كتب - عبده خليل: يحتل الكوبرى المعدنى مكانة خاصة فى نفوس الدمايطة تبنى فكرته محافظ دمياط الأسبق الدكتور محمد فتحى البرادعى، والذى أعاد إليه الحياة بعد أن كان سيتم بيعه خردة فى عهد المحافظ الأسبق لدمياط الدكتور عبدالعظيم وزير وقام البرادعى بتطويره، حيث يقع الكوبرى فى قلب مدينة دمياط أمام المكتبة العامة على كورنيش النيل وأصبح مصيره مجهولاً منذ ثورة يناير عام 2011 وحتى الآن ليتحول لخرابة وأصبح حالياً ملتقى للعشاق ومأوى لمدمنى المخدرات ويبلغ طوله 64 متراً وعرضه 14 متراً، حيث تم إنشاؤه باستثمارات بلغت 17 مليون جنيه من ميزانية هيئة الطرق والكبارى، كما تم تصميمه وتصنيعه وتركيبه بأيد مصرية بعد الثورة. فى البداية تقول أسماء مجدى ركة، باحثة قانونية: لا يوجد أحد من أبناء دمياط إلا وله ذكريات جميلة لا تنسى عن هذا الكوبرى القديم وسمعنا الكثير مما يرويه البعض عن ذكرياتهم مع هذا الكوبرى وارتباطهم الوجدانى به، حيث تم تركيبه فى دمياط سنة 1927 إلا أن تاريخه الحقيقى يرجع إلى ما قبل عام 1890، حيث كان قائماً على نيل إمبابة بالجيزة بطول 490م إلى أن تم استبداله بكوبرى آخر أحدث منه فى إمبابة وتم نقل أربعة أجزاء منه بطول 170 إلى موقعه الحالى بدمياط، مما يؤكد بلا جدال أنه يعتبر قياساً إلى تاريخه فى إمبابة أقدم كوبرى معدنى ما زال قائماً على نيل مصر. وفى عام 2006 لوحظ وجود من يقوم بتقطيع أجزاء من هذا الكوبرى وبالمتابعة تبين أن الكوبرى تم بيعه خردة إلى أحد الأفراد، فأصدر الدكتور محمد فتحى البرادعى محافظ دمياط أن ذلك أمر يمنع أى أعمال على الكوبرى وأنقذ الكوبرى من البيع كحديد خردة وتولت تجديد وترميم الكوبرى بعد نقله شركة المقاولون العرب، حيث كان مديرها فى هذا الوقت المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق. وبدأ العمل فى الكوبرى وتم تقسيمه إلى قاعة ندوات ومعرض فنون وتم تزويده بأحدث أجهزة الصوت وكاميرات المراقبة والضوء والمقاعد وستائر كهربائية تحمى الجالسين من أشعة الشمس الضارة وتم تزويده أيضاً بأجهزة تكييف مركزية وأطلق الجميع على هذا الحدث أنه فن حضارى وتاريخى سيذكره التاريخ، وتم تكلفة هذا الحدث 15 مليون جنيه منها 5 ملايين جنيه منحة من وزارة التعاون الدولى وفاز هذا الكوبرى بجائزة المدن العربية للتراث المعمارى، وكان منظراً من مناظر البهجة والفرحة لأبناء الشعب الدمياطى، كما تم عمل قاعة أمام الكوبرى على مساحة كبيرة تضم أكثر من 2500 شخص ليتم فى هذا المكان اجتماعات المحافظين وأصبح لهذا المكان أهم مركز ثقافى فى محافظة دمياط. وجاءت المفاجأة فى أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث طالت يد الفوضى والإهمال كوبرى دمياط التاريخى، حيث قامت مجموعة من اللصوص أعداء الوطن بعملية نهب وسرقة جميع محتويات وتجهيزات الكوبرى، فكان هذا الحدث معادى للتاريخ والثقافة وبعد فترة طويلة منذ ثورة يناير حتى الآن أصيب الكوبرى بالإهمال المتزايد، وأصبح وكأنه قطعة من الخردة الثابتة على كورنيش النيل. وأضاف إبراهيم أسامة، طالب بكلية الفنون التطبيقية المجاورة للكوبرى: «فعلاً كل يوم وإحنا فى الكلية بشاهد اللى بيحصل فيه واللى بيخرب واللى بيكسر على مرأى ومسمع من المسئولين بدمياط، وكان الكوبرى جاهزاً ولا يكلفه إلا الاهتمام فقط به». وأشار مصطفى فعص، محام ورئيس لجنة الشباب بمركز فارسكور: «حرام اللى بيحصل للكوبرى، حيث تم عمل عدة محاضر فى قسم ثان ورغم المحاضر لا يوجد عليه أى تواجد أمنى سوى من العاملين فى المكتبة وهم غير قادرين على التعامل مع ما يحدث.