ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أنه رغم تشجيع الشعب الامريكي للعقوبات المفروضة من واشنطن على النفط الايراني وذلك لثني طهران عن امتلاك اسلحة نووية، إلا أن تلك العقوبات ستؤثر على المواطن الامريكي. وأضافت الصحيفة - فى تعليق أوردته على موقعها الالكترونى- نقلا عن خبراء دوليين في مجال الطاقة أن العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني ستدفع بالحكومة الأمريكية إلى رفع أسعار البنزين لسد حاجات مستهلكيها النفطية مما سيضطر بالأمريكيين لدفع حوالى خمسة وعشرين سنتا زيادة للجالون الواحد داخل محطات البنزين. وأوضحت الصحيفة:أنه وفى حين يدفع المستهلك الأمريكي حاليا أربعة دولارات كمتوسط سعر للجالون الواحد ، شدد بعض الخبراء في مجال التجارة الدولية على ضرورة قيام السياسيين الأمريكيين بمناقشة تكلفة العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة على إيران بشكل أكثر وضوحا لان تلك العقوبات لن تؤثر فقط على إيران بل ستؤثر إيضا على المستهلك الامريكي. ونقلت الصحيفة عن بيل رينش رئيس المجلس الوطني الأمريكى للتجارة الخارجية - وهى منظمة أمريكية تعارض بصورة عامة فرض أى عقوبات إقتصادية ، قوله إن "النهج التى تتبعه الولاياتالمتحدة فى عقوباتها الإقتصادية ضد طهران هو أن تتكبد إيران تكاليف الخسارة الفادحة ويعود النفع على المواطنين الأمريكيين ، لكن الإهتمام الذى تحظى به القضية الإيرانية يرجع فى واقع الأمر إلى الأثر الذى تتسبب فيه العقوبات على قطاع الطاقة الأمريكى". وأكد خبراء للطاقة أنه من الصعب تحديد ما ستكلفه العقوبات الإيرانية على المستهلك الامريكي ، حيث أشار لوسيان بجليارسي رئيس مؤسسة البحث لسياسات الطاقة إلى أنه وفقا للتقديرات فإن العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة والدول الاخرى على قطاع الطاقة الإيراني وعلى البنك المركزي الإيراني للتأثير على صادراتها النفطية ولإقناعها بالعدول عن برنامجها النووي ، يكلف طهران خسارة حوالي ثلاثين الف برميل يوميا ، مضيفا أنه على هامش العوامل الاخرى التي تؤثر على أسواق النفط العالمية فإن إنخفاض صادرات النفط الإيراني سيزيد السعر العالمي لبرميل النفط الخام عشرة دولارات زيادة عن سعره الحالي. واختتمت الصحيفة تقريرها مشيرة الى استمرار تصعيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما للعقوبات على إيران وذلك لثنيها عن مواصلة برنامجهاالنووي فقد فرض عقوبات جديدة على البنك المركزي الإيراني في نهاية الشهر الماضي، ووقع أوباما في شهر يناير الماضي على قانون يقضي بمعاقبة إيران بسبب برنامجها النووي وسط تأييد شعبى أمريكى لتلك العقوبات.