في الشوارع، ومن أسباب الخبل الافتتاحية، أيضاً، عفن الكلمات التي يسمعها المرء من قادة الشيعة، وكم كنت احب ألا ينجرفوا لهذا المستنقع؟ وكم كنت أحب لحسن نصر الله ألا يكون مثل هذا الرجل الذي ينطق بالهراء بعدما لطم إسرائيل على خلفية فمها عام 2007م وكم كانت اللطمة عزيزة كما كانت الممفاجأة بالبذاءة اليومن منه أعز على قلوبنا. أو هكذا يفعل العفن البشري بالبشر اليوم وفي القرن الحادي والعشرين؟ وللحديث بقية إن بقي في العمر بقية.