شهدت عروض مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة تجسيدًا لمعاناة الشعوب العربية على خلفية التوترات الدائرة في المنطقة فجاءت الأفلام معبرة عن آلام الشعب السورى، وما يعانيه الشعب الفلسطينى من وطأة الاحتلال.. وقسوة الغربة ومشاكل الهجرة غير الشرعية في أوروبا. جاء الفيلم التسجيلى القصير "يوم فى حلب" للمخرج علي الإبراهيم ليجسد معاناة السوريين وسجل المخرج بكاميرته أثار الدمار فى حلب، ومعاناة السوريين من أجل البقاء فى ظل نقص شديد فى الطعام والمياه.الفيلم ألقى الضوء على بقايا المنازل المهدمة، ومحاولات فرق الإنقاذ لنقل المصابين إلى المستشفيات، وإخراج الجرحى من تحت الأنقاض، وغيرها من المشاهد المؤلمة دون أن يستعين بحوارات أو أى تعليقات صوتية، كما أن المخرج سلط الضوء فقط على الوضع الإنسانى فى حلب دون أن يتطرق للصراع السياسى، ودون الانجياز لأي طرف من أطراف الصراع. ومن بين الأفلام التى سلطت الضوء على قضايا السوريين ومشاكل اللاجئين الفيلم الروائى القصير "اتجاه القبلة" وهو فيلم سويسرى من إخراج جان إريك ماك، الفيلم يتناول قصة "فريد" اللاجئ السورى الذى تتوفى زوجته جراء إصابتها بمرض السرطان وتتركه مع أبنتين يواجه آلام الفقد والغربة، وكل ما أراده فريد هو أن يدفن زوجته وفقا لأحكام الدين الإسلامى وفى اتجاه القبلة. وكان للقضية الفلسطينة نصيب من خلال المهرجان حيث جسد فيلم "العبور" للمخرج الفلطسينى أمين نايفة تجربة شخصية تعرض لها وهو وأخوته عندما أرادوا العبور عبر الجدار العازل الإسرائيلى من أجل زيارة جدهم المريض، وبعد معاناة من أجل العبور يتفاجأ اثنين من الأخوة أنهم لم يعبروا لزيارة جدهم وإنما ليشاركوا بجنازته، فكانت صدمة كبيرة بالنسبة لهما. وكشف الفيلم الروائى القصير "رجل يغرق" للمخرج مهدى فليفل قصة شاب فلسطينى سافر إلى اليونان بطريقة غير شرعية بحثا عن حياة أفضل، ولكنه واجه صعوبات عدة، فلم يجد عمل طوال عدة شهور، وليس معه نقود من أجل حتى الطعام، فتعرض للاستغلال من قبل المحيطين، وأضطر أن يقدم تنازلات من أجل فقط قليل من الطعام. وجاءالفيلم الروائى القصير اللبنانى "تشويش" من إخراج فيروز سرحال ليوضح كيف تعامل اللبنانيون مع الحرب الأهلية بلبنان عام 1982، وأيضا مع العدوان الإسرائيلى عام 2006، من خلال رصد الحياة اليومية للبنانين عن بعد دون الدخول فى تفاصيل حياتهم اليومية أو خلفيات الأشخاص، وكيف تعامل وتفاعل اللبنانيون مع الحدثين وكيف تمكنوا من تجاوز هذه الأحداث من أجل العيش بصورة طبيعية. ومن بين الأفلام التى ناقشت قضية الفن فى العالم العربى وكيف ينظر له هو الفيلم الروائى القصير "دعاء" وهو إنتاج كردستنان العراق ومن إخراج محمد شيروانى والذى تناول قصة "دعاء" الفتاة التى ولدت لأسرة متشددة دينيا والتى فوجئت بقبول أوراقها بكلية الفنون الجميلة قسم نحت بدل من كلية الدراسات الإسلامية التى أرادت أسرتها أن تلتحق بها.وسرعان من أصبحت دعاء وأسرتها منبوذة من قبل المجتمع وأصبح ينظر إليهما على أنهما خالفا الإسلام وأن مصيرهما النار، الأمر الذى دفع شقيقها لمنعها من استمرار دراستها.