كتب - عبدالرحيم أبوشامة: يدرس الاتحاد المصرى للتأمين تأثير الثورة الصناعية الرابعة والتى تتمثل فى التكنولوجيا وثورة المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعى على أعمال شركات التأمين فى مصر. وتوقع الاتحاد حدوث تغيير جذري فى الهياكل الأساسية للقطاعات الاقتصادية المختلفة بما فى ذلك قطاع التأمين نتيجة هذه التطورات فى ظل التقدم الهائل فى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وتعاظم دور التجارة الإلكترونية فى مجال تسويق السلع والخدمات عبر شبكة الإنترنت، كأحد أبرز التطبيقات. وأشار الاتحاد برئاسة المهندس علاء الزهيرى إلى أن الاتحاد بالتعاون مع شركات التأمين سيقوم بعقد الندوات الفنية الخاصة بمواجهة المخاطر الناجمة عن الثورة الصناعية الرابعة ومخاطر عدم استجابة شركات التأمين لمثل هذه التطورات بالسرعة الكافية، إلى جانب إعداد الخطط المناسبة لمواجهتها، مما من شأنه أن يجعلها فى موقف يصعب معه تحقيق أى مزايا.. وأكد ضرورة إعداد الاستراتيجيات المناسبة التى تكفل لشركات التأمين تحقيق أكبر استفادة ممكنة من التطبيقات الإلكترونية والتكنولوجية لتدعيم قدرتها التنافسية. ولفت إلى أن الثورة الصناعية الرابعة، والتى بدأت بالذكاء الاصطناعى وثورة الانترنت والروبوتات والبيانات الكبيرة، بالإضافة إلى البلوك تشين وغيره، ستشمل جميع النظم الاقتصادية العالمية، بما فى ذلك التأمين، والتى عن طريقها يمكن مراجعة كميات هائلة من البيانات فى أقل وقت ممكن. وسينعكس ذلك التقدم فى مجال الاتصالات المتنقلة من حيث تبسيط المعاملات بين المؤمن والمؤمن عليه وتغيير دورة حياة التأمين وتأثيرها على البلدان المتقدمة والاقتصادات الناشئة، ويمكن لشركات التأمين تسخير هذه التقنيات لزيادة حجم أعمالها وانتشارها. وقد تؤدى رقمنة الاكتتاب فى التأمين إلى خفض مصروفات الاكتتاب مما يدعم أداء شركات التأمين (إعادة التأمين)، كما يمكن تحسين حجم المطالبات عن طريق خفض التكاليف. وقال الاتحاد إن هذه الوفورات التحليلية والإدارية يمكن أن تسمح لشركات التأمين بتقاضى أقساط أقل من توقعات عملائها، ويمكن أن تمتد التغطية التأمينية فى نهاية الأمر إلى تغطية إعداد أكبر من الأعداد الحالية وتزيد من قدرة شركات التأمين على مواجهة مطالبات حاملى وثائق التأمين. كما يمكن أن تؤدى الرقمنة المستمرة للاكتتاب بالتأمين إلى زيادة انتشار التأمين فى الأسواق الناشئة، وفى الوقت الحالى، تظل الغالبية العظمى من الخسائر الاقتصادية فى الأسواق الناشئة غير مغطاة، كما أن تأثير الكوارث الطبيعية وتغير المناخ والأوبئة يتفاقم فى البلدان التى تفتقر إلى البنية التحتية والخدمات الكافية. وفوائد الاكتتاب عن طريق الكمبيوتر ونمذجة المخاطر وتحليلات البيانات يمكن أن تقنع المكتتبين بتوسيع التغطية التأمينية لتشمل شرائح وأنواعاً لم تكن مؤمنة من قبل نتيجة حجمها الصغير فى السوق، مما يحميها من الخسائر التى لم يكن يغطيها التأمين التقليدى. وتستخدم التكنولوجيا فى عمليات المطالبات بالنسبة لكل من تقييم الخسارة وعملية معالجة المطالبات. وتهدف شركات التأمين من تقييم أو تعديل المطالبات، إلى تحسين دقة وشمولية البيانات التى تجمعها، بالإضافة إلى خفض التكاليف. بالنسبة لتغطية التأمينات الشخصية الصغيرة فإن مفتاح تقييم سرعة المطالبات هو إنشاء عملية مبرمجة بالكامل. ويشير الإجماع السائد فى الصناعة إلى أن خدمة المطالبات الناجحة ما زالت تنطوى على تفاعل بشرى فى الغالبية العظمى من الحالات؛ أما التكنولوجيا فهى أداة للشركات، بدلاً من أن تكون بديلاً عن الموظفين المهرة.