وجدى زين الدين حمزة بن عبدالمطلب كان يعرف عظمة ابن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم، وكان على بينة من حقيقة أمره، عرفه معرفة الأخ والصديق، فالرسول وحمزة من جيل واحد وسن متقاربة، وجاء اليوم الموعود وخرج حمزة متوحشًا قوسه تجاه الصحراء يمارس هواية الصيد ورياضته الأثيرة وكان صاحب مهارة وعاد إلى الكعبة بعدها، وسمع هناك ما صنعه أبوجهل برسول الله واستمع حمزة لهذا الحديث جيدًا، وراح يبحث عن أبى جهل حتى لقيه واستل قوسه وهوى بها على رأسه فشجه وأدماه وصاح فيه أتشتم محمدًا وأنا على دينه أقول ما يقول، ونسى الجالسون جميعًا الإهانة التى نزلت بزعيمهم أبى جهل والدم الذى ينزل من رأسه وشغلتهم الكلمة التى حاقت بهم كالصاعقة وهى أنه على دين محم صلى الله عليه وسلم هنا أعلن حمزة إسلامه وهو أعز رجال قريش وأقواهم شكيمة، كان حمزة يحمل عقلاً نافذًا وضميرًا مستقيمًا، وهنا أعز الله الاسلام بحمزة ووقف شامخًا قويًا يذود عن رسول الله وعن المستضعفين فى الأرض، ورآه أبوجهل يقف فى صفوف المسلمين، فأدرك أنها الحرب لا محالة وراح يحرض قريش على إنزال الأذى بالرسول صلى الله عليه وسلم.. ومنذ أسلم حمزة نذر كل عافيته وبأسه وحياته لله ولدينه حتى خلع الرسول عليه هذا اللقب العظيم أسد الله وأسد رسوله وأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء الأعداء كان أميرها حمزة، وجاءت غزوة أحد، حيث خرجت قريش عن بكرة أبيها ومعها حلفاؤها من العرب بقيادة أبى سفيان.. وكانت هند بنت عتبة زوجة أبوسفيان قد فقدت أباها فى بدر وكذلك عمها وأخاها، وأستأجرت عبدًا يدعى «وحشى» قتل حمزة فى أُحد، بعد بلائه حسنًا فى هذه المعركة.