كانت كلمات الثوار كهدير المحيط قوية هائلة تسمع القاضي والداني كزئير الإعصار يشد في الثوار القوة والنضال والاحتمال، وكان الهتاف »الشعب يريد اسقاط النظام« ثم أصبح »الشعب يريد تطهير النظام« فحين يطرق الرقي باب أمة من الأمم يسأل أهناك فكر حر، فإن وجده دخل وإلا مضي ونحن نحتاج إلي رعاية الوعي الجديد والويل كل الويل للذين أيديهم بخنق هذا الوعي الوليد لأن الأفكار أقوي من الجيوش وهذا يفسر قوة الشبكة الجديدة وتأثيرها البتار. والدكتاتورية قد تقدم اصلاحات ولكنها لا تنشئ نهضة وهناك فارق بين الإصلاح والنهضة وبالتالي الشعب يريد النهضة، وليكن هدفنا هو الإصلاح في ظل الديمقراطية. إن خطر الحاشية لا يكمن في نفاقها بل في تضليلها للدكتاتور وإقناعه بأنه ديمقراطي رصين ويعتمد علي الشوري المنظمة وينأي بنفسه عن الغوغاء، إن محركات الثورة الأساسية كانت هي عدم العدالة الاجتماعية وخلق أغلبية من الحزب الوطني وتعديل مواد الدستور ليكون جمال مبارك هو الرئيس القادم ضمانا للاستقرار والتنمية من وجهة نظر النظام وتحقيق مصالح طبقة رجال الاعمال واصحاب المصالح الاقتصادية، وكان يتطلب التفكير السليم أن تقوم هذه الطبقة بتقديم حوافز اقتصادية واجتماعية للفقراء من المليارات التي اندفعت إلي حساباتهم ولكن اتضح ان تريليونات تم تجنيبها من الموازنة العامة للدولة عبر الصناديق الخاصة لدعم جمال مبارك. ان العدالة الاجتماعية تقتضي طائفة من المبادئ والنظم ثبت بالتجربة أن المنفعة الاجتماعية تبلغ بها الحد الأقصي إذن المشكلة ليست في النصيحة وانما في قبولها فالحقائق التي تأتي مغايرة لآرائنا القديمة وافكارنا الموروثة تتطلب منا أول ما تتطلب تغيير عالمنا العقلي. إن النهضة التي نريدها تتحقق عبر أسس ديمقراطية سليمة وتشجع الجميع علي المساهمة تبدأ من انتخابات النقابات المهنية والمحليات مرورا بنواب الشعب والشوري وطرح وجوه جديدة وأفكار وكيانات مختلفة برؤي تهدف لنهضة البلاد وانتخاب لجنة تأسيسية تقوم بدراسة دستور جديد وليس تعديل بنود معينة في الدستور وتطرح الدستور علي المجلس المنتخب انتخاباً حقيقياً، ويقوم بتسيير العمل التنفيذي مجلس من الجيش والمدنيين لحين الانتهاء من الأعمال السابقة وتشكل الحكومة الجديدة من الحزب الحائز علي الأغلبية خلال فترة زمنية محددة. فالأساس أنه لا وجود لوطن حر إلا بمواطنين أحرار.