الخاطبة الإلكترونية.. بين "تسليع المرأة" وتفشي العنوسة

كتب: باسل عاطف
"الزواج" عُرف اجتماعي مُتعارف عليه منذ القدم ولا يتم إلا من خلال الإشهار أمام الله ثم الأهل والمجتمع، وطبقًا للعادات والتقاليد المصرية القديمة كانت هناك ما تسمى ب"الخاطبة" وهي المنوط بها تعريف الشاب على الفتاة، ولكن مع تقدم وسائل الاتصال وظهور مواقع جديدة على مواقع الانترنت بدأ الزواج الإلكتروني ينتشر بشكل كبير.
ومؤخرًا ظهرت مجموعات عبر برنامج "وات ساب" ويكون مشتركًا فيها عدد من الشباب والفتيات ومن ثم تكون هناك فتاة متخصصة لتقوم بتعريف الشاب على الفتاة وتسمي ب"الخاطبة الإلكترونية" لتنتهي العلاقة بالخطوبة ومن ثم الزواج إذا تمت الطريقة بالشكل الصحيح.
واختلفت آراء عدد من علماء الدين والأطباء النفسيين، بالإضافة إلى عدد من المواطنين، ما بين مؤيد ومعارض لهذه الطريقة في الزواج.
آراء المواطنين
ووصف محمود سالم، فني كهربائي، التعارف عبر الانترنت "وات ساب" لإتمام الزواج ب"الفاشل"؛ وذلك لعدم تطبيق الشرع في هذا التعارف أو حتى الزواج.
وأشار إلى أن الزواج مبني على التعارف من الأساس بين الطرفين، منوهًا إلى أن الزواج الذي يتم عن طريق مجموعات ال"وات ساب" تتم
غالبًا بين العرب الوافدين من الخارج وتسمي بزواج "المتعة" وتعتبر دعارة مقننة.
وتابع "أغلبية المتزوجين عن طريق الانترنت يلجأون لكتابة العقد عند محامي دون أن يلجأوا إلى مأذون شرعي، ومن الممكن في هذه الحالة أن تكون الفتاة غير بالغة للسن القانوني".
ولفت أحمد ياسر، بائع، أن علاقات الانترنت ومجموعات ال"وات ساب" ربما إذا تمت في النطاق الصحيح تنتهي بالزواج، مشيرًا إلى أن كثير من حالات الزواج التى تتم عن طريق الانترنت أشبه بزواج الصالونات.
وأوضح أنه مع ارتفاع نسبة العنوسة والعزوبية بين الطرفين يلجأ بعض الشباب والفتيات إلى مواقع التواصل الاجتماعي للزواج، مشددًا على أنه لابد وأن يتم علم الأهل بهذه العلاقة حتى تسير بالشكل اللائق والحلال.
فيما قال مروان شريف، صيدلي، إن كثير من الفتيات تعرضن للاغتصاب تحت بند التعارف عبر شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة مجموعات ال"وات ساب"؛ وذلك من خلال إيهامهن من قبل بعض الشباب بالزواج.
عالم دين يوضح شرعية الزواج عبر الإنترنت
وفي هذا السياق، يقول الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن وسائل الاتصال الحديثة لابد وأن توظف جيدًا ويتم استغلالها استغلالاً حسنًا، مشيرَا إلى أنه إذا كان التعارف عبر الانترنت يتم بنية جادة للزواج فيما بعد فهذا لا خلاف عليه.
وأضاف الجندي، "هناك قواعد لابد وأن يتم وضعها في الحسبان خلال التعارف عبر الانترنت والتي تبدأ بالخطبة ومن ثم الزواج، أهمها المصارحة بين الطرفين والصدق، وأن تكون النية جادة بينهما، وان يكون الأهل على دراية بهذا التعارف، وألا يتضمن الحديث أية مخالفات شرعية".
دراسات توضح أسباب اختيار مواقع التواصل في الزواج
أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن غالبية الفتيات يلجأن لمواقع التواصل الاجتماعي لاختيار الزوج، وذلك بعد تفشي ظاهرة العنوسة في المجتمع المصري, والتي وصل تعدادها في عام 2012 إلي 5 ملايين فتاة و8 ملايين من شاب.
وحسب إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد ظهرت الكثير من المواقع الالكترونية الخاصة بالزواج ويتعدي زوارها الملايين، وتزيد نسبة الذكور عن الإناث.
ازدياد أعداد مجموعات الزواج عبر "وات ساب"
وانتشرت في الآونة الأخيرة مجموعات خاصة بالزواج عبر برنامج "وات ساب" لتجد نفسك مشترك في المجموعة دون علمك، عن طريق إضافتك من قبل أحد الأشخاص الذين يمتلكون رقم هاتفك، ومن ثم يكون هناك عدد كبير من الشباب والفتيات للتعارف على بعضهما البعض.