كتبت - أمنية إبراهيم: حالة حب فريدة الكل يتحدث عنها.. الفتيات يحلمن أن يعشن نفس تفاصيل القصة.. تتوج قصة الحب بالزواج.. اعتقد الكثير أن القصة انتهت مثل حواديت «ألف ليلة وليلة» لكن ما حدث كان فوق خيال أى مؤلف.. فالحب تحول إلى كره والعشق أصبح ندماً على سوء الاختيار.. ودخل العناد إلى الحياة لدرجة أن الزوجة أجبرت على قتل زوجها بسبب اعتدائه عليها بالضرب وعلى والدها الرجل المسن. لم يتصور شخص أن قصة الحب الملتهبة ستنتهى نهاية مأساوية فالحبيبة تقف وراء القضبان والمحب أصبح ذكرى بعد أن تم قتله على يد الزوجة. داخل القفص الحديدى وقفت الزوجة تروى حكايتها: أصبحت فى لمح البصر مجرمة.. قاتلة.. قتلت زوجى لأخلص نفسى ووالدى من قبضة يده.. لكنه قتلنى بسكين بارد قبل قتلى له، كل أحداث حياتى كانت سريعة. فى إحدى الحفلات شاهدت زوجى بمجرد أن تقابلت عيوننا اشتعل الحب فى قلوبنا لا أدرى سببا لذلك، عشت معه أجمل المشاعر ولحظات الحب عرفت معه معنى الحب الحقيقى، كنت أخاف من عيون صديقاتى على حبنا.. خفت من الحسد تقدم لخطبتى بعد أن مهدت له الطريق مع أسرتى وأزلت جميع الصعوبات التى يمكن أن تواجهه. تبكى الزوجة بحرقة.. عشت أجمل أيامى فى الخطوبة لن أجد الكلمات المناسبة التى توصف حالة العشق التى كنا نعيشها.. لا أتذكر أننا تشاجرنا سويا كانت مشاداتنا الكلامية تنتهى خلال دقائق معدودة، كل منا كان يخاف على مشاعر الآخر وأحاسيسه، خيالى هيأ لى أن حياتى ستستمر على هذا المنوال حتى توافينا المنية.. بسبب زوجى واظبت على الصلاة والصوم كنت أتقرب إلى الله أملا فى حماية حياتنا. انتهينا من إعداد عش الزوجية وانتقلت للعيش معه شعرت بأننى كنت أذوب فيه أحاسيس جياشة وعشقاً وحباً، الكل تمنى لى السعادة الأبدية لكن سرعان ما تبدل الحال وانقلبت حياتى رأسا على عقب. الخلافات عرفت طريقها إلى بيتنا الهادئ وتحول إلى جولات من الصراخ والعويل والسباب بأفظع الألفاظ.. فى بعض الأحيان كان جيراننا يتدخلون لفك الاشتباكات التى كانت تنشب بيننا، يوماً بعد يوم تلاشى الحب وزرع الكرة حاولت كثيراً أن أبتعد عن مصدر الخلافات لكن كل محاولاتى باءت بالفشل الذريع. جاء والدى محاولاً تقريب وجهات نظرنا شكوت له ضيق ذات اليد ومطالبته لى بأفعال حرمها الله وديننا الإسلامى.. سمع زوجى أننى أخبرت أبى بأفعاله، لم يتحمل وفوجئت به يلقى علىّ يمين الطلاق قمت بجمع ملابسى وترك منزل الزوجية بصحبة والدى الذى صدم من المفاجأة التى شلته لبضع دقائق ولسان حاله يقول: أين قصة الحب التى كان يتحدث عنها الجميع؟! بعد فترة شعر زوجى بالندم وبأن الشيطان تملك من حياتنا أقنعنى والدى بضرورة العودة معتقدا أن قصة حبنا ستنتصر على خلافاتنا.. فى غضون أيام عدت إلى بيتى شعرت بسعادة زوجى الغامرة لكن شعورى الداخلى كان يحدثنى أن الحال لن يستقيم وأن الجدار الذى نشأ بيننا لا يمكن أن يهدم بين يوم وليلة بالرغم من محاولاته إسعادى. وكل ما توقعته حدث فزوجى عاد إلى عادته السابقة والتى تسببت فى هدم بيتنا بدأت الخلافات تتصاعد أقوى وأقوى، حتى فاض الكيل بى سريعاً خاصة أننى كنت منتظرة تلك اللحظات التى يظهر فيها زوجى شذوذه وفجره أمامى مرة أخرى. تركت بيت الزوجية واتصل والدى بزوجى طالبه بالحضور للتحدث إليه. تبكى الزوجة بمرارة، استجمعت قواها وقالت: طلب والدى من زوجى تطليقى بالمعروف خاصة لأننى أصبحت لا أطيق الحياة بهذه الطريقة، استشاط زوجى وأطلق وابلاً من السباب على والدى وانهال عليه ضربا. فصرخ والدى العجوز مستنجداً بى حاولت أن أبعده عنه لكنه قام بدفعى بقوة سقطت على الأرض شاهدت والدى يصرخ بين يديه من قوة اللكمات التى يتلقاها على يد زوجى، وكان على وشك أن يقتله، توجهت إلى المطبخ فى محاولة لإيجاد أى عصا تساعدنى على إبعاد زوجى عن والدى. وقعت عيونى على سكين المطبخ سحبتها وخرجت على الفور وبدون أن أشعر وجدتنى أطعنه عدة طعنات ليسقط غارقا فى دمائه ويفارق الحياة على الفور. أصبت بحالة من الانهيار وفقدت وعيى بعد أن شاهدت دماء زوجى على يدى وملابسى أفقت لأجدنى بين رجال الشرطة ويتم القبض علىّ.. تحولت فى دقائق إلى مجرمة وقاتله فقدت حريتى وحياتى وزوجى انتهت قصة الحب.. قتلته نعم ولكنه كان هو الذى سيقتلنا أنا وأبى الذى ظل فى المستشفى أسابيع يتلقى العلاج ونجا من الموت بأعجوبة.. هذه حكايتى سيدى القاضى.. واستعمل القاضى الرأفة مع الزوجة بعد أن أكدت التحريات شذوذ الزوج ومحاولته قتل والد الزوجة وعاقبتها بالسجن 3 سنوات فقط.. فهو قتل دفاعاً عن النفس.. الحكم المخفف لم يسعد الزوجة فماذا تفعل بالحياة أو الحرية وقد سلبهما زوج شاذ بلا ضمير.