مروة البشير : نشأ حمزة بن عبد المطلب نشأة عزيزة في ظل أب جليل وفي رحاب بيت كريم هو بيت عبدالمطلب بن هاشم,وكان رضي الله عنه قويا شامخا يذود عن الرسول صلي الله عليه وسلم وعن المستضعفين من أصحابه ونذر كل حياته لخدمة دينه ورسوله. يقول الدكتور سالم مرة استاذ الفقه بجامعة الأزهر إن حمزة رضي الله عنه كان يحب الصيد والقنص في البادية, وفي ذات مرة يوم عودته من صيده أخبرته جارية لعبدالله بن جدعان أن أبا جهل سب النبي صلي الله عليه وسلم وشتمه شتما قبيحا وانصرف النبي صلي الله عليه وسلم ولم يرد علي أبي جهل كلمة واحدة, فغضب حمزة غضبا شديدا, فلما دخل المسجد الحرام نظر حمزة فوجد أبا جهل جالسا بين قومه فأقبل نحوه حتي وقف عليه ورفع القوس فضربن علي رأسه فشجه شجة منكرة وقال له: أتشتمه وأنا علي دينه أقول كما يقول؟ وأراد بعض القوم نصرة أبي جهل فقال لهم في تخاذل دعوه فإني قد سببت أبن أخيه سبا قبيحا, وثبت حمزة علي إسلامه وعرفت قريش أن الرسول صلي الله عليه وسلم بإسلام حمزة قد عز وامتنع فكفوا عن بعض ما كانوا ينالونه منه. وقد لازم حمزة النبي صلي الله عليه وسلم وأزره وشعر المسلمون وحمزة معهم بالطمأنينة والأمن, وهاجر حمزة إلي المدينة بعد الرسول صلي الله عليه وسلم, وهناك أبلي بلاء حسنا, وفي يوم بدر قتل حمزة أول قتيل من المشركين وهو الأسود بن عبدالأسد المخزومي وكان شرسا سيء الخلق وقد أقسم ليقتحمن حوض المسلمين ويشرب منه أو يقتل دونه فقتله حمزة رضي الله عنه, ففي هذه الغزوة قاتل حمزة بين يدي الرسول صلي الله عليه وسلم بسيفين وأبلي في الله تعالي بلاء حسنا وفعل بقريش الأفاعيل, وفي يوم أحد لم يكن بلاء حمزة رضي الله عنه بأقل من بلائه يوم بدر, فقد أعمل سيفه في رقاب أعداء الله فقتل من صناديدهم من قتل حتي ترصد له وحش وقذفه بحربته في رمية غادرة نال بها حمزة نعمة الشهادة ولقب بأسد الله وأسد رسوله صلي الله عليه وسلم. ويضيف الدكتور سالم مرة أنه لم ينه الموت ما بين حمزة وقريش من الخصومة بل وجدت قريش في جسده فرصة لتنفس عن غلها وحقدها وتمثل ذلك بأبشع صورة في تصرف أبي سفيان وزوجته هند, أما أبو سفيان فقد وقف علي جسد البطل الشهيد وقد مثل به وأخذ يناديه في شماته وحقد يقول يا أبا عمارة وهي كنية حمزة دار الدهر وحال الأمر واشتفت نفسي منكم ثم ضربه برمحه في شدقه ولم يخجل أبو سفيان بما يصنع ولكن الله فضحه حيث مر عليه أحد أحلافه وهو يفعل فعلته فهتف به في إنكار وقال: سيد قريش يصنع بابن عمه ما أري, فتوسل إليه أبو سفيان أن يكتم هذه الزلة, وأما هند فقد بقرت بطن حمزة وأخرجت كبده ولاكتها كالوحش الضاري ثم لفظتها, ولما وقف الرسول صلي الله عليه وسلم في تلك الصورة قال: لن أصاب بمثلك أبدا, ثم قال: إن جبريل جاءني وأخبرني أن حمزة بن عبدالمطلب مكتوب في أهل السموات السبع حمزة بن عبدالمطلب أسد الله وأسد رسوله.