كتب :أمجد مصطفى مصطفى محرم هو واحد من أهم كتاب السيناريو فى مصر والوطن العربى ، وله نجاحات كبيرة وكثيرة فى هذا المجال ، وهو يتمتع بخيال كبير كان أحد أسباب نجاحه ، لأن هذه المهنة تعتمد فى الأساس على الخيال ، لكن ربما لايجوز لهذا الخيال أن يكون واقعا نعيشه . كاتبنا الكبير نشر فى صحيفة "المصرى اليوم " بعدد اليوم 2 مايو 2018 مقالا بعنوان مطلوب وزير ثقافة مثقف . بدأ مقاله بتقديم وافر الاحترام للوزيرة ايناس عبد الدايم وتمنى لها التوفيق ، ثم قال فى مقاله " أحلم لبلادى بوزير ثقافة للمستقبل ، وهنا خطابى للرئيس كمواطن قبل ان اكون مثقفا – الكلام لمحرم-.هذه الوزارة ياسيادة الرئيس التى تعتبر ايقونة الوزارات واثمنها قيمة والذى يعرف قدرها ويطمح ان يتولى حقيبتها لابد ان يكون قد قرأ لطه حسين والعقاد واحمد لطفى السيد وعبد الرحمن الشرقاوى ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ولويس عوض وسلامة موسى وسليم حسن واحمد فخرى وسعاد ماهر وجمال حمدان ومؤلفات حسين فوزى وسمحة الخولى فى الموسيقى ، ومن الأجانب عدد كاتبنا الكبير بعض الأسماء ، ثم استغرق الاستاذ مصطفى محرم فى اعطاء نبذه عن مفهوم الثقافة عامة ؟. وهنا ليسمح لى استاذنا الكبير ان اختلف معه فى وجهة نظره حول الشخصية التى يجب ان تتولى هذه الوزارات ، وفقا لما ذكره بأن الوزير لابد ان يقرأ للاسماء التى ذكرها ، فهناك بالفعل وزراء جاءوا على مقعد الثقافة وهم مثقفين كبار ، مثل الدكتور . جابر عصفور ومحمد صابر عرب وشاكر عبد الحميد وعماد ابو غازى وحلمى النمنم ، وبعضهم جاء فى اكثر من تغيير وزارى .. لكنهم لم يحققوا نجاحات .. حتى اننى فى أحدى جلساتى مع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى سألته لماذا لم ينجح هؤلاء فى الوزارات رغم انهم مثقفين كبار ، هناك فارق بين الوزارات بين أن تكون "مْثقف"بفتح القاف و" مثقف" بكثر القاف . فالأول هو مجرد مثقف قارئ له فكر .. لكن المثقف هو الذى يصنع الثقافة ، وبالتالى استاذ مصطفى محرم ليس كل مثقف جدير بأن يكون وزيرا للثقافة الاهم ان نجد شخص يهنئ المناخ للعمل الثقافة ويضع افكارا جديرة بالتنفيذ ، والاهم ان يكون ادارى من الدرجة الاولى يجيد تحريك القيادات الاقل فى الدرجة الوظيفية ، ويجيد التوجيه والتحريك ، ويكون لديه علاقات دولية حتى تمكنه من استثمار بعض الهيئات العالمية لدعم الثقافة المصرية . ولو استرجعنا بعض اهم المشروعات التى حدثت ومازالت تحدث على ارض مصر .. دار الأوبرا منحة يابانية ، المتحف الكبير الذى يقام الآن وتساهم فيه اليابان بقيمة 300 مليون دولار ، وغيرها من المشروعات العملاقة . لذلك فهذا المنصب يحتاج الى مواصفات كثيرة .. قد يكون من بينهما ماذكرت ، لكننا أحوج مانكون الى من يهيئ المناخ ويطرح افكارا ويعطى الفرصة لمن يستحق . ثم ماالذى ادراك كاتبنا الكبير مصطفى محرم فى ان ايناس عبد الدايم لم تقرا لتلك الأسماء التى ذكرتها ، فهل دخلت معها فى حلقة نقاشية وتأكدت من ذلك . بالمناسبة هذا الرأى ليس دفاعا عن ايناس عبد الدايم لاننى اكاد اكون الصحفى الوحيد الذى انتقدها على صفحات "الوفد" اعتراضا على احتفالات ختام الاقصرعاصمة للثقافة العربية ،لاننى كنت اتمنى ان تكون الاحتفالات تليق بمصر ، لأن بلدنا هى عاصمة الثقافة العالمية ،وليس العربية فقط . استاذنا الكبير مصطفى محرم .. كنت اتمنى ان تطرح افكارا لتطوير العمل الثقافى بشكل عام ، حتى نشارك كلنا فى بناء مجتمع ثقافي صالح ، يستوعب كل اصحاب الفكر فى بلدنا . واود أن أذكر حضرتك ان هناك كتابا كبارا لهم مؤلفات كثيرة فى شتى المجالات لكنهم لم يتولوا أى حقائب وزارية .. وهذا ليس عيبا فيهم أو فى من اختارهم ، لكن اعود وأقول لك هناك فارق بين المثقف ، وصانع الثقافة ، ونحن بحاجة الى صانع حقيقى لأن المثقف يحتاج إلى مناخ يمنحه القدرة على الابداع.