كتب - محمود الشاذلى: يُقال إن الانتقام أعمى، وأخطر ما يواجهه الإنسان فى غضبه، ولكن لبشاعة ما نتعرض له فى الحياة من طعنات فى الظهر أو ظلم من قريب أو صديق يضطر الإنسان لاستخدامه لتوقيع أقصى العقاب على الجانى، ففى هذه الأيام أصبحت مقولة «إن الصديق الوفى بمثابة الأخ الذى لم تلده الأم» شيئاً أشبه بالمستحيل، فالوقائع والقصص التى حدثت خلال الفترة الماضية تؤكد أن الصديق الوفى ما هى إلا أكذوبة تتردد فى المجالس فقط خاصة حينما يكون كالثعبان يتودد لصديقه حتى يفعل جريمته فى صمت كما يفعل الأعداء، حتى إن كان أعز صديق لديك هناك بعض الرغبات التى من الممكن أن تسيطر على غرائزه وتجعله يقع فى فخ الشيطان. القصة بدأت حينما تعرف 3 أشقاء على زميل لهم فى المدينة التى يقطنون بها بمحافظة الشرقية، حيث أصبح بينهم علاقة قوية، وصلت لحد الأخوة، أو أكثر من ذلك بكثير. وبعد ذلك قرر الأشقاء الثلاثة أن يصطحبوا صديقهم إلى المنزل لكى يتعرف على والدهم العجوز والأم ليطمئنا على أبنائهما ويتعرفا على هذا الصديق الذى يتحدثون عنه كثيراً وعن طيبته وحبه لهم، وبعد مراقبة الأب والأم لصديق أبنائهم اعتبروه شقيقهم الرابع لما شاهدوه من حسن الخلق والمعاملة الحسنة التى يتمتع بها صديقهم. بدأ صديقهم فى التردد باستمرار على منزل أصدقائه الثلاثة يأكل ويشرب معهم ويدخل المنزل فى غيابهم وكأنه واحد من الأسرة، بعدما اطمأن الأب والأم له، ولكن لم يكن الصديق على قدر هذه المسئولية والثقة التى منحتها الأسرة له فكان دائم الإعجاب بالأم ومظهرها وقوامها، ودائم اختلاس النظرات لها حيث كانت طاغية الأنوثة والجمال، فى حين أنه هو شاب مراهق لم يتجاوز ال18 عاماً، وتراوده أحلام بالاختلاء بها وأنه مولع ومعجب بأنوثتها وقوامها حتى صوتها. وفى أحد الأيام علم الصديق أن أصدقاءه الثلاثة خارج المنزل فهمس فى أذنه الشيطان وذهب إلى منزل أصدقائه مستغلاً مقدرته على الدخول للمنزل فى غيابهم ومتحججاً بأن حافظة نقوده فُقدت ويريد البحث عنها، لتحقيق الحلم الذى يراوده، وما أن رأى الأم جن جنونه وفقد أعصابه ولم يفكر إلا فى إشباع رغباته وغرائزة الجنسية الدنيئة وتعدى عليها بالضرب حتى فقدت الوعى ثم تعدى عليها جنسياً وحينما استردت وعيها دخلت فى نوبة بكاء هيستيرى وهى تردد: «حرام عليك كنت باعتبرك زى ابنى.. ليه عملت فيا كده؟»، هددها بأنه قام بتصويرها عارية فى أوضاع مخلة وسوف يقوم بنشرها والتشهير بها على مواقع التواصل الاجتماعى فى حالة الإفصاح لأحد من أبنائها عما حدث. وبعد مرور أسابيع قليلة شعرت الأم بآلام شديدة فى البطن ودوار مستمر، فما كان من ابنها الأكبر إلى أن قام باصطحابها إلى أحد أطباء أمراض النساء والذى أجرى الكشف والتحاليل الطبية عليها، وفوجئ الابن الأكبر بأن الطبيب يبارك له أن والدته حامل فى الشهور الأولى، الأمر الذى دفع الابن للدخول فى مشاجرة عنيفة مع والدته لعلمه أن والده رجل مُسن ولا يستطيع معاشرة والدته جنسياً، وبعد الضغط عليها انهارت الأم فى البكاء وبعد أخذ العديد من الوعود من ابنها بأنه لن يفعل شيئاً ولن يخبر أحداً ويتم علاج الأمر بينهما، اعترفت له بالحقيقة. فجن جنون الابن ولم يتمالك أعصابه ولم يلتزم بعهود والدته، وقام بإبلاغ شقيقيه بما حدث وقام ثلاثتهم بالتخطيط لكيفية الانتقام ليدفع ثمن الخيانة بعدما طعنهم فى شرفهم. وفى يوم الجريمة استدرج الأشقاء الثلاثة صديقهم بحجة الذهاب لشراء مخدر الحشيش، وفى الطريق وثقوه وطعنوه بالسكين 26 طعنة، ثم تخلصوا من جثته فى الأراضى الزراعية. تنفس الأشقاء الثلاثة الصعداء وكأنه كان هماً يجثم على صدورهم وانتهى وتوجهوا إلى أمهم وأبلغوها بأنهم أخذوا بثأرها وغسلوا عارهم ونظفوا شرفها من الدنس الذى لحق بها على يد صديقهم الخائن.. عُثر على الجثة ممزقة من كثرة الطعنات وتم التعرف عليها ولم يكن من الصعب الوصول إلى الأشقاء الثلاثة وأن كثيراً من شهود العيان شاهدوا الأصدقاء الأربعة فى يوم الحادث وتم استدعاؤهم أنكروا فى بادئ الأمر، ولكن لرجال المباحث طريقتهم فى الوصول إلى الحقيقة، اعترف الأشقاء الثلاثة بقتل صديقهم لأنه دنس شرف والدتهم واغتصبها فى غيابهم وحملت منه سفاحاً.. وكان قرار النيابة بحبسهم، ووصلت أوراق القضية إلى قاعات المحكمة.. وبعد اطلاع القضاة على أوراقهم والتحقيقات والملابسات ورغم أن الجريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد ولكن السبب هو الدفاع عن شرف أمهم، فجاء الحكم مخففاً 5 سنوات سجناً لكل منهم.