"أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسط " هكذا وصى الرسول "صلى الله عليه وسلم " المسلمين برعاية الأيتام والاهتمام بتربيتهم وجعل لذلك ثواب عظيم بأن جعل كافل اليتيم فى نفس مرتبة الرسول ، ورغم أن الدولة حرصت على إنشاء دور رعاية الأيتام وتأهيلهم نفسيا وحمايتهم من الشوارع واستخدامهم فى الاعمال المنافية للاداب ، ولكن للاسف نجد ان هذه الدار التى كلفت الدولة الكثير هى تلك الدار التى تعذب الاطفال وتكون هى السبب الى العودة للشارع. ومن الأمور التى تدعو الى الاندهاش ان تجد دار ايتام باسم " دار الرشاد " هى احد دار الايتام بشرق الاسكندرية ، تعمل على وأد مستقبل الاطفال وقتل طفولتهم من خلال تعذيبهم والاعتداء عليهم بالضرب والسب ، انتزعت الرحمة من قلب مشرفة الدار على اطفال صغار بلا ماوى او ايدى تحنو عليهم فقد حرماتهم الدنيا من الاب والام وبدلا من ان تكن مشرفة الدار هى بديل الاهالى فانها تحولت الى " امنا الغولة " فتبدأ تخرج الشر الكامن بداخلها لتمارسه على أطفال الدار بضربهم ،وسحلهم ما تسبب فى إصابتهم بسحجات وكدمات. رصدت "الوفد " واقعة اخرى من وقائع مسلسل تعذيب الأطفال المستمر يوما تلو الآخر، ولم يتصدى أحد لهم ويتم الاكتفاء بالتحقيقات التى تنتهى بالجزء الادارى ولم يوجد عقاب صارم لتكون عبرة لكل من يحاول الاعتداء على هؤلاء الأطفال الأبرياء . شهدت الاسكندرية حالة من الجدل عقب تداول مواقع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى لتكشف جريمة بشعة تعرض أطفال أيتام تتراوح أعمارهم بين عام واحد و5 سنوات إلى اعتداء بالضرب داخل الدار لرعاية الأيتام الكائنة بمنطقة السيوف شرقي المحافظة، بعد انتشار فيديو التقطته إحدى العاملات بالدار – فصلت من عملها فيما بعد- يظهر علامات الاعتداء على أجساد الأطفال . فيديو يثير الجدل البداية كانت يوم الجمعة الماضي، بفيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" جاء فيه اعتراف من طفل إلى سيدة تبين فيما بعد أنها مشرفة بالدار- يفيد بتعرضه وزملائه بالضرب وأرفقت به صور ظهرت فيها آثار تعذيب على أجزاء متفرقة في جساد طفل لا يتجاوز العام ونصف العام من العمر اتهامات متبادلة عقب ساعات من تداول الفيديو جرى حذفه من مصدره الأصلي فيما حصلت عليه إحدى الصفحات الناشطة في حقوق الطفل، وذكرت الصفحة أن مسؤولو الدار اتهموا المشرفة صاحبة الفيديو بأنها المعتدية وقامت بتصوير الأطفال لاستغلالهم، وأفادوا بأن إدارة الدار حاولت التعتيم على الأمر وغلقه، مطالبين بفتح تحقيق من قبل وزارة التضامن الاجتماعي بعد إبلاغهم رسميًا بالواقعة. "ممنوع دخول الزائرين" توجهت " الوفد " الى الدار وحاولنا دخول دار الأيتام للتواصل مع الأطفال المقيمين به، إلا أن الإدارة أعلنت قرارًا مفاجئًا بمنع دخول الزائرين الذين كان من المفترض أن يتم استقبالهم يوميًا للتواصل مع الأطفال وعمل الخير كدعم نفسي ومعنوي لهم. وقاموا بوضع لافتة كتبت فيها "ممنوع دخول الزائرين لدار الأيتام نظرًا لعدم الإحراج" بتوقيع مدير المؤسسة ويدعى زكريا. وافاد الحارس بأن الدار سيسمح بدخول الزائرين بعد مرور أسبوع من اليوم دون إبداء أي أسباب، " كواليس حقيقة فيديو تعذيب " نادر " طفل الدار " كشفت صاحبة الفيديو المتداول والتى تبين انها تدعى " داليا " والتي تبين انها كانت تعمل في الدار منذ ما يزيد عن 3 سنوات إلا أنها كانت تركت العمل لاعتراضها على سوء المعاملة من بعض المشرفات غير المؤهلات للتعامل مع الأطفال وزعمت أنها اتخذت القرار لعدم قدرتها على تغيير الأمر، حتى طلب منها المدير المسؤول بالعودة مرة أخرى في شهر مارس الماضي ووافقت لتعلقها بالأطفال خاصة وأن أحدهم يظن أنها والدته ،عندما تسلمت العمل كنت ألاحظ آثار علامات زرقاء على أجساد الأطفال، وعندما كنت أسألهم عن المتسبب كانت الإجابة هي ماما، وهي الصفة التي تطلق على كافة المشرفات بالدار، في إشارة من الأطفال إلى إحدى العاملات"، وكانت قد كررت الشكوى للإدارة أملًا في وضع حدًا للأمر إلا أنني فوجئت بمدير المكان لا يبدي أي اعتراض على تلك الممارسات باعتبارها أسلوب في تأديب الأطفال والسيطرة عليهم". كشفت " داليا " أن آخر الوقائع التي رصدتها كانت لطفل يدعى "نادر"، 5 سنوات، الذي ظهر في مقطع الفيديو، إذ زعمت أنه كان يتعرض للضرب بسبب تعنيف إحدى المشرفات له لعدم تمكنه من السيطرة على عملية الإخراج، ما جعل الأمر يتفاقم، بالإضافة إلى الطفل "يوسف" البالغ من العمر عام وشهرين، الذي تعرض لضرب مبرح ظهرت آثاره على وجهه دون تمكنها من معرفة مرتكب الواقعة ،وأوضحت أنها صورت الأطفال بعد أن فاض بها الكيل لما يتعرضون له بصفة يومية بهدف إرسال رسالة استغاثة وتحذير إلى كل من يهمه الأمر لإنقاذ الأطفال، لافتة إلى أنها تلقت تهديدًا من مدير الدار في حالة عدم حذف المقاطع المنشورة، وتابعت أن الضرب ليس الأزمة الوحيدة التي رصدتها داخل الدار حيث يعاني الأطفال- حسب روايتها- من سوء التغذية بسبب نقص المواد الغذائية التي يتوجب توفيرها لهم بشكل يومي. " مديرية التضامن خارج نطاق الخدمة " من ناحيتهم، رفض مسؤولو مديرية التضامن الاجتماعي بالاسكندرية الإدلاء بأي تصريحات صحفية بشأن الواقعة، وكانها خارج نطاق الخدمة فيما يحدث من كارثة بحق هؤلاء الاطفال ، واكتفوا بكتابة منشور مقتضب على صفحتهم الرسمية جاء فيه: "أنه توجه فريق التدخل السريع للدار وتفقد الأبناء الموجودين للاطمئنان عليهم ومعاقبة أي مخطئ تجاه الأطفال وتدريب القائمين على رعاية الأبناء بالتعاون مع هيئة إنقاذ الطفولة من خلال برنامج التربية الإيجابية، لتجنب أي تعامل سيئ من المشرفين تجاه الأبناء مستقبلاً"، فيما لم توضح المديرية حقيقة الواقعة ومرتكبيها أو ماهية العقاب الذي جرى ذكره في بيانها. " بيان وزارة التضامن الاجتماعى " كشف بيان رسمي جاء فيه أن الوزارة فتحت التحقيق في واقعة الاعتداء على طفل بحضانة إيوائية تابعة لجمعية الرشاد المشهرة برقم 2636 لسنة 2011 توصل فريق التدخل السريع التابع لوزراة التضامن الاجتماعي لصحة واقعة الاعتداء وتبين تورط اثنين من مشرفات الحضانة قامت الجمعية بفصلهما فعلًا، وتم تحرير محضر بالواقعة في قسم شرطة ثان الرمل، وجاري إحالة المتهمين للنيابة العامة. وأضاف البيان أن وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي وجهت فريق التدخل السريع بالتحقيق في الواقعة واستمر التحقيق على مدار يومين وجاء في تقريره أنه بمراجعة السجلات تبين أن المشرفة التي قامت بضرب الطفل تدعى "دنيا. ك. ع" ومن قامت بالتصوير مشرفة صديقتها تدعى "داليا. ف. ع"، واتفقن على نشر الفيديو واتهام مشرفات آخريات على مواقع التواصل الاجتماعى لوجود خلاف شخصى بينهم . واكدت الوزارة إنه جرى فتح تحقيق إداري بمعرفة مأمور الضبط القضائي التابع للوزارة مع باقي المشرفات بالدار واللائي أكدن أنه عند استلام الأبناء من المشرفة "دنيا" وجدن الطفل يوسف، عام وشهرين، وبه آثار ضرب، فيما قامت إدارة الدار يوم الجمعة بفصل المشرفتين بعد التأكد من قيامهما بهذا الفعل.وحرر مأمور الضبط القضائى محضر إدارى بالدار واصطحب المدير المسؤول لتحرير محضر بقسم شرطة ثان الرمل ضد المشرفتين المتورطتين فى الاعتداء على الطفل وإحالتهم للنيابة العامة، فيما وجهت وزيرة التضامن بالاطمئنان على باقي الأطفال والتأكد من سلامتهم جميعا وعدم تعرضهم لأي اعتداء أو سوء معاملة. " تحقيقات النيابة " استمعت نيابة ثان الرمل، إلى أقوال أعضاء لجنة التدخل السريع التي أرسلتها وزارة التضامن للتحقيق في الواقعة وأفاد أعضاء اللجنة في أقوالهم بأنهم كلفوا من الوزارة بالتحقيق في مقطع الفيديو المتداول وتوصلت تحقيقاتهم إلى صحة الواقعة وتورط اثنين من المشرفات بالحضانة قامت الجمعية بفصلهما في وقت سابق. وأفادت لجنة الوزارة في تقريرها الذي سلمته للنيابة العامة، بأنه ثبت أن المشرفتان المتورطتان في الواقعة على خلاف مع مشرفة أخرى وارتكبتا الواقعة وقامتا بتصوير مقطع الفيديو لإلصاقه بزميلتهما بسبب تلك الخلافات بينهن وأوضحن قيام مدير الدار بفصل المشرفتين. وبعرض نتائج التحقيقات على المستشار مصطفى هاني المحامي العام الأول لنيابات شرق الاسكندرية الكلية أمر بسرعة عرض الطفل المجني عليه على الطب الشرعي لتحديد إصابته وتوقيت حدوثها والأدوات المستخدمة في الاعتداء. وأمرت النيابة باستدعاء مسؤولي الدار للتحقيق وضبط ملف الدار وإحضاره إلى النيابة العامة للتأكد من صحة التراخيص، وسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة، كما تقرر التحفظ على مقطع الفيديو المتداول وعرضه على لجنة فنية متخصصة، فيما توجه عضو من النيابة العامة إلى الدار للاستماع إلى أقوال الأطفال.